قصة طموح قصيرة

نقدم إليكم اليوم قصة طموح ، لعلها تكن لكم الحافز وشعاع الأمل ومبعث التفاؤل ، الطموح هو وسيلتنا للوصول لأهدافنا ودرجنا للترقي لأعلى المنازل ، الطموح هو

mosoah

قصة طموح

نقدم إليكم اليوم قصة طموح ، لعلها تكن لكم الحافز وشعاع الأمل ومبعث التفاؤل ، الطموح هو وسيلتنا للوصول لأهدافنا ودرجنا للترقي لأعلى المنازل ، الطموح هو التطلع نحو الآفاق الواسعة والرحاب العريضة والتخلي عن المكوث بالقاع ، وعدم الرضا بالتكاسل والتخاذل في تحقيق الأهداف بحجة قلة الإمكانيات أو من قبيل الرضا بالمقسوم.

لا شك أن الرضا من الصفات الحميدة لدى الإنسان ولكن يجب أن يكون ذاك الرضا مصحوبا بالسعي ومحاولات التقدم وبلوغ الأماني، الطموح هو الأمل في الغد والتطلع نحو المستقبل بنظرة يملأها الرجاء ويشملها التفاؤل في التغيير للأفضل .

لمعرفة قصة طموح وما حدث لصاحبها من تغيير مدهش عليكم بالبقاء معنا في موسوعة.

قصة طموح

قصتنا اليوم حدثت تفاصيلها في الأندلس  في فترة الدولة الأموية كما يرويها لنا التاريخ وهي قصة محمد بن  أبي عامر وتحويله الحلم إلى حقيقة وسعيه الدؤوب الذي جعل من زملائه ورفقاء دربه يتهمونه بالجنون ولكن إيمانه بربه وانه عز وجل لا يضيع جهد مبذول ثم إيمانه بقدراته جعل يصل إلى ما كان يطمح إليه رغم استحالته بالنسبة للباقين .

كان محمد بن أبي عامر يعمل حمّارا (يقوم باستخدام الحمير ) في نقل الناس أو بضائعهم وتلك كانت تعتبر وسيلة المواصلات المتواضعة في ذلك الوقت فقد كان أصحاب الشأن يستخدمون الخيول العربية الأصيلة أو الجمال أو العربات التي تجرها الخيول.

قصة عن الكفاح

وفي ليلة من الليالي بينما كان  محمد مع اثنين من رفقاء لدربي الذين يعملون معه بنفس المهنة وبعدما أخذ منهم الإرهاق مأخذه وبعد تناولهم وجبة العشاء البسيطة المكونة من الخبز والبن استرخى محمد وهو يسبح في خياله محدثا نفسه بصوت عال: ترى ماذا يحدث لو أصبحت الخليفة، وابتسم ثم تحولت ابتسامته إلى ضحكة عاليه وتحول حديثه لنفسه إلى حديث بصوت مرتفع يوجهه لأصحابه، ماذا يا أصحابي لو صرت أنا الخليفة فماذا ستطلب مني ، فضحك منه صديقه الأول وقال له لابد أن الشمس قد أصابت راسك من مجهود وحر هذا اليوم فلتنم إذا بدلا من هذا الحديث المجنون الذي لا طائل منه ولا فائدة، قال له: بل أنا في كامل وعيي وأعود لأسالك ماذا ستطلب من صديق عمرك إذا اصبح الخليفة ؟

رد صديقه أريد قصرا فخما ، فأعاد عليه السؤال وماذا غيره قال له مائة جارية ، فأعاد السؤال وماذا أيضا ؟ قال له ومائة ألف دينار من الذهب . قال له وماذا أيضا ؟ قال له: وحديقة كبيرة وجميلة من الفاكهة. قال له وماذا أيضا ؟ قال له بل ذلك يكفيني يا صديق العمر.

