قصة نجاح الملياردير اللبناني كارلوس سليم

تُعدُّ قصص النجاح بمثابة عِبَرٍ ودروسٍ لنا، نستلهم منها الأمل بإمكانيَّة تحقيق المُعجزات، والإرادة للسعي نحو تحقيق أحلامنا والتمسُّك بها والإيمان بقُدراتنا على صياغة قصَّة نجاحنا الخاصَّة وتحدِّي كلِّ ما يمكن أن يعترض طريقنا من عَقبَات، في سبيل الوصول إلى ما نرنو إليه. وقصَّة نجاح اليوم هي قصَّةٌ مميَّزةٌ لرجل أعمالٍ مكسيكيٍّ عربي الأصل، وهو "كارلوس سليم الحلو"، والذي تربَّع على عرش أغنى أغنياء العالم. من هو كارلوس سليم؟ وما هي قصَّة نجاحه؟ هذا ما سنعرفه في مقالنا التالي.

Share your love

وقصَّة نجاح اليوم هي قصَّةٌ مميَّزةٌ لرجل أعمالٍ مكسيكيٍّ عربي الأصل، وهو “كارلوس سليم الحلو”، والذي تربَّع على عرش أغنى أغنياء العالم، واستطاع تحقيق نجاحٍ منقطع النظير خلال مشوار حياته.

من هو كارلوس سليم؟ وما هي قصَّة نجاحه؟ هذا ما سنعرفه في مقالنا التالي.

من هو كارلوس سليم؟

هو “كارلوس سليم الحلو” أو “كارلوس سليم”، وُلِدَ في 28 يناير/كانون الثاني من عام 1940 في مدينة مكسيكو في المكسيك، لأبوين من أصلٍ لبناني، حيث هاجر والده إلى المكسيك في أوائل القرن العشرين.

عمل كارلوس في مجال الاتصالات، وأصبح من أغنى أغنياء العالم بثروةٍ قيمتها 52.1 مليار دولار.

نشأة كارلوس سليم:

نشأ كارلوس في كنف والده “يوسف سليم”، وهو من جزين جنوب لبنان، وعُرِفَ بالمكسيك باسم: “جوليان سليم حداد”؛ والذي هاجر إلى المكسيك عام 1902، ومن ثمَّ افتتح محلَّاً باسم: (نجمة الشرق) في عام 1911، واشترى عقاراتٍ بأسعار رخيصةٍ في أثناء الثورة المكسيكيَّة. تزوَّج والد كارلوس من والدته “ليندا الحلو”، والتي تنتمي لإحدى العائلات اللبنانيَّة الغنيَّة، والتي اشتهرت بإنشائها أوَّل صحيفةٍ لبنانيَّةٍ في المكسيك؛ ورُزِقَ والدا كارلوس بستَّة أطفال.

كان تأثير والده فيه جليَّاً، حيث بدأ كارلوس في سنٍ صغيرةٍ جدَّاً بمساعدة والده، وتعلَّم منه أساليب التجارة؛ وفي العاشرة من عمره، كان كارلوس يبيع المشروبات والوجبات الخفيفة لأفراد أسرته، وكانت جيوبه تمتلئ بالنقود؛ فبدأت تتجلَّى مواهبه منذ ذلك الوقت.

في سن الحادية عشرة، استثمر كارلوس في رابطة إدخارٍ حكوميَّة، وتعلَّم خلالها مفهوم الفائدة المركَّبة، ليُقدِم بعدها على شراء أوَّل سهمٍ له في بنكٍ مكسيكي، وقد أصبح كارلوس مُساهماً في أكبر البنوك الإسبانيَّة في سِنّ الخامسة عشرة، وكان يُسجِّل كلَّ ما يكسبه وينفقه في دفاتر يحتفظ بها.

وقد استمرَّ كارلوس بالعمل في تجارة والده إلى أن تُوفِّي الأخير عام 1953، وكان كارلوس يبلغ آنذاك سبعة عشرة عاماً.

بداية حياة كارلوس سليم العملية ونجاحاته:

درس كارلوس سليم الهندسة المدنيَّة في الجامعة الوطنيَّة المستقلَّة في المكسيك، وتخرَّج عام 1961، وكان يبلغ من العمر أنذاك 26 سنة. وقد أبدى كارلوس اهتماماً بالاقتصاد وعالم الأعمال، حيث بدأ بعد تخرُّجه مباشرةً العمل في مجال التجارة. وكتاجرٍ في المكسيك بدأ كارلوس عمله الخاص، وما لبث أن أنشأ شركتين في أواسط الستِّينات من القرن العشرين، واحدةٌ للبناء وأخرى للبورصة.

