قصة نجاح جيف بيزوس مؤسس شركة أمازون

الفشل كالنجاح جزء لا يتجزأ من الحياة، وجميع البشر يمرّون بتجارب فاشلة لكن القليل منهم من يتعلم من أخطائه والقليل منهم من يأخذ الخبرة والحكمة من تجاربه، فالعظماء هم فقط من يستطيعون تحويل كل فرصة صغيرة لنجاح كبير، وكل تجربة فاشلة لبداية جديدة، اليوم سنتحدّث عن أكثر قصص النجاح إلهاماً وهي قصة نجاح جيف بيزوس مؤسس موقع أمازون أكبر متجر الكتروني في العالم.

Share your love

ما لا يعلمه العديد منَّا أنَّ الفشل كالنجاح جزءٌ لا يتجزَّأ من العمل المُراد الوصول إليه، وأنَّ جميع البشر يمرُّون بتجارب فاشلةٍ قبل أن يَصِلُوا إلى النجاح، فالعظماء هم فقط من يستطيعون تحويل كل فرصةٍ صغيرةٍ إلى نجاحٍ كبير، فكلُّ تجربةٍ فاشلةٍ هي بدايةٌ جديدة.

في مقالنا اليوم سنتحدَّث عن أكثر قصص النجاح إلهاماً، وهي قصَّة نجاح جيف بيزوس، مؤسِّس شركة وموقع أمازون، أكبر متجرٍ إلكترونيٍّ في العالم.

من هو جيف بيزوس؟

جيفري برينستون يورغنسن، والمعروف بـ “جيف بيزوس”: خبير حاسوبٍ ورجل أعمالٍ أمريكي، وهو المؤسِّس والرئيس والمدير التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة أمازون دوت كوم.

وُلِدَ بيزوس في 12 يناير/كانون الثاني عام 1964 في ولاية ألباكركي نيومكسيكو في الولايات المتحدة الأمريكيَّة، لوالده تيد جورجنسن ووالدته جاكلين جيس.

نشأة جيف بيزوس:

انفصل والدا جيف منذ صغره، حيث تزوَّجت والدته من مهاجرٍ كوبيٍ يُدعَى: ميغيل بيزوس، وكان يدرس في جامعة ألباكوركي، والذي تبنَّى جيف، ومن ثمَّ عمل كرئيسٍ تنفيذيٍّ لشركة إكسون، وانتقل بذلك جيف للعيش مع والدته في مدينة هيوستن في تكساس، وهناك التحق بمدرسة (River Oaks) من الصف الرابع حتَّى الصف السادس، وبعدها انتقلت العائلة إلى ميامي في ولاية فلوريدا حيث أكمل هناك المرحلة الثانويَّة في مدرسة (Miami Palmetto)، وبعدها التحق بجامعة برينستون لدراسة الكمبيوتر، وبفضل ذكائه تخرَّجَ من الجامعة في عام 1986 بمرتبة الشرف، وحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائيَّة وعلوم الكمبيوتر.

وقد أبدى بيزوس منذ صغره اهتماماً بالهندسة والعلوم، إذ أنَّه قام وهو في الثالثة من عمره بتفكيك سريره، كما وَضَعَ تصوُّراً من خلال خطابه للتخرُّج من المدرسة الثانويَّة لتدشين مستعمراتٍ في الفضاء الخارجي، وخلال دراسته الجامعيَّة شغل منصب رئيس هيئة الطلَّاب في جامعة برينستون لقسم استكشاف الفضاء.

حياة جيف بيزوس الشخصية:

في عام 1993 تزوَّج جيف بيزوس من ماكينزي تاتل (MacKenzie Tuttle)، والتي التقاها في أثناء عمله في D.E. Shaw وأنجبا أربعة أولاد، وفي عام 2019 انفصل بيزوس وزوجته بعد زواجٍ دام نحو 25 عاماً.

