‘);
}
قصة أسماء ذات النطاقيْن للأطفال
يجب علينا كمربين وآباء وأمهات تعليم أطفالنا قصص الصحابيات، فقد كان لهن دور مهم في نهضة الأمة الإسلامية وصناعة الشخصيات الإسلامية، وسنتحدث اليوم عن صحابية بطلة ساهمت في الدّفاع عن ديننا الْإسْلامي، وساندت الدعوة الإسلامية في بدايَتِها، وهيَ أسماء بنت عبد الله بن أبي قحافة، والدها الصحابي الجليل وخليفة المسلمين بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبو بكر الصديق.[١]
نسبها المبارك
نشأت أسماء في كنف الإسلام، ومن شرف نسبها ما يأتي:[٢]
- والدها: أبو بكر الصديق صاحب رسول الله وخليفته، وأول من آمن من الرجال.
- زوجها: الزبير بن العوام؛ أحدُ العشرة المبشرين بالجنة.
- ابنها: عبد الله بن الزبير، صحابي جليل وأول مولود بعد الهجرة.
‘);
}
إسلامها
كانت أسماء من السابقات إلى الإسلام، إذ لم يسبقها إلى الإسلام سوى سبعة عشر رجلا وامرأة، وقد ساندت الدعوة الإسلامية بكل ما استطاعت،[٣]وهاجرت مع من هاجر إلى المدينة المنورة وهي حامل، فأنجبت ابنها عبد الله بن الزبير وكان أول مولود يولد بعد الهجرة، ونال شرف تحنيك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- له.[٤]
مواقفها أثناء الهجرة
كان لأسماء -رضي الله عنها- مواقف مشرفة تدل على شجاعتها وحبها لنصرة دينها ونبيها -عليه الصلاة والسلام-، ومن ذلك ما يأتي:
- لما علمت بسفر النبي -عليه الصلاة والسلام- وأبيها أبي بكر الصديق
أعدت لهما طعاما وماء ليتزودا به في طريقهِما، فلم تجد ما تربطهما به، فقامت بشق ثوبها نصْفين وكانَ يُسمَّى الثوبُ نِطاقاً، وربطت الطَّعام بأحدهما، وربطتِ الْماء بالنّطاق الثاني، ولما علم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذلك دعا الله -عز وجل- أن يبدلها بهما نطاقين في الجنة؛ فسميَت لذلك ذات النِّطاقيْن.[٥]
- ثباتُها أمام أبي جهل وجبروته
من مواقف ثباتها في الْهجرة أن عدداً من كفّار قريش، منهم أبو جهل الذي يعرف بعداوته الشديدة للإسلام وللنبي جاؤوا إلى بيت والدها أبي بكر، وكانت هي بالبيت فخرجت إليهم، فقالوا لها: أين أبوكِ يا بنت أبي بكر، قالت لهُم لا أعلم والله أين أبي، فلطَمها أبو جهلٍ على وجهها بقوةٍ أسقطت حِلَقها، فصبرت وتحمَّلت واحتسبت أجرها عند الله.[٦]
صفات أسماء بنت أبي بكر
كانت أسماء تتصف بعدة صفاتٍ جليلة، ومنها ما يأتي:[٧]
- الشجاعة
وقدْ ذكرنا مواقفها أثناء الهجرة التي تدل على شجاعتها وقوتها.
- الكرم والجود
وقد كانت -رضي الله عنها- كثيرة البذل والعطاء، وكانت تقول لبناتها: أنفقن وتصدقن، ولا تنتظرن الفضل، فإنكن إن انتظرتن الفضل لم تفضلن شيئاً، ومعنى كلامها أنْ يتصدَّق الإنسان من ماله دون أن ينتظر مُقابلا من أحد، فالأجر والثواب من الله -عزّ وجل-، وأن يتصدق باستمرار حتى لو كان قليل المال فإن الله -سبحانه وتعالى- سيبارك فيه.
وكانت أسماءُ بنت أبي بكر -رضي الله عنها- ممَّن يروي الأحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد روى عنْها عُلماء الحديث ثمانيةً وخمسين حديثاً شريفاً.
وتوفّيَت أسماء بنت أبي بكر وعمرها مِئةُ عام، وكانت في كامل عقلها حتى إن أسنانها لم تسقط،[٨] وكان ذلك بعد مقتل ابنها عبد الله بن الزبير بفترة قصيرة في السنة الثالثة والسبعين للهجرة.[٩]
المراجع
- ↑ابن الأثير، جامع الأصول، صفحة 379. بتصرّف.
- ↑مجموعة من المؤلفين، موسوعة سفير للتاريخ الإسلامي، صفحة 309. بتصرّف.
- ↑عبد الرحمن رأفت الباشا، صور من حياة الصحابيات، صفحة 48. بتصرّف.
- ↑عبد المحسن العباد، شرح سنن أبي داوود، صفحة 17. بتصرّف.
- ↑عبد الرحمن رأفت الباشا، صور من حياة الصحابيات، صفحة 48-49. بتصرّف.
- ↑ابن عساكر، تاريخ دمشق، صفحة 12. بتصرّف.
- ↑مجموعة من المؤلفين، موسوعة سفير للتاريخ الإسلامي، صفحة 309. بتصرّف.
- ↑عبد الرحمن رأفت الباشا، صور من حياة الصحابيات، صفحة 60. بتصرّف.
- ↑مجموعة من المؤلفين، موسوعة سفير للتاريخ الإسلامي، صفحة 309. بتصرّف.