قصة اصحاب اهل الكهف ، تلك القصة التي ذكرتها في كتابه الكريم في سورة الكهف، و القرآن الكريم لا توجد به قصص إلا و نجد فيها العديد من الدروس التي علينا نأخذ العظة و العبرة منها، و تعتبر سور الكهف من السور العظيمة و التي لها فضل كبير، و فيها نجد أربع قصص، في البداية قصة اصحاب الكهف و هذا سبب تسمية سورة الكهف، ثانيا قصة صاحب الجنتين، ثالثا قصة نبي الله موسى و الخضر عليهما السلام، و اخيرا قصة ذي القرنين و من خلال موقع موسوعة سنتعرف على قصة سورة الكهف كاملة و حقيقية، كما سنقدم لكم بعض الدروس التي علينا تعلمها من سورة الكهف .
قصة اصحاب اهل الكهف الحقيقية كاملة :
- في قديم الزمان كان هناك ملك ظالم و قرية أشركة بالله و ضلت عن طريق الحق و الهداية، حيث كانوا يعبدون الالهة و يدافعون عنها، كما أنهم كانوا يصيبون بالأذى كل من كفر بتلك الالهة.
- لكن في تلك القرية كان هناك فتية رزقهم الله الهداية و الهمهم الطريق الحق و الثبات، فيقول الله تعالى: (( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ))، هؤالاء الفتية الذين آمنوا بالله وحده، و انكروا على قومهم ما يفعلوه، و تلك الفتية ليسوا انبياء و لا رسل، لكن الله رزقهم بالقول الثابت و الهداية .
- و عندما لم يجدوا فائدة من قومهم، قرروا الفرار و الفوز بدينهم، ابتغاء مرضاة الله، فتركوا أموالهم و أهلهم و القرية الظالمة .
- و بعد ما خرجوا توجهوا لكهف مظلم واسع مهجور موحش، حتى يحميهم من ظلم حاكمهم و قومهم، و يحفظوا دينهم ،و كان معهم كلبهم .
- و هذا القصة تضرب لنا اكبر مثال على قوة الإيمان بالله تعالى، و تركهم للنعيم و الاهل و المال و منازلهم الواسعة، و يقال أنهم كانوا من أبناء الملوك، لكن كل ذلك لم يساوي شيء أمام ثباتهم و إيمانهم بالله عز وجل و اختيارهم للكهف ابتغاء لرضا الله و عبادته .
- و الكثير من الروايات تقول أن تلك الفتية كانوا على دين النبي عيسى عليه السلام، و اسم الحاكم الكافر دقنيوس .
- اقام الفتية في الكهف، و بقي كلبهم عند باب الكهف يحرسم، و من رحمة الله سبحانه و تعال، أن حدثت المعجزة، حيث نام هؤلاء الفتية لمدة ثلاث مئة و تسع سنوات في الكهف .
- و في تلك الفترة، نجد ان أشعة الشمس لم تؤذيه رحمة منه سبحانه، حيث أن الشمس كانت تشرق من يمين الكهف، و تغرب من شمال الكهف .
- كما أنهم كانوا خلال نومهم يتقلبون، فيخيل للذي يراهم أنهم أحياء، و ذلك حتى لا تبلى أجسامهم، فيقول الله عز وجل في سورة الكهف (( وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ۚ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ۖ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ۚ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا )) .
- و بعد تلك المعجزة، استيقظوا من نومهم، لكنهم لم يشعروا بأي فرق، كما أنهم لم يعرفوا كم من الوقت مر عليهم في نومهم، و ظلوا يتساءلون، و من قوله تعالى في سورة الكهف : (( قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ )) .
- لكنهم تغاضوا عن عند حساب تلك الفترة التي قضوها في النوم، فالمهم أن يدبروا أموالهم، عندها قاموا بتجميع ما يمتلكون من مال، و طلبوا ان يذهب أحد منهم المدينه في السر، و يقوم بشراء طعام لهم، ثم يرجع إليهم بدون أن يشعر أحد من القرية .
- لكن عندما ذهب أحدهم للقرية، لم تكن هيئتها، كما عهدها، كانت الأماكن مختلفة و الوجوه أيضا، كما أن النقود و السلع تغيرت، مما جعله يندهش من هذا التغير الذي حدث فقط خلال نومهم ليله .
- و بالطبع عرف أهل المدينه من هيئته و لباسه، و لنقود التي يمتلكها أنه غريب .
- عندها علم ان الملك الظالم و أهل القرية الكافرة، قد هلكوا جميعها، و أنهم ناموا 309 سنوات .
- و الان هناك ملك صالح ، و فرح أهل تلك القرية بهؤلاء الفتية الموحدين و مؤمنين بالله عز وجل .
- و بعدما علم الناس بتلك المعجزة التي حدث لهؤلاء الفتية، الذين كانوا أحياء أموات، رد الله أمانه، و صعدت أرواح تلك الفتية لخالقهم .
سورة الكهف :
سورة الكهف واحدة من السور المكية و عدد الآيات فيها 110 اية ، نزلت تلك السورة عندما اراد قوم قريش أن يتأكدوا و يتحروا من اقوال النبي محمد صلى الله عليه و سلم، بأن يسألوا اليهود عنه، بما أنه من أهل الكتاب، عندها أرسل اليهود لأهل قريش أن يسألوا نبينا محمد صلى الله عليه و سلم عن ثلاث أسئلة لو أجابها فهو حقا نبي أرسله الله، و غن لم يجب فهو كاذب،و تلك الأسئلة هي، يسألوه عن اروح، و ذي القرنين، و أيضا الفتية الذين حدث لهم معجة في قديم الزمان، لهذا أنزل الله على نبيه سورة الكهف، و التي فيها أجابة لكل أسئلة اليهود و قريش .
أهم الدروس من قصة اصحاب الكهف :
من قصة اهل الكهف في سورة الكهف نجد هناك العديد من الدروس المستفادة و العبر لنا، و من ذلك ما يلي :
- لا يضل من لجأ لله سبحانه و تعالى و سلم له أمره، فسبحانه كفيل بحمايته، فكما نرى لقد حفظ و آمن الله سبحانه و تعالى فتية الكهف عندما توكلوا عليه و ابتغوا رضاه وحده . .
- علينا أخذ الحيطة و الحذر و أن نبتعد عن الفتن، فتلك أحد الدروس التي نتعلمها من قصة أصحاب الكهف في سورة الكهف، أيضا أن نحفظ السر.
- أن نقدم الإيمان بالله سبحانه و حده و الإخلاص له، فهذا سبب هروب هؤلاء الفتية للكهف، وتركهم ديارهم و أموالهم و قريتهم خلف ابتغاء لرضا الله و خوفا من غضبه .