يسعدنا أن نقدم لكم اليوم قصة سيدنا صالح ، الذي ينتسب إلي سام بن نوح، والذي بعثه الله إلى جماعة عربية من العهد الزائل وهم قوم ثمود، هذا القوم يعبد الأصنام ويمكث في الحاجز بين الحجاز وتبوك، وقد تم ذكرهم في القرآن الكريم بأنهم نالوا عذاباً شديداً، بالإضافة إلى إنهم تعقبوا قوم عاد، بينما بعث سيدنا صالح إلي هذا القوم لتنفيذ رسالة، ومن خلال موسوعة سنعرف المزيد عن قصة سيدنا صالح – عليه السلام – فتابعونا.
قصة سيدنا صالح
نبي الله صالح هو ثاني أنبياء العرب، أرسله الله إلى الأرض لنشر الدعوة إلى الإسلام، وقد ذكرت قصته في القرآن الكريم في عدة سور؛ بالإضافة إلى المعجزة التي حدثت أثناء نشر الدعوة إلى الإيمان بالله، ومن السور التي ورد في قصته: سورة هود، سورة الأعراف، إلى جانب أن هذه القصة مليئة بالحكم والمواعظ، حيث جاءت في القرآن الكريم بالتفصيل التام، لأنها تُثبت أن الله عز وجل على كل شيء قدير.
قصة سيدنا صالح وقوم ثمود
المعروف عن هذا القوم إنهم متعلقين بدين أجدادهم وهو الكفر وعبادة الأصنام، كما أطلق عليهم هذا الاسم تقديراً لأجدادهم الذي يدعي ثمود بن جاثر، إلى جانب أن سيدنا صالح ينتمي إليهم، فكان هذا القوم ناكر نعمة الله عليه، وبعث الله لهم الكثير منها حتى يؤمنوا به؛ ولكنهم أتبعوا دين أجدادهم وهو عبادة الأصنام، وجاء في قوله تعالى ﴿قَالُواْ يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا) صدق الله العظيم .
وفي إحدى الأيام جاء لهم سيدنا صالح لينبههم من قسوة عذاب الله إن لم يؤمنون به، ويزيدهم عظة وإيماناً، ولكن لم يستمع إليه أحد، وبعد دقائق قال له أحدهم هل أنت تدعي بأنك رسول الله؟ وإن كنت رسول الله كيف نصدقك؟ فقال لهم سيدنا صالح سأحقق لكم ما تريدون، فطلبوا منه طلب مستحيل أن يُنفذ؛ عندما أشار واحداً منهم تجاه صخرة كبيرة أمامهم وقال له إنه يريد ناقة تشق هذه الصخرة، ثم أضافوا إلى الطلب مواصفات الناقة كما يريدون رؤيتها، فأستمع إليهم سيدنا صالح – عليه السلام – ثم ذهب في سلام دون أن ينطق بكلمة واحدة، وظل يدعي ربه في صلاته بأن يحقق لهم هذه المعجزة المستحيلة.
المعجزة
وفي يوم وهم جالسين مكانهم أمام الصخرة، انشقت نصفين وخرج منها الناقة، واندهشوا جميعهم عندما خرجت الناقة وبالشروط التي طلبوها تعجيزاً لسيدنا صالح، منهم من آمن بالله ومنهم ما زال متمسكاً بعبادة الأصنام رغم أن الله عز وجل حقق لهم المعجزة كي يؤمنون به، فقدمت امرأة أربعة من بناتها لرجل من هذا القوم يدعي قدار بن سالف، وطلبت منه أن يذبح الناقة، ثم وافق وذهب ليبحث عن رجلين لينفذون معه ذلك، ومن ثم اتبعهم سبعة رجال، وذكر الله تعالي في قوله عن هؤلاء التسعة: ﴿وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ﴾صدق الله العظيم.
عذاب قوم ثمود
وبعد أن قتلوا الناقة، عرف نبي الله صالح بما حدث، فغضب غضباً شديداً، ثم مضى إليهم وحذرهم أن الله سيعذبهم عذاباً شديداً بعد ثلاث أيام من اليوم، فلا يبالي أحدهم بل اتهموه بالجنون، وحتى لا يدعو أحد آخر للإسلام؛ قاموا بقتله للانتهاء منه، وفي الثلاث أيام تحقق ما قاله سيدنا صالح لهم، مضى عليهم اليوم الأول والثاني بعذاب وقسوة أكثر مما توقعوا، وفي اليوم الأخير أسودت وجوههم، وفي عند سطوع شمس اليوم الرابع صدر صرخة من السماء، واهتزت الأرض أهتزازاً شديداً وقبل أن ينتهي كل هذا، كانت جثث هذا القوم مطروحة أرضاً، فقد بدء الأمر وانتهى في صرخة واحدة وقد ماتوا دون أن يعلمون ما الذين حدث في هذه الثواني، أما عن الذين آمنوا رحلوا عن هذا المكان قبل أن يعذبهم الله لأن سيدنا صالح قبل أن يقتل نبههم بأن يتركوا المدينة.