وفي عام 1965 ازداد رأسماله بشكلٍ كبير، ما مكَّنه من دمج الشركات الأخرى أو شرائها مُباشرةً، وقُدِّرت ثروته بحوالي 40 مليون دولارٍ في عام 1966. وقد تمكَّن كارلوس من بناء استثماراتٍ ضخمةٍ من خلال الاستحواذ على الشركات المُتعثِّرة بأقلَّ من قيمتها الحقيقيَّة، واستغلال الأموال التي تعود عليه منها في شراء مزيدٍ من الشركات، واستطاع من خلال هذه “الهواية” التي تعلَّمها من والده أن يشتري شركةً للسجائر، ومتجر ومقهى “سانبورنز”، وشركةً لإدارة المناجم، وشركةً لصناعة الكابلات والإطارات.

وفي عام 1980 دمج كارلوس كلَّ ما يملكه من شركاتٍ مختلفةٍ في شركته القابضة الرئيسة: “مجموعة جالاس” (Grupo Galas)، والتي اشتملت على جميع ممتلكاته.

في عام 1982 عانت المكسيك من أزمةٍ اقتصاديَّةٍ حرجةٍ بسبب انخفاض أسعار النفط، فأُمِّمت المصارف وانخفضت العملة المكسيكيَّة؛ ما أدَّى إلى شللٍ في النظام المالي، وأصبحت البلاد على شفا الانهيار الاقتصادي. وقد استغلَّ كارلوس ذلك وكثَّف جهوده للاستحواذ على مزيدٍ من الشركات الجديدة، واكتسب حصصاً كبيرةً في فروع بعض الشركات العالميَّة في المكسيك.

يقول كارلوس: “نعلم أنَّ الأزمات تكون دائماً مؤقَّتة، وليس هناك شرٌّ يستمرُّ 100 عام، فهناك دائماً قفزة. حين تكون هناك أزمةٌ يحدث ردُّ فعلٍ مبالغٍ فيه، وتُبخَس قيمة الأشياء”.

وقد كانت الإنطلاقة الحقيقيَّة لكارلوس سليم في عام 1990، حين اشترى بالتعاون مع شركة “فرانس تيليكوم France Télécom” وشركة “Southwestern Bell Corporation” – شركة الهواتف تيلمكس “Telmex” من الحكومة المكسيكيَّة مقابل 1.7 مليار دولار؛ ليبدأ عهداً جديداً من التوسُّع والازدهار، ويمتد نفوذه إلى العالميَّة. فاستثمرت شركة تليمكس “Telmex” ما يُعادِل 27.692 مليار دولارٍ في البنية التحتيَّة للاتِّصالات في المكسيك، وبإضافتها إلى العمليَّات في أميركا اللاتينيَّة، تعدُّ قد استثمرت أكثر من 33 مليار دولار.

وقد أنشأ كارلوس فرعاً لشركة تيلميكس Telmex للاتِّصالات في الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة، كما استحوذ على حصصٍ في شركة الهواتف المحمولة الأمريكيَّة تراكفون Tracfone.

في عام 2008 اشترى كارلوس حصَّةً أقليَّةً في الصحيفة الامريكية المشهورة نيويورك تايمز، وذلك حين هبط سعر السهم، حيث أقرضها مبلغ 250 مليون دولارٍ بسعر فائدةٍ قدره 14%، وفي عام 2015 أصبح أكبر مُساهمٍ في جريدة النيويورك تايمز بنسبةٍ تبلغ 16.8%.

في عام 2014 تمكَّن كارلوس من الاستحواذ على شركة الاتصالات النمساويَّة Telekom Austria، والتي كانت بمثابة فرصةٍ ذهبيةٍ للاستثمار في أوروبا، حيث كانت الشركة قد أنشأت خدماتٍ للهواتف المحمولة في سبع دولٍ أوروبيَّةٍ أُخرى بالفعل.

اهتمَّ كارلوس بشكلٍ كبيرٍ بالأعمال الخيريَّة، وساهم في مُكافحة الفقر والأميَّة وسوء الرعاية الصحيَّة في أميركا اللاتينيَّة، وقد أسَّس ثلاث مؤسَّساتٍ خيريَّةٍ غير ربحيِّة، وهي:

  • مؤسَّسة كارلوس سليم الحلو Fundación Carlos Slim Helú.
  • مؤسَّسة تيلميكس Fundación Telmex.
  • مؤسَّسة المركز التاريخي لمدينة مكسيكو Fundación del Centro Histórico de la Ciudad de México.

وتهتم تلك المؤسَّسات بتطوير مدينة مكسيكو (عاصمة المكسيك)، كما تُعنَى بمجالات الفنون والتعليم والرعاية الصحيَّة، وقد خُصِّصت إحدى المؤسَّسات للرياضة، وأُخرى لترميم وَسَط المدينة.

