‘);
}

طلب العلم

إنّ طلب العلم في الإسلام من أهمّ الأعمال وأحبّها إلى الله تعالى، حيث إنّ الأنبياء والرّسل -عليهم الصلاة والسلام- جميعاً كانوا حريصين على طلب العلم وتعليمه لأتباعهم، ومن الأمثلة على ذلك: تعليم الله -تعالى- لأبي البشر آدم عليه السلام؛ حيث علّمه الأسماء كلّها ثمّ عرضها على الملائكة ثمّ سأله عنها أمامهم، ومن الأمثلة أيضاً: قصة موسى -عليه السلام- مع الخضر في سورة الكهف، وما ذُكر فيها من حبّ موسى -عليه السلام- للعلم وتواضعه للخضر مع أنّ موسى كليم الله وأعلم أهل الارض بالتوراة، بالإضافة إلى صبره على التعلّم وحرصه على ذلك.[١]

سبب خروج موسى للقاء الخضر

أخبر موسى -عليه السلام- فتاه يوشع بن نون بأنّه سيخرج برحلة الى مجمع البحرين للقاء الرجل الصالح واسمه الخضر، كما قال الله تعالى في القرآن الكريم: (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَٰهُ لاۤ أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ ٱلْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً)،[٢] وكان سبب الرحلة أنّ موسى -عليه السلام- قام في أحد الأيام خطيباً في بني إسرائيل فسألوه عن أعلم أهل ألأرض فقال موسى بأنّه هو، فعاتبه الله -تعالى- لأنّه لم يُرجع الفضل لخالقه، وأخبره بوجود مَن هو أعلم منه في مجمع البحرين، فسأل موسى ربّه كيف يُمكن الوصول إليه، فأمره الله -تعالى- بالخروج وأن يأخذ معه حوتاً، وفي المكان الذي يُفقد فيه الحوت يكون الرجل الصالح، فانطلق موسى -عليه السلام- ومعه فتاه يوشع والحوت، فلمّا بلغا الصخرة غلبهما النّعاس فناما، فخرج الحوت من مكانه وهرب إلى البحر، ثمّ استيقظ موسى -عليه السلام- وتابع مسيره في البحر دون أن يتفقّد الحوت، وبعدما نال التعب والجوع منهما قال لفتاه بأنّه يريد أن يأكل، فتذكّر الفتى أمر الحوت وقال له بأنّه نسي الحوت عند الصخرة وأنّ ذلك من الشيطان، فعاد موسى -عليه السلام- إلى المكان الذي فقد فيه الحوت فوجد العبد الصالح.[٣]