سوف نتحدث في مقال اليوم في الموسوعة عن اسيا زوجة فرعون التي تلقت سيدنا موسى من اليم وأنقذته من بطش فرعون الذي كان يقتل الأولاد وقتها، بل وأنها آمنت به عندما جاء بالدعوة إلى الله عز وجل ووقف ضد زوجها فرعون الظالم، فقد كانت آسيا سيدة ذكر عنها رحمتها، وصدقها وإيمانها بالله عز وجل، وقد أكرمت سيدنا موسى عليه السلام وأمه حتى جاء بالدعوة، وكانت تعيش طوال عمرها في القصور وسط الملوك والفراعنة وترى بعينها الظلم والبطش على الناس، لكن ذلك لم يغير في طبيعتها من شئ، سوف نعرض لكم نبذة من عن زوجة فرعون.
اسيا زوجة فرعون
هي آسيا بنت مزاحم بن عبيد بن الريان بن الوليد ملك مصر في عصر سيدنا يوسف.
قصة آسيا زوجة فرعون وسيدنا موسى عليه السلام
تبدأ قصة آسيا زوجة فرعون بعدما وجدت الخادمات التي تعمل في قصر فرعون سيدنا موسى في الصندوق الصغير في النيل، وذهبن به إلى زوجة فرعون، فلما رأته أحبته كثيرًا ووجدته طفلًا جميلًا واستبشرت به خير كثير.
وعندما عرف فرعون بهذا الطفل وقد كان يأمر جنوده يقتل أي ولد يولد، فأراد قتله لكنها رفضت رفض شديد وقالت له ربما يكون قرة عين لي ولك أيضًا، فقال لها لكِ نعم، لكن لي فلا، فردت عليه زوجته وقالت “عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدًا” وذلك لأنهم قد تبنوه، فلم يرزقا بأولاد ذكور، بل كان لهم إناث فقط، وقد نالت بالفعل المنفعة كما تمنت من سيدنا موسى، فقد آمنت به في الدنيا، ونالت الجنة في الآخرة.
ثُم بعثت آسيا جواريها ليبحثوا له عن مرضعة، لكن كلما جاؤوا له بمرضعة كان يرفضها، حتى جاءت أمه وأرضعته فتقبلها، فبعثت لها آسيا وطلبت منها أن ترضعه عندها ولكنها رفضت لوجود أطفال آخرين لها وأخذته معها لبيتها لترضعه، حتى كبر سيدنا موسى قليلًا وطلبت آسيا رؤيته وذهبت به أمه إلى زوجة سيدنا موسى، فانهالت عليه الهدايا منذ أن دخل إلى القصر حتى وصل إلى آسيا، وعندما رأته فرحت به كثيرًا وهادته الكثير من الهدايا، كما أنها أكرمت أمه كرمًا عظيمًا.
وعندما بلغ سيدنا موسى أشده وأمره الله عز وجل بدعوة فرعون وقومه، وقامت بينه وبين فرعون وقومه مبارزة السحر، كانت امرأة فرعون تدعوا بالنصر لسيدنا موسى، وكانت كل خوفها على سيدنا موسى من جبروت فرعون وقومه وبطشه الشديد.
إعلان آسيا إيمانها بما جاء به موسى
كان هناك امرأة تعمل في القصر تلقب بالماشطة، فقد كانت تمشط شعر بنات فرعون، وعندما جاء سيدنا موسى يدعوا للإيمان بالله وحده أسلمت الماشطة وزوجها وأطفالها، وعندما علم فرعون بذلك قتل زوجها فورًا.
وظلت الماشطة تعمل في قصر فرعون، وفي إحدى المرات كانت تمشط شعر إبنة فرعون ووقع منها المشط على الأرض، فقالت الماشطة بسم الله، فتعجبت البت وقالت الله! فردت عليها الماشطة وقالت الله ربي، وربك، ورب أبيكِ، فأخبرت البنت أبيها بما حدث.
فناداها فرعون وقال لها من ربك؟ فقالت له ربي وربك هو الله، فحذرها بأن ترجع عن دينها لكنها لم تستمتع له ورفضت ترك دينها، فأمر فرعون جنوده أن يأتوا بقدر كبير مصنوع من النحاس وكان مملوء بالزيت المغلي، وأتوا بأطفالها وبدأ الجنود يلقون أبناءها بالتتابع، كان فرعون يأمرها بأن تترك دينها ويترك أبنائها لكنها كانت ترفض.
حتى لم يتبقى سوا ابنها الرضيع التي كانت تحمله بين يديها، فأخذوه منها وبكت هي وطفلها بكاءً شديدًا، ولكن حدثت معجزه، فقد نطق الطفل في المهد وقال لأمه “يا أماه اصبري فإنك على الحق” ثُم مات الطفل مثل أخوته، وألقى جنود فرعون المرأة الماشطة في القدر مع أبنائها.
فعندما حكى ما حدث لزوجته وهو متباهي بما فعله بالمرأة الماشطة، فصرخت بوجهه وقالت له: ما أجرأك على الله! وبعد ذلك أعلنت إيمانها بالله وحده، فتوعدها فرعون إن لم ترجع عن دينها أنه سوف يذيقها العذاب لكنها رفضت.
فأمر فرعون أن تمدد على لوح وتربط من يديها وفدميها، وأمرهم بضربها ضرب شديد، حتى سال الدم من جميع جسدها وانسلخ لحمها عن عظمها وتوفت.
المصدر: 1.



