تعرف معنا على قصة فتح الاندلس التي ترجع فكرتها إلى زمن الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه، ولكن قبل البدء في شرح القصة يجدر بنا الإشارة إلى أن اسم الأندلس يطلق على إسبانيا والبرتغال، وهي تقع أقصى غرب القارة الأوروبية على المحيط الأطلسي، وتطل من جهة الجنوب على البحر الأبيض المتوسط، ولأن قصة فتح الأندلس من القصص المثيرة والمشوقة التي يبحث عنها الكثير من الأفراد خصصنا مقالنا اليوم للحديث عنها، فمن خلال سطورنا التالية على موسوعة يمكنكم التعرف على كافة التفاصيل الخاصة بفتح الأندلس.
فتح الاندلس
فكرة فتح الأندلس ترجع إلى زمن الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقد كان عقبه بن نافع يفكر دائمًا في الوصول إلى إسبانيا من خلال اجتياز مضيق أفريقيا، ومن الجدير بالذكر أن موسى بن النصير حاول قبل ذلك أن يفتح جزر الأندلس الشرقية وجزر البليار وميورقة، ومنورقة، ولكنه لم يستطع فتحها ولكن كان لهذا الفتح المبكر فضل في تسهيل عملية الفتح التي تمت فيما بعد.
قصة فتح الأندلس
- اتجه موسى بن النصير إلى فتح شبه الجزيرة الأيبيرية عام 92 هـ ومعه جيش يتكون من 7 آلاف مقاتل من العرب والبربر بقيادة طارق بن زياد، نزلوا بمضيق جبل طارق، وعند وصول الجيش واجههم جيش من النصارى فعرض جيش المسلمين عليهم أمرين إما الإسلام أو الاستسلام ودفع الجزية للمسلمين فرفضوا الشروط وقامت بينهم معركة حامية انتصر فيها جيش المسلمين، وعندما علم حاكم طليطة بالأحداث التي جرت ووصلته أخبار اتجاه جيش المسلمين إليهم أرسل قوة عسكرية لقتال المسلمين فهزمهم جيش المسلمين.
- لم تنتهي الأحداث هنا فعندما هُزم حاكم طليطة في المعركة مع المسلمين قام بجمع جيش يتكون من 100 ألف مقاتل واتجه بهم ناحية الجنوب لمقاتلة المسلمين وعندما علم طارق بن زياد قائد جيش المسلمين بذلك أرسل إلى موسى بن نصير يطلب منه المدد والعون وأخبره بما حققوه من إنجازات وأن النصارى قاموا بتجهيز جيش لمهاجمة المسلمين فأرسل لهم موسى جيش يتألف من 5 آلاف مقاتل بقيادة طريف بن مالك وكان أغلبهم من العرب.
- عام 92 هـ تحديدًا في اليوم الثامن والعشرون من شهر رمضان درات معركة شرسة بينهم وبين المسلمين استمرت لمدة 8 أيام وفي نهايتها انتصر جيش المسلمين، ومن حدة الأحداث التي جرت في تلك المعركة عُرفت بأنها من أشرس المعارك التي دارت في التاريخ الإسلامي، عقب انتهاء هذه المعركة بدأ سكان الأندلس بالدخول في الدين الإسلامي دون حاجة المسلمين إلى الدخول في معارك تُذكر.
- تحولت الأندلس إلى إمارات موزعة على القبائل المسلمة بعد سقوط الدولة الأموية أمام دولة بني العباس، وبعدها هرب الأمير الأموي عبد الرحمن بن معاوية من الشام بسبب البطش الذي تعرض له بني أمية من قِبل العباسيين، وعندما وصل إلى الأندلس تمكن من توحيد القبائل وبالتالي استطاع أن يوحد الأندلس ويوسعها.
من القائد الذي فتح الأندلس
- الذي قام بفتح شبها الجزيرة الأيبيرية هو طارق بن زياد النفراوي الأمازيغي وهو أحد القادة العسكريين المسلمين، فتحها في خلال الفترة بين 711 إلى 718 م، وأمره بذلك موسى بن النصير.