حياة جيف بيزوس العملية:

بعد التخرُّج عَمِلَ جيف مباشرةً في عدَّة مؤسَّساتٍ في وول ستريت، وحَصَلَ على فرصة عملٍ في Fitel Bankers Trust، وفي عام 1990 عمل كمحلِّلٍ ماليٍّ في شركة الاستثمارات D.E. Shaw، حيث أصبح أصغر نائب رئيس، والتقى خلال تلك الفترة بزوجته السابقة “ماكينزي تاتل” في أثناء عملهما، إلَّا أنَّه وبعد أربع سنوات من العمل قرَّر الاستقالة من عمله ليؤسِّس عمله الخاص به في عام 1994.

استقال جيف بيزوس من عمله في عامه الثلاثين، وقرَّر تتبُّع أحلامه، وذلك بعد وقوفه على إحصاءاتٍ تشير إلى النمو السريع الذي حقَّقه الإنترنت، حيث كانت تشير الإحصاءات إلى أنَّ شبكة الإنترنت قد نمت بنسبة 2400% في سنةٍ واحدةٍ فقط.

يقول بيزوس: “قرَّرت أن أحاول. لم أظنَّ أنَّني سأندم على المحاولة والفشل، وخفت من أن يسكنني على الدوام قرار عدم الإقبال على المحاولة على الإطلاق”.

إطلاق شركة أمازون:

في عام 1995 توجّه بيزوس لتأسيس موقع أمازون على شبكة الإنترنت، حيث استهوته فكرة بيع الكتب؛ وعلى الرغم من التشكيك في نجاح مشروعه من قبل العديد من الأشخاص، إلَّا أنَّ هذا الموقع حقَّق نجاحاً باهراً، وأصبح موقعاً عالميَّاً في سنة 1997.

وقد اختار بيزوس اسم “أمازون” لشركته إشارةً إلى نهر الأمازون الذي يعدُّ الأكبر في العالم، والذي يتوافق مع هدفه بأن يكون له أكبرُ متجرٍ في العالم؛ حيث يبدو شعار شركة أمازون كسهمٍ على شكل ابتسامة يمتدُّ من حرف “الألف” (A) إلى آخر حرفٍ في الأبجدية اللاتينية (Z)، ويشير إلى أنَّ الشركة توفِّر جميع المنتجات، أي: من الألف إلى الياء، وتهدف إلى رضا الزبون عنها.

وقد واجه بيزوس في بداية إطلاق المشروع العديد من الصعوبات للحصول على تمويلٍ لإنجاز مشروعه، والذي حدَّد له ميزانيةً بقيمة مليون دولار، وذلك بسبب ما وصفه حينها بـ “ضعف فهم المستثمرين وعدم إيمانهم بإمكانيات الإنترنت، وتشكيكهم في قدرة مشروع أمازون على النجاح”.

ولكنَّه استطاع بعد ذلك البدء بمشروعه والحصول على مبلغ مئة ألف دولارٍ من والديه، كما نجح في إقناع عددٍ من رجال الأعمال باستثمار خمسين ألف دولارٍ لكلِّ شخص. وبالإضافة إلى صعوبة الحصول على تمويل، واجه بيزوس خوفاً وقلقاً من قِبَل المؤلِّفين على كتبهم وحقوق النشر الخاصَّة بهم، وذلك من الاقتباس والسرقة الفكريَّة والأدبيَّة؛ إلَّا أنَّ هذه المخاوف زالت وتبدَّدت فيما بعد، وذلك بعد أن حقَّق المشروع نجاحاً كبيراً جعل منه أكبر سوقٍ إلكتروني في العالم، وتتجاوز قيمة سلعه سنويَّاً مئة مليار دولار.

في عام 1994 أُسِّست شركة “أمازون دوت كوم”، وعُرِفَت باسم “متجر أمازون”، وانطلقت من كراج السيارات في منزل بيزوس في العاصمة الأمريكيَّة واشنطن. في 16 يوليو/ تموز فُتِح الموقع بشكلٍ رسمي، وكان أوَّل كتابٍ قد جرى بيعه من خلال الموقع هو: Fluid Concepts and Creative Analogies، لدوغلاس هوفشتادر.

