قصة قصيرة: لا تحكم على الناس

‘);
}

سيّدة ترتدي لباساً رمادياًَ تمشي إلى جانب زوجها الذي يرتدي بزة مهترئة بخوف، متجهين إلى مكتب رئيس جامعة هارفرد، لم يستغرق السكريتير وقتاً حتى أخبر الزائرين أنهما لا ينتميان لهذا المكان، ولا يستحقا أن يكونا في هذه المدينة في المكان الأول، طلب الرّجل مقابلة الرئيس، لكن السكرتير أجاب على الفور أنه سيكون مشغولاً طوال اليوم، فأخبرته الزوجته أنهما سينتظران حتى يفرغ من شؤونه.

حاول السكرتير أن يتجاهل الزوجين، على أمل أن ييأسا من مطلبهما ويرحلا، لم يحدث ما أمله، وأصابه ذلك بالإحباط، وقرر أخيراً أن يخبر المدير بوجودهما، لعلهما ينصرفان بعد أن يقابلاه، خرج الرئيس بوجه وقور عابس يتبختر أمام الزوجين، بدأت الزوجة بالتحدث أمامه: كان لنا إبن يدرس في جامعة هارفرد لمدة عام كامل، لقد أحب الدراسة هنا، وكان سعيداً للغاية، لكن منذ نحو عام قتل بحادث، نود أنا وزوجي أن نقيم له نصباً تذكارياً في الحرم الجامعي، لكن المدير لم يتأثر على الإطلاق.

أصيب الرّئيس بصدمة، خاطب الزّوجة بنبرة حزينة قائلا: ” سيدتي، لا نستطيع إقامة نصب تذكاريّ لكل طالب درس في هارفرد وتوفي، إن قمنا بذالك، فسيبدو هذا المكان كالمقبرة.” صرخت السيدة حينها ” لم يكن هذا ما أردنا فعلاً، نحن نريد إقامة مبنى للجامعة، ذهل الرئيس مما سمع، القى نظرة على هندام السيدة وزوجها، وتعجب، “مبنى !”.