‘);
}

زكريا عليه السلام

ورد في نسب زكريا -عليه السلام- أنّه زكريا بن دان بن مسلم بن صدوق، ويمرّ نسبه بسليمان بن داود عليهما السلام، حتى يصل إلى يهوذا وهو ابن يعقوب عليه السلام، وورد أنّ زكريا كان يعمل نجّاراً، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم ثماني مرّاتٍ، وفُصّلت قصته في سورتي مريم وآل عمران، وبُعث نبيّاً في بني إسرائيل، بدعوة التوحيد، وعبادة الله سبحانه، وترك ما دون ذلك، في وقتٍ كثُر فيه إفسادهم وكفرهم، وانتشر الفسوق، والظلم والمنكر بعمومه بينهم، فقد كان ملوك بني إسرائيل حينها كفرة وفجرة، مُلؤوا بُغضاً للدين وأهله، فتسلّطوا على الأتقياء الصالحين، قتلاً وظلماً، وقد طال زكريا -عليه السلام- من بلائهم حين أمر الملك هيرودس بقتل يحيى بن زكريا عليه السلام؛ إرضاءً لعشيقته.[١]

عايش زكريا -عليه السلام- انتشار القتل، والظلم في بني إسرائيل، وكان الله -تعالى- قد قدّر لحكمةٍ يعلمها ألّا يُرزق زكريا بالولد، فلمّا أحسّ أن الكبر قد تغشّاه، وأنّه وحيد ليس حوله من يقيم الدين معه، أو يخلفه فيه توجّه لله -تعالى- بالدعاء، فقال الله عزّ وجلّ: (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيا*يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا)،[٢] فاستجاب الله دعوته بأن جعله يكفل مريم -عليها السلام- أوّلاً، ثمّ بُشّر بأنّ زوجته حامل، وسيكون له ولد بإذن الله تعالى.[١]