قصة مثل: عاد بخفي حنين

‘);
}

قصة مثل عاد بخفي حنين

يُقال في قصة هذا المثل أنّ حنيناً كان إسكافيا (صانع أحذية) بارعاً في منطقة الحيرة، له محل يعرض فيه بضاعته، وفي أحد الأيام جاءه أعرابيّ يريد الشراء على حد قوله، وبدأ يقلّب في البضاعة يمنة ويسرة، ويسأل عن سعر هذا الشيء وذاك، ويقول هذا جميل لو أنّه كذا، وذاك مناسب إلّا أنّه كذا، إلى أن أعجبه خفّين سأل حنين عن سعرهما فاستكثرهما، فأخذ يساومه على ثمنهما لوقت طويل أشغل خلاله حنين عن زبائنه ولكنّهما اختلفا في النهاية، فالأعرابي أراد الشراء بثمن بخس، وبعد جدال رحل الأعرابيّ دون أن يشتري الخفين من حنين، ممّا أثار حنقه واستفزّه، على وقته المهدور سدى وجهده المبذول بلا طائل، وعلى هذا أراد حنين الانتقام من الرجل بنفسه، ففكّر ثمّ دبّر، وقام وأخذ الخفين وسبق الأعرابيّ في طريقه، ثمّ ألقى الخفّ الأول في الطريق، ومشى مسافة وألقى الخفّ الثاني بعدها، واختبأ حتى يراقب الأعرابيّ من بعيد.

نهاية القصة

ركب الأعرابي دابّته ومشى في طريقه إلى أن وجد الخف الأول، فقال في نفسه: هذا الخفّ يشبه خفّ حنين، فلو كان الخفّان معاً لأخذتهما وانتفعتُ بهما، ثمّ تابع مسيره وعلى مسافة ليست ببعيدة وجد الخف الآخر! فما كان منه إلّا أن ترك دابّته ورجع مسرعاً ليأتي بالخف الأول، وفي تلك الأثناء انتقم حنين منه وسرق دابّته ومتاعه، ولمّا عاد الأعرابي فرحاً بالخفّين لم يجد من متاعه ولا دابته التي تحمله شيئاً، فجلس يندب حظّه، ولمّا عاد الأعرابي إلى قومه خائباً سألوه “بما جئتنا من سفرك؟” قال لهم: جئتكم بخفيّ حنين، وهكذا جرى المثل على السنة الناس جيل بعد جيل.