قصة نجاح الدكتور ابراهيم الفقي

"ابتعد عن الأشخاص الذين يحاولون التقليل من طموحاتك، فالناس العُظماء هم الذين يُشعِرونك أنَّ باستطاعتك أن تُصبحَ واحداً منهم"، كانت هذه آخر أقوال الدكتور إبراهيم الفقي قبل ساعاتٍ قليلةٍ من وفاته في تغريدةٍ له على تويتر، وكأنَّه كان ينصحُنا النَصيحة الأخيرة. لكن، من هو إبراهيم الفقي؟ أين وُلِد؟ وكيف عاش؟ وما هي طُموحاته عندما كان طفلاً؟ وما هي مسيرة هذا الإنسان الذي أثَّر في البشرية، وفي الأجيال التي عاصرته، وفي الأجيال التي بعدها؟

Share your love

لكن، من هو إبراهيم الفقي؟ أين وُلِد؟ وكيف عاش؟ وما هي طُموحاته عندما كان طفلاً؟ وما هي مسيرة هذا الإنسان الذي أثَّر في البشرية، وفي الأجيال التي عاصرته، وفي الأجيال التي بعدها؟

سَنحاولُ قَدر الإمكان أن نُقدِّم إليكم أهمَّ المَحطَّات في حياة الدكتور إبراهيم الفقي.

من هو ابراهيم الفقي؟

ابراهيم الفقي

هو إبراهيم محمد السيد الفقي، وُلِد في الخامس من آب عام 1950 ميلادية، في مدينة الإسكندرية، في حي فيكتوريا. خبير التنمية البشرية والبَرمجة اللغوية العصبية، ورئيس مجلس إدارة المركز الكَندي للتنمية البشرية، ومؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات إبراهيم الفقي العالمية، وهو من قام بتأليف عِلْمَيْن جديدين مُسجَّلين باسمه وهما: عِلْمُ قوة الطاقة البشرية، وعِلْمُ ديناميكية التكيف العصبي؛ كما أنَّهُ حَصلَ على الكثير من الشهادات الدولية، وشهادة دكتوراه في التنمية البشرية.

تزوَّج من آمال عطية في عام 1974 ميلادية، ولهُ منها ابنتان توأم: نانسي ونيرمين. كان لإبراهيم الفقي منذ صِغره هدفان، أولهما: أن يكون بطلَ مصر في الألعاب الرياضية، وثانيهما: أن يكون مديراً عامَّاً لأكبرِ فندقٍ في العالم.

لقد كان إبراهيم الفقي من مُحبي الرياضة منذُ صغره، وشاركَ في بطولة كأس العالم لتنس الطاولة في ألمانيا الغربية مُمَثلاً دولةَ مصر، وذلك في العام 1969 ميلادية.

قصة حياة ابراهيم الفقي:

ابراهيم الفقي

يروي إبراهيم الفقي قصَّتهُ وكيف أصبح مديراً عاماً لأكبر الفنادق، ويقولُ في إحدى مُقابلاته: “إنَّ والدتي كانت تريد أن أكون ضابطاً بحرياً، وأبي يريدني أن أكون ضابط طيران؛ ولكنِّي دخلتُ معهد الفنادق، وعندما دخلت المعهد واجهتُ صُعوباتٍ اجتماعيةً في تلك الأيام، وبعدها أصبحَ دخول كليَّة الفنادق يتطلَّب 94% من المَجموع العام”. بعدَ تَخرُّجهِ وخلال حياتهِ في مصر تَوظَّف في مجال الفنادق، وتَرقَّى في وظيفته إلى أن أصبح مُدير قسمٍ في قطَّاعِ الفنادق في فندق فلسطين في الإسكندرية، ووصل إلى الدرجة الثالثة وهو مازال في سنِّ الخامسة والعشرين. وبعدَ ذلكَ هاجرَ إلى كندا هو وزوجته بهدف الدراسة (دراسة الإدارة)، ولكن عند وصوله إلى كندا لم يكن يمتلك شيئاً على الإطلاق، وبدأ بالعملِ في غسيل الأطباق، وكحارسٍ لأحد المطاعم، وحَمَّالاً للكراسي والطاولات في أحد الفنادق، وكان كلَّ ما بدأ بعملٍ يُطرَدُ منه، إلى أن قَرَّرَ أن يُصبِح أقوى مديرٍ عامٍّ للفنادقِ في أمريكا الشمالية، وليسَ فقط في كندا؛ حتَّى أنَّهُ يَذكُر قصةً في إحدى مُقابلاته، وهي أنَّهُ طُرِدَ من إحدى الفنادق في اليوم الذي كانت زوجته تُنجبُ ابنتيهِ التوأم نيرمين ونانسي، وأصبحَ بدون أيِّ عمل، وأيّ مَصدرٍ للرزق، ومع ذلك لم يَستسلم؛ لأنَّه كان مؤمناً بأنَّ الله عزَّ وجل عندما يُغلِقُ باباً للرزق سَيَفتحُ باباً أوسعَ منهُ، وبأنَّ الرزق موزعٌ بين العباد؛ لذا بَدأ يَبحثُ عن عملٍ بشكلٍ متواصل، واستطاعَ أن يُصبِحَ مديراً عامَّاً لأكبر الفنادق في كندا.