وعلى الرغم من الثروة الضخمة التي يمتلكها كارلوس سليم، إلَّا أنَّ أسلوب حياته المتواضع يتنافى معها، حيث يعيش كارلوس في المنزل ذاته منذ نحو 40 عاماً؛ كما يقود سيارة مرسيدس قديمةً، غير أنَّها مُدرَّعة ويتبعها حرَّاس؛ وليس لديه هوايةٌ بامتلاك الطائرات الخاصَّة واليخوت والأشياء الفاخرة الأخرى التي يُقبِل على شرائها أغلب الأثرياء في العالم.

الحياة الشخصية لكارلوس سليم:

في عام 1967 تزوَّج كارلوس سليم من سُمَيَّة ضومط، وأنجبا ستَّة أولاد، وهم كارلوس، وماركو أنطونيو، وباتريك، وسميَّة، وفانيسا، وجوانا. توفِّيت زوجته سُميَّة عام 1999 عن عُمرٍ يناهز الخمسين، بسبب إصابتها بمرضٍ وراثيٍّ في الكلى، أصاب أيضاً بعض أفراد العائلة. وقد أسَّس كارلوس متحف “سُمَيّة” في مكسيكو تخليداً لذكرى زوجته، والذي يُعدُّ أحد أبرز المعالم الثقافيّة في المكسيك بنظر عددٍ كبيرٍ من الاختصاصيين، والذين يصنِّفونه بين أفضل عشرة متاحف في العالم. وقد بلغت كلفة إنشاء المتحف نحو 70 مليون دولار.

إنجازات كارلوس سليم:

  • في عام 1991 وَرَدَ اسم كارلوس سليم في قائمة “فوربس” للمليارديرات، بثروةٍ قدرها 1.7 مليار دولار.
  • احتل كارلوس مراكز متقدِّمةً في قائمة مجلة “فوربس” الأميركيَّة لأغنياء العالم، وحَصَلَ على لَقَب أغنى رجُلٍ في العالم لمدَّة أربع سنواتٍ متتاليةٍ في الأعوام (2010 و2011 و2012 و2013)؛ واحتلَّ المرتبة الثانية في عامي 2008 و2014، والمرتبة الثالثة في الأعوام (2006 و2007 و2009)
  • في عام 2019 احتل كارلوس المركز الخامس في قائمة فوربس لأغنى 10 أثرياءٍ في العالم بثروةٍ قيمتها 64 مليار دولار، وتراجع إلى المركز الثاني عشر في عام 2020 بثروة قيمتها 52.1 مليار دولار.
  • احتل كارلوس المركز الخامس ضمن قائمة أكثر الشخصيَّات سخاءً في العالم وفقاً لمجلة فوربس.
  • حاضر كارلوس سليم في مؤسَّساتٍ عامَّةٍ وخاصَّة، مثل اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية “ECLA”.
  • كان كارلوس عضواً في مجالس إدارات شركة “ألتريا” المعروفة سابقاً بـ”شركات فيليب موريس”، و”إس بي سي للاتِّصالات”؛ وتقاعد منها عام 2004.
  • شغل كارلوس منصب نائب رئيس “السوق المكسيكي للأوراق المالية”، ورئيس مجلس إدارة “الجمعية المكسيكية لشركات الوساطة”، وكان أول رئيسٍ للجنة الأميركية اللاتينية في مجلس إدارة “بورصة نيويورك للأوراق الماليَّة”.
  • في عام 2010 أعلن “الاتحاد الدولي للاتصالات” و”منظمة اليونسكو”، إنشاء “ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻨﻄﺎق اﻟﻌﺮﻳﺾ اﻟﻤﻌﻨﻴَّﺔ ﺑﺎﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺮﻗﻤﻴَّﺔ” العالميَّة في جنيف – سويسرا، واشترك كارلوس في رئاستها.

أشهر أقوال كارلوس سليم:

  • عليك أن تستغل أيَّ أزمةٍ شخصيةٍ تمرُّ بها، حتَّى تجعلك أقوى.
  • عندما تهتم بآراء الآخرين، فإنَّك ميِّت.
  • أعظم الأشياء في الحياة ليست ماديَّة.
  • عندما تُدير الأعمال، فإنَّك لا تستمع، بل تعمل.
  • أعتقد أنَّ جميع الامتيازات في الحياة يُقابلها مسؤوليات، ومَنْ يُدرك مسؤوليَّاته عليه أن يُضحِّي.
  • يجب أن تُكرِّس مزيداً من الوقت لنفسك طوال حياتك، وليس عندما تتقاعد في سن الخامسة والستين.
  • لا أُريد أن أحيا وأنا أُفكِّر في كيفيَّة تذكُّر الآخرين لي حينما أرحل.

 

المصادر: 1 ، 2 ، 3 ، 4 ، 5 ، 6 ،7

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!