‘);
}

قصة إبراهيم ابن الرسول

رُزق سيّدنا محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- بابنه إبراهيم، وقد كانت أُمّه ماريّة القبطيّة، أهداها المقوقس حاكم الإسكندرية لرسول الله، وأرسلها له مع حاطب بن أبي بلتعة، فلمّا وصلت لرسول الله عرض عليها حاطب الإسلام فأسلمت،[١] وأسكنها رسول الله بالعالية، فحملت بإبراهيم وأنجبته هناك، وقد ولّدتها سلمى مولاة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-،[٢] فجاء أبو رافع زوج سلمى إلى النبيّ يبشّره بمجيء ابنه، فأهداه رسول الله هديّة فَرحاً بتلك البشرى، ولما أراد أن يسمّيه قال: (وُلِدَ لي اللَّيْلَةَ غُلَامٌ، فَسَمَّيْتُهُ باسْمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ)،[٣] وقد وُلِد إبراهيم في شهر ذي القعدة من السنة الثامنة للهجرة، وقد كانت أُمّه قليلة اللّبن، فبدأ نساء الأنصار يتسابقْن لإرضاعه، فأرضعته أُم سيف و كان زوجها حداداً، ويصف أنس بن مالك -رضي الله عنه- رحمةَ رسول الله بعياله فيقول: (كانَ إبْرَاهِيمُ مُسْتَرْضَعًا له في عَوَالِي المَدِينَةِ، فَكانَ يَنْطَلِقُ وَنَحْنُ معهُ، فَيَدْخُلُ البَيْتَ وإنَّه لَيُدَّخَنُ، وَكانَ ظِئْرُهُ* قَيْنًا*، فَيَأْخُذُهُ فيُقَبِّلُهُ، ثُمَّ يَرْجِعُ)،[٤][٥] ثمّ أخذته أمّ بردة بنت المُنذر الأنصاريّ، وزوجها من بني مازن، ليبقى عندها فتُرضعه، ثم تعودُ بِهِ لأمّه كي تراه.[٦]

فرح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بولادة ابنه إبراهيم فرحاً شديداً، فلازمه ولم يفارقه، وكان ينظر إلى وجهه باستمرار ويأخذه إلى حضنه، ثم يحمله ويطوف به على زوجاته، يُخبرهنّ عن الشّبه الذي بينهما،[٧] وعندَ ولادته طلبَ رسول الله حلْق شعر رأسه، فحلقه أبو هند البياضي من الأنصار، وأخرجَ رسول الله فضّةً بوزن شعره صدقةً، ثم دفن شعره في التّراب،[٨] وذلك في اليوم السّابع من ولادته، وأُتي بكبشٍ فذبحه عقيقةً عنه.[٩]