عندما سُئِلَ إبراهيم الفقي كيفَ يُمكنُ لشخصٍ واحدٍ مثله أن يُنجِزَ ما أنجزه وكأنَّ الأمرَ يتعلَّقُ بمجموعةٍ من الرجالِ المُتقنينَ لعلومٍ كثيرةٍ، كانَ جَوابهُ رحمهُ الله: كُلُّ إنسانٍ لديه استراتيجيةٌ مُحدَّدة، وإنَّ أهمَّ شيءٍ هو التوكُّل على الله سبحانه وتعالى، بالإضافةِ إلى الأخلاق، وأن يُحدِّدَ الإنسانُ أهدافهُ ويَعمل على تَحقيقها. كما وسُئِلَ أيضاً عن احتياجاتِ الإنسان، فحدَّدَها بسبعةِ احتياجاتٍ كالتالي:

  1. البقاء.
  2. ضمان البقاء.
  3. الإحساس بأنَّك محبوب.
  4. الحصول على تقدير الذات.
  5. الإنجاز.
  6. التغيير.
  7. المعنى لحياتك: وهو السبب في أكثر من 90% من حالات الانتحار في العالم.

الكُتب التي ألَّفها ابراهيم الفقي:

كان إبراهيم الفقي يقرأ 7 كُتبٍ أسبوعياً. ولإبراهيم الفقي الكثيرُ من المؤلَّفاتِ التي تُرجِمت إلى اللغة الإنكليزية، والفرنسية، والكردية، والإندونيسية. سَنذكُر لكم أهم مؤلَّفاتهِ:

  1. قوة التحكُّم بالذات.
  2. قوة الحب والتسامح.
  3. البرمجة اللغوية العصبية وفن الاتصال اللامحدود.
  4. استراتيجيات التفكير.
  5. الأسرار السبعة للقوة الذاتية.
  6. المفاتيح العشرة للنجاح.
  7. سِحر القيادة.
  8. كيف تتحكَّم بشعورك وأحاسيسك.
  9. أسرار التسويق الاستراتيجي.
  10. الطريق إلى الامتياز.
  11. قوة الثقة بالنفس.
  12. فن وأسرار اتخاذ القرار.
  13. قوة التحفيز.
  14. العمل الجماعي.
  15. أيقظ قدراتك واصنع مستقبلك.
  16. قوة العقل الباطن.
  17. فن خدمة العملاء.
  18. غيِّر حياتك في 30 يوم.
  19. الطريق إلى النجاح.
  20. الطاقة البشرية والطريق إلى القمة.
  21. قوة التفكير.
  22. حياةٌ بلا توتر.
  23. سيطر على حياتك.
  24. التفكير السلبي والتفكير الإيجابي.
  25. إدارة الوقت.

الشركات التي أسسها الدكتور ابراهيم الفقي:

أسسَ ابراهيم الفقي مجموعةً من الشركاتِ العالمية، وهي:

  1. المركز الكندي للبرمجة اللغوية العصبية.
  2. المركز الكندي للتنويم بالإيحاء.
  3. المركز الكندي للتنمية البشرية.
  4. المركز الكندي لقوة الطاقة البشرية.

ولقد درَّب الدكتور إبراهيم الفقي خلالَ مسيرةِ حياتهِ المهنية ما يُقارِب الـ 600 ألف شخصٍ من مُختلف مناطق العالم، ولم يتوقَّف تَدريبه على اللغة العربية فقط، بل وتعداه إلى اللغتين الإنكليزية والفرنسية أيضاً.

اقتباسات ملهمة من الدكتور ابراهيم الفقي:

كان لإبراهيم الفقي اقتباساتٌ كثيرةٌ غَيَّرت حياة الكثيرِ من البَشرِ، وحفَّزتهُم وأرشدتهُم إلى طريقِ النَجاحِ. سَنذكُرُ لكم بَعضاً منها:

  • عندما لا تعرف ماذا تفعل، يبدأ عملُكَ الحقيقي؛ وعندما لا تعرف أيَّ طريقٍ تَسلك، تبدأ رحلتكَ الحقيقية.
  • إذا كُنت مع الله، فأنت مع الأغلبية المُطلقة.
  • ينقسم الفاشلون إلى نصفين: هؤلاء الذين يُفكِّرون ولا يَعملون، وهؤلاء الذين يَعملون ولا يُفكِّرون أبداً.
  • الهروب هو السَبَبُ الوحيد في الفَشل، لذا فإنَّك تَنجحُ طالما لم تَتوقَّف عن المُحاولة.
  • هُناك أصدقاءٌ كالغذاء، تَحتاجُهم في كلِّ وقتٍ؛ وهُناكَ أصدقاءٌ كالدواء، تَحتاجُهم في وقتِ المَرض؛ وهناك أصدقاءٌ كالداء، لا تَحتاجَهُم أبداً.
  • عندما نلومُ الآخرين نُصبحُ ضَحاياهم، ونُبرِّرُ تَصرُّفاتنا اتجاهَهُم، ونُعطيهم جزءاً من لحظاتِ حياتنا التي من المُمكنِ أن تكونَ الأخيرة.
  • الاتصالُ كالوميض، مَهما كان الليل مُظلماً فهو يُضيء الطريق دائماً.
  • إذا تَحكَّمنا بأحاسيسنا نَستطيعُ أن نَتحكَّمَ بحياتنا.
  • هُناكَ أوقاتٌ نَشعُرُ فيها أنَّها النهاية، ثمَّ نَكتشفُ أنَّها البداية؛ وهُناكَ أبوابٌ نَشعُرُ بأنَّها مُغلقة، ثمَّ نَكتشفُ أنَّها المَدخِلَ الحقيقي.
  • حياتَك ليست سوى انعكاسٍ لأفكاركَ.
  • ما تَراهُ الآن ليسَ إلَّا انعكاساً لما فَعلتهُ في الماضي، وما سَتفعَلهُ في المُستقبل ليس إلَّا إنعكاساً لما تَفعلهُ الأن.
  • لولا تحدياتي لما تعلمت، ولولا سعادتي لما سعدت.
  • لولا فقري لما اغتنيت، ولولا فشلي لما نجحت.
  • لولا آلامي لما ارتحت، ولولا مرضي لما شفيت.
  • احذر أن تكون أهدافك مُجرَّدُ أمنياتٍ أو رَغبَات، فتلك بضاعةُ الفُقراء.
  • إذا لم تُحاول أن تَفعل شيئاً أبعد ممَّا قد أتقنته، فإنَّك لا تَتَقدَّم.
  • إذا غيَّرتَ نَظرتك إلى الأشياء، فإنَّ الأشياء التي تَنظر إليها تتغيَّر.
  • مع كلِّ حقٍ مسؤولية، فلماذا لا يَذكُرُ الناسُ سوى حُقوقهم؟!
  • ضدُّ كلِّ شيءٍ أصلهُ، ولولا وجود عكس المعنى لما كان للمعنى معنى.
  • عندما تَرتفع سَيعرفُ أصدقاؤك من أنت، ولكن عندما تَسقط سَتعرفُ أنت من أصدقاؤك.
  • كلُّ إنجازٍ كبيرٍ هو قصة روح مَلأها التَحفيز، وهَيَّجتها الحَماسة.
