‘);
}
قصة سورة التحريم للأطفال
نص الآيات في سورة التحريم
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ* قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ* وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَـذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ* إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ).[١]
القصة الأولى
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- خير الناس لأهله وجيرانه والناس أجمعين، وكانت نساؤه أمهات المؤمنين -رضوان الله عليهم جميعًا- يحببنه -صلى الله عليه وسلم- جدًا، وكانت أم المؤمنين زينب بنت جحش تعد له من العسل شرابًا يشربه فيمكث عندها قليلًا ثم يخرج، فغارت السيدة عائشة والسيدة حفصة -رضي الله عنهما-، كما تفعل كل النساء بما يتعلق بالزوج من محبة أن يقضي الوقت عندهن.[٢]
واتفقت السيدة عائشة والسيدة حفصة أن يقولا للنبي -صلى الله عليه وسلم- إن كان عائدًا من عند السيدة زينب: رائحته كرائحة المغافير، فهل أكلت أو شربت مغافير؟؛ والمغافير هو: صَمغٌ حُلْوُ الطَّعمِ كالعَسَلِ، ولكِنْ له رائحةٌ كَريهةٌ.[٣]
‘);
}
يُنضِجُه شجَرٌ يُسَمَّى العُرْفُطَ، فلما فعلت إحداهنّ ذلك؛ ردّ عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنه شرب عسلًا عند زينب بنت جحش ولن يعود، وطلب منها ألا تخبر أحدًا.[٣]
لكنها أفشت سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وحرم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شرب العسل على نفسه؛ لأنه كره أن تخرج منه رائحة كريهة فهو يحب أن تكون رائحته طيبة لأن الملك وهو جبريل عليه السلام يأتيه بالوحي من الله.[٢]
والملائكة تتأذى مما يتأذى منه الناس فتفر من الرائحة السيئة، وهو -صلى الله عليه وسلم – لما حرّم على نفسه العسل أراد أن يرضي جميع الأطراف وأخبرهن ألا يخبرن أحدًا بالأمر.[٢]
وبيّن الله -تعالى- في سورة التحريم للنبي -صلى الله عليه وسلم- كيف يتحلل من قسمه، عن طريق كفارة اليمين، ثم وجه الخطاب لأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن يتوبا إلى الله من الخطأ الذي ارتكبنه بالكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والاتفاق عليه، وإن لم يتوبا فإن الله هو ناصره وجبريل وسائر المؤمنين والملائكة أجمعين.[٤]
القصة الثانية
وقد ورد عند أهل العلم أن سبب نزول آيات سورة التحريم؛ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان عنده أمة يأتيها كمعاشرة الأزواج؛ ففي يوم كان في بيت حفصة فوقع بها، وقيل أنه كان دور حفصة، وقيل هو دور عائشة -رضي الله عنهما-، فلما علمت إحداهن بذلك أفشت السر إلى الأخرى، فغضبت من نبي الله وجعل يسترضيها حتى حلف بالله ألا يقرب أمته هذه؛ فنزلت الآيات.[٢]
الدروس المستفادة من القصة
هناك العديد من الدروس المستفادة من هذه القصة نذكر منها:
- عدم تحريم ما أحل الله؛ فالله وحده -جل وتعالى- من يحرم شيئًا أو يحلله.
- عدم إفشاء السر.
- كفارة اليمين رخصة من الله -تعالى-، فمن حلف بالله -تعالى- ثم رأى أمرًا خيرًا من يمينه؛ يكفر عن ذلك بكفارة اليمين.
- تأييد الله -تعالى- وجبريل -عليه السلام-، والمؤمنين والملائكة للنبي -صلى الله عليه وسلم-.
- أي إنسان يخطئ عليه أن يتوب لله -تعالى-، وأن ينوي عدم العودة للخطأ الذي وقع به.
فوائد من عتاب الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم
بدأ الله العتاب بمناداة النبي -صلى الله عليه وسلم- بـ(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ) وفيه من الرقة والتلطف والتسرية؛ وكأن ما بعده لا يؤثر في مقامك الكريم، ونستفيد من هذه الآيات أننا عندما نريد أن نعاتب إنسانًا علينا أن نبدأ معه باللطف، وكذلك إتيان الخطاب بصيغة سؤال (لِمَ تُحَرِّمُ) تفيد التلطف في العتاب، فم يقل له: لا تحرّم، ونحن علينا أن نترفق بالخطاب مع من نحب.[٥]
المراجع
- ↑سورة التحريم، آية:1-4
- ^أبتث[محمد إسماعيل المقدم]، تفسير القرآن الكريم، صفحة 3. بتصرّف.
- ^أبابن الجوزي، زاد المسير في علم التفسير ، صفحة 3.
- ↑“شروح الأحاديث/ قصة التحريم صحيح البخاري”، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 29/1/2022. بتصرّف.
- ↑فوزية بنت محمد العقيل، “تأملات في سورة التحريم”، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 29/1/2022. بتصرّف.