في البداية كان يسعى بيزوس إلى أن تكون أمازون “أكبر متجر إلكتروني لبيع الكتب يضمُّ أكثر من عشرة أضعاف ما تعرضه أكبر المتاجر التقليدية”. وفعلاً، وفي غضون فترةٍ قصيرةٍ لم تجاوز الشهرين، نجح الموقع في تحقيق مبيعاتٍ بقيمة 20 ألف دولارٍ في الأسبوع الواحد، وفي غضون شهرٍ شحنت أمازون طلبيَّاتٍ إلى 50 ولايةٍ أمريكيَّةٍ و45 دولةٍ حول العالم.

لاحقاً بدأ بيزوس بتوسيع مجال الخدمات التي يقدِّمها الموقع لتشمل تجارة الأقراص المضغوطة CD الخاصَّة بالموسيقى وألعاب الفيديو وبرمجيات الحاسوب، وأيضاً أشرطة الفيديو K7 التي كانت رائجةً في تلك الفترة، وفي عام 2002 بدأ ببيع منتجاتٍ أخرى كالملابس، والإكسسوارات، والأحذية، والآلات الموسيقيَّة.

في عام 1998 استثمر بيزوس بشرائه العديد من الأسهم في شركة غوغل بقيمة 250 ألف دولار، تجاوزت قيمتها لاحقاً 2.2 مليار دولار، وفي عام 2010 استطاع موقع أمازون أن يُوقِّع اتفاقيَّةً مع وكالة Wylie لإعطائه الحقوق الرقميَّة لأعمال أهمِّ المؤلِّفين في العالم، وهذا ما أدَّى إلى ازدياد أرقام المبيعات والأرباح.

في عام 2013 كان التحول الكبير حيث اشترى جيف بيزوس صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) العريقة وكلَّ مؤسَّساتها لصالح موقع أمازون بمبلغ 250 مليون دولار، وفي العام نفسه كشف عن مبادرةٍ تجريبيَّةٍ لموقع أمازون باسم Amazon Prime Air، والتي ستستخدم الطائرات الصغيرة بدون طيَّارٍ (درون) لحمل البضاعة إلى الزبائن الذين لا يبعدون أكثر من 10 أميالٍ عن فروع الشركة.

ولم تقتصر الشركة على التجارة الإلكترونيَّة فحسب، بل ذهبت أبعد من ذلك، واتّجهت إلى خدمات الحاسوب التي سجَّلت إيراداتٍ بمبلغ ثمانية مليارات دولارٍ عام 2015، كما أعلن بيزوس عن خطَّةٍ لإطلاق موقعٍ للفيديوهات يُنافس يوتيوب.

افتُتِحَت فروعٌ كثيرةٌ لموقع أمازون في كلٍّ من كندا، والمملكة المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، والصين، واليابان؛ وهذا ما دفع الخبراء إلى تصنيفه على أنَّه أكثر المواقع التجارة الإلكترونية انتشاراً في العالم، والموقع الأول فيما يتعلَّق بشراء الكتب عبر الإنترنت.

عُرِفَ بيزوس بولعه بمجال الفضاء، لذلك قام بإنشاء شركةٍ خاصَّةٍ بالفضاء في عام 2004، وتحمل اسم “بلو أوريجن” (Blue Origin)، وقد عملت هذه الشركة على تطوير تقنيَّاتٍ لتوفير رحلاتٍ فضائيَّةٍ للزبائن.

في هذا العام أعلن جيف بيزوس عن تخصيص مبلغ 10 مليارات دولارٍ للمساعدة في جهود مكافحة التغيُّر المناخي، وقال بيزوس أنَّ هذه الأموال سوف تُنفَقُ على تمويل العلماء والنشطاء وجماعاتٍ تهتم بالبيئة.

وأضاف: “أُريد أن أعمل مع الآخرين من أجل زيادة الطرائق المُتعارَف عليها، واستحداث طرائق جديدة لمكافحة الآثار المدمّرة للتغيُّر المناخي”.

وكانت تُقدَّر ثروة بيزوس حينها بحوالي 130 مليار دولار، وهو ما يجعل المبلغ الذي تعهَّد بإنفاقه يمثل حوالي 8 في المئة من إجمالي ثروته.