  • ما الماضي إلَّا حُلم، وما المُستقبل إلَّا رؤية، وعَيشُكَ الحاضرُ بُحبٍّ تامٍّ لله سُبحانهُ وتعالى، يَجعل من الماضي حُلماً من السعادة، ومن المُستقبلِ رؤيةً من الأمل.
  • إنَّ الإدراكُ يُشكِّل 50% من التغيير، والتغيير هو بداية النمو، والنمو إن كان مَبنياً على الاتزان فهو مُحرِّكُ التَقَدُّمُ.
  • من المُمكن أن نَفقِدَ ما نَخاف أن نَفقِدهُ.
  • لولا ضياعي لما وُجِدْت، ولولا إدراكي لما أصبحت.
  • حياتنا مَشغولةٌ بخلافاتٍ غيرِ ضرورية؛ لأنَّ عقولنا مَملؤةٌ بأفكارٍ غيرِ ضرورية، لذلك نَعيشُ حياةً بلا مَعنى، وفي الحقيقةِ غير ضرورية.
  • هناك أشياءٌ وأشخاصٌ وحتَّى أجزاءٌ منَّا تسير معنا في رحلة حياتنا لغرضٍ مُحدَّد، وفترةٍ مُحددة؛ وليس لمُصاحبتنا طوال الرحلة. لذلك حان الوقت أن تَدعهُم وشأنهُم.
  • نرى ما لا نُريد، ونُريد ما لا نرى؛ فنفقدُ قيمة ما نَرى، ونَضيعُ في سراب ما لا نرى. كُن حَريصاً ألَّا تَفقِدَ قيمة ما لا ترى.
  • الإنسان الذي يُفكِّرُ بطريقةٍ سَليمةٍ سَيعلمُ ما هي أهدافهُ، وإلى أيِّ شيءٍ سَتوصِلهُ هذه الأهداف، وعندما يصل إلى ما يُريد سيرى مِن هناك ما هو أبعد.
  • الشخص الواثق بنفسه له ضحكةٌ تَختلفُ عن الآخرين.
  • افعل كُلَّ يومٍ شيئاً لا تَرغب بفعلهِ، هذه القاعدة الذهبيةُ لاكتساب عادةِ القيام بالواجب دون ألم.
  • كُلُّ يومٍ تشرقُ فيهِ الشمسُ يُنادَى علينا: “أنا يومٌ جديد، وعلى عَملكَ شَهيد، فاغتنمني فإنِّي لا أعود إلى يوم القيامة”، لذا استفد من كلِّ لحظةٍ في حياتك، وعِش كُلَّ لحظةٍ كأنَّها آخرُ لَحظةٍ في حياتك.
  • إنَّ رحلة النجاح لا تَتَطلَّب البحث عن أرضٍ جَديدةٍ، ولكنَّها تَتطلَّب الاهتمام بالنجاحِ، والرغبة بتَحقيقه، والنظر إلى الأشياء بعيونٍ جديدةٍ.

وفاة ابراهيم الفقي:

وبَعدَ حياةٍ مَليئةٍ بالكفاحِ، والاجتهاد، والنجاح؛ وفي صَباحِ العاشر من فبراير من العام 2012 ميلادية، اندلع حَريقٌ في مركزِ إبراهيم الفقي للتنمية البشرية، وامتد هذا الحريق إلى بقية الشُققِ والأدوارِ المَوجودةِ في البناء الذيَّ يَمتلكُهُ الدكتور إبراهيم الفقي. مما أدَّى إلى وفاته مع شقيقته “فوقية محمد الفقي” اختناقاً.

رَحِمَ الله الدكتور إبراهيم الفقي وأسكنهُ فَسيحَ جَنَّاتهِ، فهو من علمنَّا كيفَ نَعيشُ الحياة بقولهِ: “عش كُلَّ لحظةٍ كأنَّها آخرُ لحظة، عِش بحُبك لله عز وجل، عِش بالتَطبُعِ بأخلاقِ الرسولِ عليهِ الصلاة والسلام، عِش بالأمل، عِش بالكفاح، عِش بالصبر، عِش بالحُب، وقَدِّر قيمةَ الحياة”.

 

المصادر: 1 ، 2

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!