قصة نجاح توني روبنز: من طفل مُعذَّب إلى مُلهم للملايين

في بداية كلِّ عام، يكتب كلُّ شخصٍ قائمةً من الأهداف التي يرغب بتحقيقها خلال السنة، مخططاً لها بطريقة مُحكمَةٍ إلى حدٍّ ما، شاحناً نفسه بالكثير من الشغف والإرادة والتصميم من أجل تنفيذها. وتبقى قائمة الأهداف قيد التنفيذ، على الرغم من انتهاء العام. على أمل أن تُنفَّذ يوماً ما. تحسين نوعية الحياة، اكتشاف العملاق الجاثم داخل كلِّ إنسان، والكثير من الأهداف التي سعى إلى تحقيقها المميَّز "توني روبنز". فمن هو "توني روبنز"؟ وكيف بدأ؟ وما هي أعماله، وأقواله، وكتبه؟ هذا ما سنتعرَّف عليه من خلال هذا المقال.

Share your love

وتبقى قائمة الأهداف قيد التنفيذ، على الرغم من انتهاء العام. على أمل أن تُنفَّذ يوماً ما.

تحسين نوعية الحياة، اكتشاف العملاق الجاثم داخل كلِّ إنسان، وإدراك القوة اللَّامحدودة التي يمتلكها والمساعدة على إطلاقها، وغيرها الكثير من الأهداف النبيلة، قد سعى إلى تحقيقها المميَّز “توني روبنز”.

فمن هو “توني روبنز”؟ وكيف بدأ؟ وما هي أعماله، وأقواله، وكُتُبُه؟ هذا ما سنتعرَّف عليه من خلال هذا المقال.

من هو توني روبنز؟

توني روبنز

توني روبنز، والمعروف أيضاً باسم “أنتوني روبنز”: رجل أعمالٍ أمريكيٍ ناجح، ومؤلِّفٌ بارع، ومحبٌّ للخير مشهور. أنتج عدداً من الكتب الأكثر مبيعاً في العالم، والمتخصصة في مواضيع “تطوير الذات”؛ وأصبح رائداً في مجاله؛ وقدَّم المشورة إلى الكثير من قادة الأعمال حول العالم لأكثر من أربعين عاماً.

أحدث “توني روبنز” من خلال برامجه التدريبية المختلفة تأثيراً كبيراً في جميع أنحاء العالم، وقام بتمكين أكثر من 50 مليون شخصٍ من التمتع بحياةٍ أفضل في 100 دولةٍ من خلال برامج تدريبيةٍ صوتيةٍ ومرئيةٍ وحيَّة، وأنشأ برنامج التطوير الشخصي والمهني الذي تصدَّر المرتبة الأولى، وحضر أكثر من 4 ملايين شخصٍ ندواته الحية.

وقدَّم روبنز بصفته فاعل خيرٍ من خلال شراكته مع المنظمة الخيرية الأمريكية (Feeding America)، أكثر من 500 مليون وجبة طعامٍ في السنوات الخمس الماضية إلى المحتاجين، وهو مُصمِّمٌ على تقديم مليار وجبةٍ خلال السنوات الخمس القادمة؛ كما بدأ مبادراتٍ مجتمعية في أكثر من 1500 مدرسة، و700 سجن، و50 ألف منظمةٍ ومأوى. ويوفِّر المياه العذبة إلى 250 ألف شخصٍ يومياً في الهند من أجل مكافحة الأمراض المنقولة في المياه.

كيف عاش توني روبنز طفولته؟ وكيف كانت بداياته؟

وُلِد “توني” باسم “أنتوني جي مهافوريك” في شمال هوليوود – كاليفورنيا، في 29 شباط 1960، وكان من أصل كرواتي، وتبنَّى لقب زوج والدته “روبنز” في عمر الثانية عشرة. بعد ذلك بعدة سنوات، غادر زوج والدته الأسرة تاركاً والدته في حالةٍ صعبةٍ للغاية، فقد كانت مدمنةً على الكحول والمخدرات، وكانت تعاني من سلوكٍ جسديٍّ عنيف، وكان على “توني” أن يحمي أخوه وأخته اللذان كانا أصغر منه سناً.

التحق بالمدرسة الثانوية، وكان جلُّ تفكيره في تلك المرحلة الإجابة عن السؤال: “ما الفارق بين الأشخاص الأغنياء والفقراء؟”.

عمل روبنز في سن السابعة عشر بَوّاباً في بناءٍ سكني، فقد كان بحاجةٍ إلى المال من أجل مساعدة عائلته، وذات يوم سأل “توني” مالك موقع عمله: “قال والدي أنَّك كنت خاسراً في عملك، هل لي أن أعرف كيف أصبحت ناجحاً الآن؟”. أخبره الرجل بأنَّ حياته انقلبت رأساً على عقبٍ بعد حضوره لندوات “جيم رون”.

اتَّخذ “توني” القرار من أجل حضور الحلقة الدراسية لـ “جيم رون”، بعد أن ادخر دخله الأسبوعي للتمكُّن من الذهاب إلى الجلسة. كان مفتوناً بالجلسة، وكانت هذه بداية اللعبة بالنسبة إلى توني.

