قصة نبي الله نوح ، بسم الله الرحمن الرحيم (لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) سورة الأعراف ، قصة سيدنا نوح عليه السلام، من أعظم وأفضل القصص التي تعلمنا الصبر والتمسك بحب الله وعبادته وطاعته حتى آخر الأنفاس. فلم يرسل الله سبحانه وتعالى نبياً إلا لهداية الناس وضرورة اعترافهم بتواجده. ومعرفة أن الله قادر على كل شئ، وأنه الخالق المدبر لكل أمر. وتنبيههم دائماً بأن البشر مهما كانت مقدرتهم وطغيانهم في الحياة الدنيا ما هم إلا عباد الله لا يسع بيدهم شئ لصنعه. كل ما عليهم هو إعمار الأرض وعبادة الخالق، والتميز بين كل ما هو حلال أو حرام. تلك القصة كانت خير دليل على أن الله إذا أمر بشئ سيحدث مهما مضت الأيام. إليكم أهم الأحداث التي وقعت في تلك الفترة الزمنية وكيف قضى الله_ عز وجل_ على قوم سيدنا نوح بعد طغيانهم في الأرض مع موسوعة.
قصة نبي الله نوح
هو نوح بن لامك بن متوشلخ بن خنوخ، ويعتبر هو الحفيد العاشر من سيدنا آدم علية السلام. ولكن في ترتيبه كواحد من الرسل فيحتل المرتبة الثالثة.
ويعتبروه بأنه الأب الثاني للبشر بعد سيدنا آدم وذلك نسبة لما حدث في قومه.
قصة سيدنا نوح مختصرة
- بعثه الله سبحانه وتعالى على قومه (لم يذكر اسمهم في القرآن)، ليدعوهم لهدايته. وأمرهم بالتوحيد والابتعاد عن عبادة الأصنام. وكان يتميز بالصبر حيث دعاهم ألف سنة إلا خمسين عام.
- ولكن باءت بالفشل، فكذبوه وعاندوه، بل واتهموه بالكذب والجنون. قاموا بالتشكيك في مدى مصداقيته حول النبوة. ولم ينتفعوا من النصح بعد كل تلك الفترة. حتى آمن به القليل من سكان قبيلته، ولكن ظلوا الباقية متمردين بل وقالوا عن اتباعه فقراء ومساكين. قالوا له (قَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)_ سورة الأعراف.
- بدأ يتوجه بالشكوى إلى الله ،فيقول في سورة نوح (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا).
- بدأ يدعوا سيدنا نوح الخالق بأنه لم يترك وقتاً حتى دعاهم في الليل، والنهار. ولكن لم يُجدي نفعاً سوى أنهم أصبحوا يضعون أصابعهم في آذانهم بداية ما يروا النبي الكريم. وأيضاً وضعوا ثيابهم على وجوههم كعلامة لرفض الحديث. حتى تطور الأمر إلى أنهم بدأوا يهددوه بالرجم في حال لم يتوقف عن دعوته.
- وزين لهم الجنة والإيمان بالله فقال لهم ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (12) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا). ولكن لم يبالوا.
بداية انتقام الله تعالى من قوم نوح عليه السلام
أمر الله سبحانه وتعالى نبيه بأني يقوم ببناء سفينة، وأعلمه بأن عقاب الله لهم سيكون من خلال طوفان يأتي ليسحقهم جميعاً. وكان نوح عليه السلام يجهل كيفية صنع تلك السفينة، فعلم أن الله سيشرف عليه.
وبالفعل استجاب لأمر الخالق، وبدأ يعد السفينة، وكان محط سخرية واستهزاء من قِبل كل من مر عليه من قومه. (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ (37)وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ۚ قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ)_ سورة هود.
مصير قوم سيدنا نوح عليه السلام
أمر الله سيدنا نوح بأن يضع في السفينة كل من آمن معه، وأن يضع من كل زوجين اثنين ( حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ)_ سورة هود.
بدأت السماء تهطل مياه غزيرة، والأرض تخرج منها ينابيع المياه. وبدأت السفينة تتحرك. وحاولوا الباقية من الكافرين اللحاق بأنفسهم، ولكنهم لم يستطيعوا. كانت كلما ارتفعت المياه علت السفينة.
نادى نوح عليه السلام ابنه، ولكن لم يستمع له وقال أنه سيحتمي بالجبل. ولكن لا يعلم بأنه لا أحد اليوم ناجي من عقاب الله. ونستشهد بقول الله في سورة هود (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ).
حتى أمر الله بأن تبتلع الأرض ماءها، والسماء تقف عن الهبوط. وهلك الجميع من الطاغية. واستقرت السفينة وبدأت حياة جديد للخلق ولكن من الوحدين بالله.