إنجازات جيف بيزوس:

  • في عام 2016 تفوَّقت شركة أمازون على توقُّعات وول ستريت السابقة بقيمة 29.55 مليار، لتصل إلى 30.4 مليار دولارٍ من الدخل؛ وتوزَّعت هذه الإيرادات على الأسهم لتبلغ 1.78 دولار للسهم الواحد. ومقارنةً بعام 2015، ارتفعت أسهم أمازون بنسبة 40%، واستطاعت تحقيق أرباحٍ جيَّدةٍ للربع الخامس على التوالي، بفضل خفض تكاليف توصيل الطلبات إلى المستهلكين وزيادة العروض، كما حقَّق قسم التخزين السحابي مبيعاتٍ تقدَّر قيمتها بـ 2.89 مليار دولار، متفوِّقةً على التوقّعات السابقة أيضاً.
  • في عام 1999 تَوَّجت مجلة تايم الأميركيَّة جيف بيزوس بلقب “شخصيَّة العام”.
  • في يوليو/تموز 2017، ووفقاً لقائمة مجلة فوربس عن أثرى أثرياء العالم، فإنَّ الرئيس التنفيذي لشركة أمازون دوت كوم للتجارة الإلكترونية جيف بيزوس انتزع لقب أغنى شخصٍ في العالم من الملياردير بيل غيتس بثروةٍ تُقدَّر بـ 90.6 مليار دولار، وذلك بعد ارتفاع سعر أسهم أمازون بـ 2.5%.
  • في عام 2008 نال بيزوس الدكتوراه الفخريَّة في العلوم والتكنولوجيا من جامعة كارنيجي ميلون.
  • اختير بيزوس من قبل S. News & World Report كواحدٍ من أفضل قادة أميركا.
  • في عام 2011 مُنِحَ بيزوس جائزة الإبداع من قِبَل مجلة The Economist تقديراً لاختراعه the Amazon Kindle، وهو جهاز طرحته أمازون في عام 2007 يستخدم حبراً إلكترونيّاً مع ميِّزة تعديل الخط؛ ممَّا يسهل عمليَّة القراءة للمستخدمين.
  • في عام 2012 اختير بيزوس من قِبَل مجلة “Fortune” كرجل أعمال السنة.
  • في عام 2012 مُنِحَت شركة أمازون الميدالية الذهبية من قِبَل الاتحاد الوطني لمتاجر التجزئة، كما مُنِحَت لقب أفضل متاجر التجزئة في العام؛ نظراً لإسهاماتها في هذا المجال.
  • صُنِّف جيف بيزوس كثاني أفضل مديرٍ تنفيذيٍّ في العالم من قبل “هارفارد بزنس ريفيو” (Harvard Business Review).
  • في عام 2018 حقَّقت أمازون أرباحاً تجاوزت 230 مليار دولار، ووظَّفت نحو 650 ألف شخصٍ حول العالم.
  • في عام 2020 ذكر موقع “بلومبيرغ” أنَّ قيمة أسهم شركة “أمازون” ارتفعت بنسبة 12 في المئة، ليصل سعرها إلى 2100 دولار؛ وبهذا الإنجاز أضاف جيف بيزوس 13.2 مليار دولارٍ إلى ثروته خلال 15 دقيقة، ليصل صافي ثروته إلى 129.5 مليار دولار؛ كما أضاف الارتفاع في سعر السهم 90 مليار دولار على الأقل لقيمة أمازون السوقيَّة الكليَّة، لتتجاوز حاجز التريليون دولار.
  • بحسب آخر إحصائيات موقع فوربس تجاوزت ثروة الملياردير جيف بيزوس حاجز 162 مليار دولار (حزيران 2020).

وأخيراً فإن قصَّة نجاح جيف بيزوس لم تنتهي إلى الآن، إذ أنَّ نجاحاته ما زالت مستمرةً إلى اليوم، ليكتب بذلك أكثر قصص النجاح إلهاماً وشهرةً في عصرنا الحديث.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!