كان “جيم رون” يعمل مسوِّقاً، وكان شغوفاً بالتحدُّث أمام الجمهور لساعاتٍ طويلةٍ من العمل، وطوَّر فلسفة القيادة وسلسلة نقاشاتٍ حولها.

انطلقت العلامة التجارية الأمريكية في “تحسين الذات” في أثناء وبعد الكساد الكبير مع كتاب نابليون هيل “فكِّر تصبح غنياً”، وكتاب ديل كارنيجي “كيف تكسب الأصدقاء وتؤثِّر في الناس”. وتبنَّى “رون” التقاليد مثل الحكمة القائلة: “إنَّ السعادة الحقيقية لا تتعلَّق بما حصلت عليه، وإنَّما تتعلَّق بما أصبحت عليه”.

كان يُلقِي خطابات التطوير الشخصي للمديرين والموظفين في ستاندر أويل، عندما التقى “روبنز” مع “رون”؛ ووجد روبنز أنَّ نهج “رون” آسر، وعرف أنَّه بدأ بالتقاط ما كان يحاول الحصول عليه من الحياة في تلك المرحلة.

بعد ذلك، أصبح “روبنز” و”رون” صديقين، وسرعان ما طوَّر “روبنز” نسخةً ذات طاقةٍ عاليةٍ وأكثر تخصصاً لما فعله “رون”، متأثِّراً بنظريات علم النفس السلوكي الذي درسه. وشحذ روبنز منهجه من خلال المئات من الحلقات الدراسية في جميع أنحاء أمريكا الشمالية.

وعند بلوغه سن السادسة والعشرين، كان مليونيراً مع كتابٍ حقَّق أعلى المبيعات.

أعمال توني روبنز:

أنتوني روبنز

نُشِر في أواخر الثمانينات كتابٌ لـ “توني روبنز” باسم “قدرات غير محدودة”، يُعالِج قضايا متعلِّقة بالصحة الشخصية، والتخلُّص من خوف الماضي، والتواصل بكفاءة، وإقامة علاقاتٍ قوية وحقيقية؛ وذلك من خلال تنفيذ البرمجة اللغوية العصبية. يقول روبنز: “إنَّ النّجاح في أيِّ شيءٍ تقريباً في متناول اليد”.

نشر “روبنز” كتاب “أيفظ العملاق الذي بداخلك” (Awaken the Giant Within) في أوائل التسعينات، والذي تطرَّق فيه إلى كيفية التحكُّم بمصير المرء، سواءً فيما يتعلَّق في العلاقات الشخصية، أم المالية، أم اللياقة البدنية، وقدَّم كتابه التالي “خطوات عظيمة” (Giant Steps)، والذي كان عبارةً عن سلسلةٍ من الأفكار وخطوات العمل التي وُضِعت كتصميمٍ يوميٍ للقارئ.

قدَّم ندوة ناجحة جداً بعنوان “أكاديمية القيادة”، في عام 1997، وساعده في ذلك كتبه الناجحة جداً والإعلانات التلفزيونية.

أصبح المتحدِّث المميَز في مؤتمر 2007 للتكنولوجيا والترفيه والتصميم “TED”، من جرَّاء سمعته الطيبة كمتحدِّثٍ للمساعدة الذاتية.

أسَّس “روبنز” برنامج “إتقان الأعمال” في عام 2009، مع التركيز على تزويد قادة الأعمال بتقنياتٍ من أجل إدارة وتنمية أعمالهم، وأُجرِيت الندوة على الهواء مباشرةً بوجود ضيوفٍ من رواد الأعمال، أمثال: “ستيف وين”، “بيتر جوبر”.

شارك “روبنز” في العديد من المسلسلات التلفزيونية والأفلام، مثل فيلم “The Singularity Is Near: A True Story About The Future” في عام 2010.

نشر “روبنز” كتاب “المال: إتقان اللُّعبة” (MONEY Master the Game) في عام 2014، ووصل الكتاب إلى مركزٍ ممتازٍ بين قوائم الكتب الأكثر مبيعاً لدى نيويورك تايمز، واحتوى الكتاب على مقابلاتٍ مع أكثر من 50 خبيرٍ ماليٍّ مشهور.

“روبنز” رئيس مجلس إدراة شركةٍ قابضةٍ تتألَّف من أكثر من 50 شركةً مملوكةً للقطاع الخاص، مع مبيعاتٍ تتجاوز 6 مليارات دولارٍ سنوياً، وكُرِّم من قبل شركة أكسنتشر (Accenture) كواحدٍ من أفضل 50 مفكِّرٍ تجاريٍّ في العالم، ومن قبل شركة “أمريكان إكسبريس” (American Express) كواحدٍ من أفضل ستة قيادين للأعمال في العالم في تدريب عملائها الرياديين، وعمل مع 3 رؤساءٍ أمريكيين وكبار الفنانين وكبار الرياضيين، ويسعى قادة الأعمال المليارديريون إلى نصيحته.

