قصة نجاح الشاعر محمد الماغوط

الأدب العربي مليء بالقصص والروايات والشعر والنثر، فمنذ فجر التاريخ عُرف العرب بفصاحتهم اللغوية فكتبوا أهم قصائد الشعر والمعلّقات التي لا تزال خالدة إلى يومنا هذا، والإرث الثقافي العربي تناقلته الأجيال وتربت عليه عبر العصور فنبغ عدد كبير من شعراء العصر الحديث ولعلّ أشهرهم الشاعر محمد الماغوط، اليوم سنستعرض أهم محطات حياته وقصة نجاحه.

Share your love

النشأة ومرحلة الطفولة:

  • في أحد أيام الربيع الدافئة وتحديدًا في 3 أبريل من عام 1934 ولد محمد الماغوط في مدينة السلمية التابعة لمحافظة حماة السورية، نشأ في ظلّ عائلة شديدة الفقر حيث عمل والده كمزارع أجيرًا في أراضي الآخرين.
  • تلقى تعليمه الابتدائي في الكتّاب كغيره من أطفال مدينة السلمية ثم انتسب إلى المدرسة الزراعية حيث أتمّ فيها دراسته الإعدادية، وبعدها انتقل إلى غوطة دمشق ليكمل دراسته الثانوية في ثانوية خرابو.
  • عاش طفولة مليئة بالحرمان والفقر، ويذكر في أحد مقابلاته أنّه عندما كان في الثانوية أرسل والده رسالة إلى مدرسته الثانوية يطلب منهم الرأفة بحال ابنه فقاموا بتعليقها على أحد جدران المدرسة، وهذا ما جعل زملائه يضحكون عليه فهرب من المدرسة وعادة إلى مدينته رغم تفوّقه الدراسي.
  • بعد المرحلة الثانوية انتسب إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي دون أن يقرأ مبادئه فكلّ ما في الأمر أنه انتسب إلى الحزب لأن مقرّه قريب من منزله، وفيه مدفأة أغرته بالدفء فدخل إليه وانضم إلى صفوفه، وهذا ما دفعه للانسحاب من عضويته في الستينات.
  • سوء الأوضاع المعيشية لم تسمح لمحمد الماغوط أن يكمل تعليمه الأكاديمي فعمل مزارعًا كوالده لكن نبوغه الشعري وميله للأدب ظهر في تلك الفترة فنشر قصيدة بعنوان “غادة يافا” في مجلة الآداب البيروتية، وقدّم قصيدة نثرية بعنوان “لاجئة بين الرمال” التي نُشِرَت في مجلة الجندي.

البداية الأدبية الحقيقية لمحمد الماغوط:

  • شكّل اغتيال عدنان المالكي نقطة تحوّل في حياته الشعرية، حيث اتُهِمَ الحزب السوري القومي الاجتماعي باغتياله وتعرّض للملاحقة القانونية وحبس على أثرها مع بعض زملائه، وخلال فترة السجن تعرّف على الشاعر أدونيس، ويذكر عن تلك الحقبة أنه كان يكتب الشعر على لفائف سجائره.
  • عاش محمد الماغوط خلال فترة الوحدة بين سورية ومصر أي في أواخر الخمسينيات في بيروت، وتذكر زوجته في أحد مقابلاتها أنه جاء إلى بيروت وحيد وحزين وبفضل صديقه الشاعر أدونيس انتسب إلى جماعة مجلة شعر لصاحبها الشاعر يوسف الخال التي احتضنته وساعدته ونشر من خلالها قصائده الشعريّة.
  • في بيروت تعرّف على الشاعر العراقي بدر شاكر السياب فنشأت بينهم صداقة حميمة، وتعرّف أيضًا من خلال صديقه أدونيس على الشاعرة سنية صالح التي أعجب بها وتقدّم لها للزواج، وبالفعل تمّ الزواج في عام 1961 وأنجب منها ابنتيه شام وسلافة.

العودة إلى دمشق:

  • عاد محمد الماغوط إلى دمشق بعد أن ذاع صيته في البلدان العربية، حيث صدرت مجموعته الأولى حزن في ضوء القمر (عن دار مجلة شعر، 1959)، “غرفة بملايين الجدران”، في عام 1961 سجن للمرة الثانية حيث أمضى في السجن مدة ثلاثة أشهر.
  • في بداية السبعينات شغل منصب رئيس تحرير مجلة «الشرطة»، وخلالها نشر مقالات ناقدة في صفحة خاصة من المجلة تحت عنوان “الورقة الأخيرة”.
  • حاول الماغوط أن ينقد الواقع المعيشي للمواطن بشكل أوضح، وأعمق بعيدًا عن تعقيدات الشعر وسجعه فبدأ بكتابة المسرحيات مثل “ضيعة تشرين” و”غربة”.
  • كان محمد الماغوط من الشخصيات الأدبية الأساسية الذين أسهموا في تحديد هوية وطبيعة وتوجه جريدة تشرين السورية بدءاً من نشأتها، وصدورها، وتطوّرها في منتصف السبعينيات.
  • خلال تلك الفترة تناوب محمد الماغوط مع الكاتب القاص زكريا تامر على كتابة زاوية يومية في جريدة تشرين، ثم انتقل للكتابة في مجلة المستقبل الأسبوعية حيث تولى كتابة زاوية «أليس في بلاد العجائب».

فترة الثمانينيات والوفاة:

  • خلال فترة الثمانينيات سافر الماغوط إلى دولة الإمارات للعمل في المجل الصحفي، حيث عمل في جريدة الخليج وأسس مع الشاعر والناقد السوداني يوسف عيدابي الملحق الثقافي في الجريدة.
  • على الرغم من تحسّن أوضاعه المعيشية خلال حقبة الثمانينيات إلا أنها كانت الفترة الأقسى في حياته، وكانت البداية في وفاة شقيقته ليلى عام 1984، ثم وفاة والده عام 1985 نتيجة توقف القلب، أما أصعب ضربة في حياته تلقاها عندما مرضت زوجته الشاعرة سنية صالح بالسرطان وتوفت بعد صراع طويل معه، توفت والدته ناهدة عام 1987 بنزيف حاد في المخ.
  • ولد محمد الماغوط في فصل الربيع وتوفي في ذات الفصل، ففي يوم الاثنين 3 أبريل من عام 2006 توفي عن عمر يناهز 72 عامًا بعد صراع طويل مع المرض.

تكريماته وأهم أعماله:

  • جائزة “احتضار” عام 1958.
  • جائزة جريدة النهار اللبنانية لقصيدة النثر عن ديوانه الأول “حزن في ضوء القمر” عام 1961.
  • جائزة سعيد عقل.
  • وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة نالها من رئاسة الجمهورية العربية السورية.
  • جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية للشعر عام 2005.

أهم أعماله الأدبية:

  1. في الشعر: حزن في ضوء القمر -غرفة بملايين الجدران -الفرح ليس مهنتي.
  2. في المسرح: ضيعة تشرين، شقائق النعمان، غربة، كاسك يا وطن، خارج السرب، العصفور الأحدب، المهرج.
  3. في المسلسلات التلفزيونية: حكايا الليل، وين الغلط، وادي المسك.
  4. في السينما: الحدود، التقرير.

أسهم محمد الماغوط في نهضة الشعر العربي، وكان له دور هام في زيادة الوعي الثقافي العربي نحو قضايا المجتمع، وإلى الآن لا تزال أعماله الشعرية تدرّس في أهم الجامعات العربية والعالمية.

المصادر:

  1. wikipedia
  2. بطاقة تعريف الكاتب
  3. نبذة عن حياة محمد الماغوط
Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!