- ولد عام 50 هـ، ونشأ في بيئة إسلامية عربية، ولم يمنعه ذلك من الاحتفاظ بلهجته الأمازيغية.
- اختار موسى بن النصير طارق بن زياد لفتح الأندلس نظرًا لسيرته العسكرية المُشرفة، فهو واحد من أشهر القادة العسكريين في التاريخ الأيبيري والتاريخ الإسلامي.
- تمكن من فتح الأندلس عام 92 هـ، بعدد قيامه بمعركة أخرى خاضها ضد ملك القوط.
- أطلق اسم طارق بن زياد على أحد جبال جنوب إسبانيا، فقد تجمع عند هذا الجبل جيش المسلمين أثناء اتجاههم إلى الأندلس لفتحها.
تكمن أهمية فتح الأندلس في أنها الطريقة الوحيدة لحماية البر الإفريقي الذي فتحه المسلمون خاصة بعد الصراعات التي استمرت لمدة 68 سنة، فقد بذل المسلمين خلال فتوحاتهم الكثير من الجهد وخسروا عدد كبير من الجيوش ليتمكنوا من الحفاظ على المناطق التي تم فتحها.
أسباب فتح الأندلس
اختلف المؤرخون في السبب الذي دفع المسلمين لفتح الأندلس فجاءت الأسباب على النحو التالي:
- الرواية العربية تشير إلى أن السبب في فتحها يرجع إلى رغبة في انتقام شخصي، وهذه القصة تذكر أن الكونت يوليان حاكم سبته كان يتملك ابنة تُدعى فلورندا، أرسلها والدها إلى القصر الملكي القوطي الموجود في طليطة لتتعلم كغيرها من فتيات الطبقة الراقية، وعندما رآها الملك أحبها فقام بالاعتداء عليها، فكتبت رسالة إلى والدها تخبره فيها بما حدث لها، وحينها توجه الأب إلى القصر ليأخذ ابنته معه ومن هنا بدأت الرغبة في الانتقام فعندما عاد إلى بلاده قام بالتواصل مع موسى بن النصير واقنعه بغزو إسبانيا فاستجاب له موسى وأرسل جيش بقيادة طارق بن زياد لغزو الأندلس.
- تشير الرواية الإسبانية إلى أن انصار الملك القوطي ذهبوا إلى يوليان حاكم سنته ليطلبوا منه المساعدة، فتوجه بهم يوليان إلى موسى بن النصير وحينها اتفق معهم أن يمدهم بالجيش ليساعدهم في رد ملكهم واشترط عليهم أن يدفعوا جزية سنوية للعرب نظير الحصول على هذه الخدمة.
مما لا شك فيه أن الهدف من أي فتح إسلامي يرجع إلى رغبة المسلمين في نشر الدين الإسلامي في شتى بقاع الأرض فالدين لا يهدف إلى تحقيقي منافع مادية، ومن الجدير بالذكر أن هناك عدد كبير من القادة الذين شاركوا في الفتوحات الإسلامية.
مغادرة المسلمين للأندلس
تسببت بعض الأمور في إضعاف موقف المسلمين في الأندلس وأدي هذا إلى خروجهم منها، ومن ضمن هذه الأسباب ما يأتي:
- انحراف أغلب السلاطين عن المنهج الإسلامي وضعف عقيدتهم الإسلامية ومحالفتهم للنصاري تسببت في ضعف موقفهم تجاه الأعداء.
- من الأسباب التي ساعدت على إضعاف موقف المسلمين إلغاء الخلافة الأموية وإعلان بداية عهد الطوائف الغير مؤهلين إلى قيادة الأمة الإسلامية.
- الالتفات للشهوات والانغماس فيها وترك طريق الجهاد.
كانت هذه كافة التفاصيل المتعلقة بفتح الأندلس، وإلى هنا نكون قد وصلنا عزيزي القارئ إلى ختام مقالنا، نأمل أن نكون استطعنا أن نوفر لكم محتوى مفيد وواضح بخصوص استفساركم، وفي الختام نشكركم على حسن متابعتكم لنا، وندعوكم لقراءة المزيد في عالم الموسوعة العربية الشاملة.