أنشأ “روبنز” مع “دين غراز يوسي” في عام 2019، أكبر تدريبٍ عبر الإنترنت في تاريخ الإنترنت، يهدف إلى تعليم الناس كيفية استخراج معارفهم والتأثير في العالم.

قام “روبنز” بتدريب بعضٍ من أهمِّ الشخصيات البارزة في العالم، بما في ذلك: أوبرا وينفري، وأندريه أغاسي، وبيل كلينتون، وبول تودور جونز، وسيرينا ويليامز، وليوناردو دي كابريو، ونيلسون مانديلا، والأميرة ديانا، والأم تيريزا.

استثمر “روبنز” مع “ماجيك جونسون” و”ميا هام”، في نادي لوس أنجلوس لكرة القدم، وهو امتيازٌ رئيسٌ جديدٌ لكرة القدم. حيث يبني هو وشركاؤه ملعباً حديثاً بقيمة 250 مليون دولارٍ في وسط مدينة لوس أنجلوس من أموالهم الخاصَّة.

ساهم “روبنز” بمليون دولارٍ في جائزة (Global learning X)، والتي تبلغ قيمتها 15 مليون دولار، والتي ستُمنَح إلى منظمةٍ لإيجاد طريقةٍ مبتكرةٍ لتحويل التعلُّم باستخدام التكنولوجيا.

أسَّس “روبنز” مركز “روبنز- مادانيس” للتدخل الاستراتيجي، والذي يتعامل مع علم النفس الشخصي والعائلي والتنظيمي؛ وقدَّم الندوات المتنوعة والملهمة للملايين، ومن بينها ندوة “إطلاق العنان للقوة في الداخل” ذات الأربعة أيام.

بعض أقوال “توني روبنز”:

  • لا يمكنك التحكُّم بما يحدث لك، لكن يمكنك التحكُّم بنظرتك إلى ما يحدث لك؛ وهذا يجعلك تتحكَّم بالأحداث، بدلاً من أن تتحكَّم هي بك.
  • عندما تعتقد بشيءٍ إلى حدِّ اليقين، فإنَّ هذا الشيء سيتحقَّق.
  • يكمن سرُّ النجاح في النظر إلى الأشياء التي ينظر إليها الجميع، ولكن مشاهدة شيءٍ مختلفٍ فيها.
  • يجب علينا ألَّا نؤمن بأنَّ على الأمور أن تتغيَّر فحسب، بل أن نؤمن بأنَّ علينا نحن أن نغيِّرها.
  • لكي تتخاطب مع الآخرين بطريقةٍ فعَّالة، عليك أن تدرك أنَّنا جميعنا مختلفون في الطريقة التي نفهم بها العالم، ونستخدم هذا الفهم كدليلٍ يرشدنا إلى الاتصال مع الآخرين.
  • كن ملتزماً بأهدافك، لكن كن مرناً في طريقة الوصول إليها.
  • فقط الذين يجرؤون على المضي بعيداً، يكتشفون كم هم قادرين على الوصول.
  • في لحظة القرار يتشكَّل المصير.
  • إذا فعلت ما تفعله في العادة، ستحصل على ما تحصل عليه في العادة.
  • يسأل الأشخاص الناجحون أسئلةً جيدة، وبطبيعة الحال سيحصلون على أجوبةٍ جيدة.
  • إنَّ كلَّ شخصٍ ناجحٍ التقيته قال لي: “بدأت حياتي عندما بدأت أثق بنفسي”.
  • إنَّ الناجحين والعظماء في هذه الدنيا، لم تتبادر إلى أذهانهم أبداً عبارة: “لنكن واقعيين”.
  • اعتقد أنَّك ستحقِّق هدفك، وسوف تحققه. اعتقد أنَّه يوجد حلٌّ، وسوف تجده.
  • لا بدَّ وأن يكون لديك ما يدفعك لتنهض من فراشك. إنَّ أهمَّ شيءٍ أن يكون لك هدفٌ ووجهةٌ تتجه نحوها.
  • الحياة عبارةٌ عن حلٍّ للمشكلات، فإمَّا أن تهزمك المشكلات، أو أن تجعل منك شخصاً عظيماً. الأمر متوقِّفٌ عليك.

الخلاصة:

يقول “روبنز” في كتابه الرائع “أيقظ العملاق بداخلك”:

  • “كيف تودُّ أن يتذكَّرك الناس؟ كعملاقٍ بين الرجال، إذاً تصرَّف كعملاقٍ منذ هذه اللَّحظة، لماذا تنتظر إلى أن تصبح مجرَّد ذكرى؟ عِش كلَّ يومٍ من حياتك وكأنَّه أحد أهمِّ أيام حياتك، وستجري الحياة الممتعة على مستوى جديد”.
  • “أعتقد أنَّ أعظم الهبات التي منحنا إيَّاها الخالق سبحانه وتعالى: هبة التوقُّع والانتظار، إنَّ الحياة ستكون مملَّةً دون أدنى شكٍ لو أنَّك تعلم مُسبقاً كلَّ ما ينتظرك في مستقبل حياتك”.

 

المصادر: 1 ، 2 ، 3 ، 4

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!