
نعرض لكم في هذا المقال قصة تسبب فيها الغش الحاق الضرر للأطفال ، صفة الغش من الصفات الذميمة التي نهى عنها الإسلام إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من غشنا فليس منا”، وهي صفة منافية للأمانة التي تعد واحدة من أهم القيم الأخلاقية التي يجب أن تسود في المجتمع لأنها تجنبه من مخاطر الفساد الذي يتسبب في غياب العدالة الاجتماعية والمساواة بين الأفراد، وزيادة معدلات البطالة والفقر والجهل.
وتتعدد أشكال هذه الصفة ما بين غش التاجر في الميزان وبيع سلعة تالفة للمشتري، وغش الطالب في الامتحانات، فضلاً عن غش المقاول في بناء مبني آيل للسقوط، وهي صفة تعكس غياب الضمير الإنساني وضعف الإيمان، في موسوعة سنتعرف على عواقب الغش من خلال أبرز قصصه.
قصة تسبب فيها الغش الحاق الضرر
قصة الطالب المهمل
وهي تدور أحداثها حول الطالب سامر الذي اعتاد في كل عام على الغش من زملائه في الاختبارات، وقد كان يحصل على أعلى الدرجات النهائية ويشعر بالفخر من نتائجه على الرغم من عدم اقتناع أسرته بهذه التقديرات لعلمهم التام بأنه طالب كسول لا يحب الاجتهاد ومذاكرة دروسه أولاً بأول.
في إحدى الاختبارات النهائية وفي قاعة الامتحان كان يجلس أحد زملاء سامر بجانبه الذي كان يعتمد على غش الإجابات أيضًا بطريقة سرية، ولكنه سرعان ما تم كشفه من قبل المراقبين الذين قرروا إقصاءه من الامتحان مما ترتب عليه رسوبه في المادة، وقد نوه المراقبين بضرورة تجنب الغش منعًا من الحرمان من استكمال الامتحان، ولكن لم يتأثر سامر بما حدث لزميله وبالنصيحة التي تلقاها بل قرر أن يتعلم كيفية إخفاء الإجابات جيدًا بعيدًا عن أعين المراقبين.
في اليوم التالي شددت المراقبين متابعة الطلاب جيدًا، وقد قام سامر بتحضير كل أوراق الإجابات وإخفائها، وعندما شرع في كتابة الإجابات تساقطت منه ورقة في حركة مفاجئة وغير مقصودة منه وقد انتابته حالة من الصدمة والخجل حيث لاحظ المراقبين هذه الورقة والتقطها بسرعة وفهم أنها تتضمن إجابات الاختبار.
طلب المراقب في غضب شديد من سامر أن يغادر قاعة الامتحانات وقد حاول الآخر أن يعتذر له عما بدر منه راجيًا منه استكمال الامتحان، ولكن المراقب لم يستجب لمحاولاته حيث أخبره بأنه تم بالفعل إقصائه من الامتحان وأنه لن يستكمل الامتحان ما سيؤدي ذلك إلى رسوبه، وقد لقن هذا الموقف درسًا قاسيًا لسامر الذي دفعه للشعور الشديد بالندم لأنه لم يتعلم من الموقف السابق لزميله.
قصة التاجر الغشاش
وهي تدور حول تاجر يمتلك محل كبير يبيع منه سلع غذائية تالفة، وقد تلقى شكوى من العديد من المشترين بأن منتجاته تسببت لهم في أضرار صحية ولكن كان التاجر يدافع عن نفسه باستماتة شديدة ويخبرهم أن منتجاته نظيفة ولا يشتكي منها أحد وقد كان يجهز القليل من السلع الغذائية الجيدة حيث يتناولها أمامهم حتى يثبت لهم أنه لم يصيبه أي أذى.
تمكن التاجر من خداع جميع زبائنه وإقناعهم بالفعل أن المشكلة ليست في الطعام الذي يبيعه لهم، وقد اعتمد أيضًا على الشهادة الزور من أقاربه من أجل إقناع الزبائن بأن سلعه جيدة ولا تسبب لهم أي مشاكل صحية، ولم تؤثر فيه على الإطلاق كثرة الشكاوى التي يتلقاها.
في إحدى الأيام بعد أن أنهى التاجر عمله قرر الذهاب إلى مطعم لتناول وجبة العشاء برفقة عائلته، وعقب انتهائه من الوجبة أصيب بتسمم حاد نُقل على إثره إلى المستشفى، وقد كانت حالته الصحية في منتهى الخطورة ولكن سرعان ما استقرت، وقد علم التاجر أن كل الطعام الذي تناوله في الطعام كان ملوثًا ومسببًا للتسمم مثل الطعام الذي يبيعه لزبائنه، وقد تملكه شعور من الندم والحزن الشديد حيث أحس أن ما حدث له كان عقابًا له من ما يفعله بالآخرين.