ثم توجه لصديقه الآخر بالسؤال وماذا تطلب انت أجابه اطلب أن تنام وتدع ذاك الهراء وتتركنا أيضا ننام فأمامنا في الغد يوم شاق من العمل والجهد صمم محمد على سؤاله فأجابه اطلب منك أن تجلسني على حمار بالمقلوب وتدور بي في المدينة إني دجال ومخادع ومن يعرفني سيدخل السجن معي فقال له طلبك مجاب.

ونام الجميع ومحمد يعتبر ذلك الحلم هو وجهته وينتظر يوم تحقيقه ويعتقد أصدقائه أنها مجرد هلاوس حمى.

أول خطوة نحو تحقيق الحلم

وصباح اليوم التالي سعى محمد لتحقيق أول خطوة من خطوات الحلم وقام ببيع حماره والتقدم للعمل في الشرطة ولو حتى خادما وكان يواصل العمل بلا كلل ولا ملل ولا يتوانى عن مساعدة احد ولا خدمة رئيس حتى اشتهر بولائه وعرف بوفائه وتدرج في المناصب سريعا حتى وصل لمنصب رئيس الشرطة  في بني أمية، وفي يوم من الأيام استيقظ الناس في الصباح على خبر وفاة الخليفة ولم  يكن له من الأبناء الذكور إلا ولد في العاشرة من العمر فتم تنصيبه لمنصب الخليفة كمنصب شكلي فقط تحت وصاية احد الزعماء وتم اختيار ثلاثة من الرجال ليكون الخليفة الصغير تحت وصايته وكان محمد بن أبي عامر واحد منهم باعتباره رئيس الشرطة المجتهد العالم بخبايا البلاد وكافة شئونها.

عندما يتحول الحلم إلى حقيقة

نظرا لقرب محمد من صبح أم الخليفة الصغير قام بالوشاية على المصحفي احد المرشحين معه ثم قام بتزويج ابنه من ابنة أبي غالب المرشح الثاني ومن هنا تم خلو الترشيحات من احد غيره وتمت وصايته على الخليفة ثم قام بنقل مهام شئون الدولة إلى  قصره ثم قام بتجهيز الجيش وتوالت الفتوحات في عصره حتى سميت فترة حكمه بالفترة العامرية نسبة له ( ابن أبي عامر) وفي يوم  من الأيام تذكر أصحابة بعد مضي 30 عاما من حديثه معهم وقام بإرسال الشرطة لاحضارهم من نفس المكان الذي يعيشون فيه ولم يتغير لا سكنهم ولا مهنتهم ولما اصطحبتهم الشرطة إلى قصره شعروا بالخوف لماذا يريدهم الخليفة وهو لم يجنوا  شيء

وعندما دخلوا عليه وعرفهم بنفسه سال أولهم أتذكر ماذا طلبت مني إذا أصبحت الخليفة فقال له نعم حامولي فأعطاه القصر والحديقة والمائة ألف دينار من الذهب والمائة جارية، ولما توجه للآخر وساله عن إجابته قال له أعفو عني يا مولاي قال له بل تخبر الحضور أولا بإجابتك فقال له أن تضعني على الحمار بالمقلوب وتدور بي في المدينة وتخبر الناس أني دجال ومن يقربني سيتعرض للسجن ،فقال له لك ذلك.

رغم احتواء القصة على محتوى محفز من الإصرار والتمادي في الطموح إلا إني لم أستسيغ تعنته و عقوبته لرفيق العمر جراء كلمة قالها لحظة دهشة منه ، فمن الطبيعي بالنسبة لرجل بسيط مثله أن يعتبر حديث الليلة الموعودة دربا من الجنون ، فقد كان من الممكن أن يأخذ الأمر معه بشيء من الهزل والمرح بعدما حقق الله له مراده لا أن يتعالى على رفيقه القديم ويندد به بعدما تقدم به العمر.

Source: mosoah.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *