قصة نجاح سيرغي برين الشريك المؤسس لشركة جوجل

"أريد أن يكون الجميع قادرين على تحقيق أحلامهم، وهذا ما تفعله المؤسسة". مَن القائل الذي يسعى إلى تحقيق أحلامنا؟ إنَّهُ سيرغي برين، التوأم العقلي لصاحب الأحلام الكبيرة "لاري بيج"، وهما مؤسسا مُحرِّك بحث جوجل وشركة جوجل. قد لا تكون أسماء الاثنين معروفة، ولكنَّ إسهاماتهما في تحقيق أحلام الآخرين وخدمة البشرية معروفةٌ بالتأكيد.

Share your love

سيرغي برين (Sergey Brin) صاحب صوتٍ عالٍ ومنطق، ويرغبُ دائماً أن يكون في دائرة الضوء، ومحطَّ اهتمام الآخرين؛ بينما “لاري بيج” هادئٌ ومُتأمِّلٌ ولا يُحبُّ الكلام؛ وبهذا أكمَلَ كلٌّ منهما الآخر، وأصبحا أشهر ثنائي ناجح. لكن، من هو سيرغي برين؟ أين وُلِد؟ وكيف عاش حياته؟ وما هي قصة نجاحه مع رفيق الأحلام؟

سنتعرَّف من خلال السطور القادمة على قصة نجاح سيرغي برين أحد مؤسسي شركة جوجل.

من هو سيرغي برين؟ وكيف كانت نشأته؟

هو أمريكيٌّ روسيّ الأصل، وقد وُلِد في 21 أغسطس عام 1973 ميلادية، في موسكو، روسيا، ثمَّ هربت عائلته بعد ولادته إلى الولايات المُتحدة الأمريكية عام 1979 ميلادية.

والده “مايكل برين”، أستاذٌ في الرياضيات في جامعة ميريلاند، وله إسهاماتٌ كبيرةٌ في مجال الهندسة التجريدية وأنظمة الحركة، وقد نشر العديد من الأبحاث العلمية حول حلِّ مسائل الرياضيات المُعقدة، وكان يُعلِّم أبناءه دائماً أنَّهُ لا شيء يدعمُهم في الغربة سوى العلم؛ لذا كان والده دائماً يُشجِّعه على تعلُّم الرياضيات. كانت والدته “أوجينيا” باحثةً في مركز جودرد لأبحاث الفضاء والطيران في وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، كما عملت في برنامجٍ لمُحاكاة الظروف الطبيعية التي تؤثِّر في السفر في الفضاء مثل: الضغط الجوي، والحرارة.

درس سيرغي في مدرسة “بينت برانش” التي تعتمد على نظام مونتيسوري في ولاية ميريلاند، وفي عام 1990 ميلادية دخل سيرغي جامعة ميريلاند ودرس فيها الرياضيات وعلوم الحاسوب، وفي عام 1993 ميلادية حصل على درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف، وحصل بعد ذلك على منحةٍ دراسيةٍ لإكمال دراسته الجامعية المُتقدِّمة في جامعة ستانفورد.

رحلة النجاح وتأسيس شركة جوجل:

تعرَّف “سيرغي” على صديق النجاح والتفوق “لاري بيج” في السنة الأخيرة من الجامعة. في البداية، لم يكونا مُتفقين على العديد من الأمور، ففي مُقابلةٍ مع مجلة “ذا إيكونوميست” قال برين مازحاً: “كلانا مزعجان نوعاً ما”؛ وبعد فترةٍ من الزمن، أصبحا صديقين مقرَّبين ورفيقا نجاح.

حصل سيرغي بعد التخرج على وظيفةٍ في الجامعة كباحث، حيثُ كان هو ومجموعته يبحثون عن أفضل المجلَّات التي تُباع، وكم يحتاج البائع للحصول على عملٍ مربحٍ من تلك المجلات. وقد حاول كثيراً تطبيق هذا على مُحرِّكات بحث مثل: “Excite ،Infoseek ،Magelan ،Webcrawler ،hotlot”؛ بينما توظَّف “لاري” بعد تخرجه في أشهر موقعٍ للبحث آنذاك، وهو “AltaVista”.

كان لكليهما هدفٌ واحد، وهو: الحصول على معلوماتٍ هامَّةٍ من بين آلاف المعلومات؛ وقد عملا فعلاً على برمجة موقعٍ للبحث الخاص بهما، وهو: “Backrub”، وقد اعتمد سيرغي ولاري على آلية “WebCrawler” للبحث على شبكة الويب، وذلك من خلال الصفحة الرئيسة لجامعة ستانفورد، فتمكَّنا بالعمل المُستمر من تطوير خوارزمية تصنيف الصفحات، والتي لها إمكانية إصدار نتائج بحثٍ أفضل بكثيرٍ من غيرها من الآليات المُستخدمة، بالاستعانة بموقع الجامعة في بداية مشروعهما، وكان اسم النطاق المستخدم هو: “google.stanford.ed”

في عام 1997 ميلادية، جرى تأسيس الشركة بشكلٍ قانوني، وبقيت مهمَّة البحث عن مُمول للمشروع. وبالفعل، استطاعوا فيما بعد التواصل مع أحدهم بمُساعدة دكتورٍ في الجامعة، وقد اقتنع المُموّل بفكرتهم، وقدَّم إليهم 100 ألف دولارٍ لمُساعدتهم في إنشاء مشروعهم، وجرى افتتاح شركة جوجل رسمياً.

في البداية، عمل كلاهما من كراج منزل “سوزان ووجيسكي”، والتي تشغل حالياً منصب المدير التنفيذي ليوتيوب منذ عام 2014؛ وقد كبرت الشركة بفضل جهودهما وتطوَّرت في عامٍ واحدٍ فقط، وكان من الضروري أن يكون للشركة موقع أكبر.

كان محرِّك البحث “جوجل” يجيب عن 10 آلاف طلب بحثٍ يومياً، ولكن بعملهم المُتواصل والمُجدّ استطاع كلٌّ منهما تحقيق الحُلم الذي كانا يَحلُمان به، وأصبح مُحرِّك البحث “جوجل” الأفضل من بين جميع مواقع البحث الأخرى، وأصبح قادراً على الإجابة عن مليارات من طلبات البحث يومياً، حيثُ وفّر جوجل البحث باستخدام 26 لغةً مُختلفة، من بينها: اللغة العربية.

في عام 2004 ميلادية، بدأت جوجل تنافس الخدمات التي تقدِّمها الياهو والمايكروسوفت، وذلك بإصدارها للبريد الإلكترني “جيميل” (Gmail)؛ كما أطلقت في العام نفسه خدمةً جديدةٌ هي خدمة الخرائط المعروفة بنظام “جوجل إيرث” (Google Earth)، وذلك باستخدام صور الأقمار الصناعية؛ كما أنَّها أطلقت موقعاً للتواصل الاجتماعي هو “أوركوت” (Orkut)؛ وفي هذه السنة التي تُعدُّ سنةً ذهبيةً لجوجل، جرى الطرح الأولي العام للأسهم، والذي جعل من سيرغي برين مليارديراً، هو ورفيق نجاحه لاري بيج.

انضمَّت شركة جوجل في عام 2005 ميلادية إلى وكالة ناسا لإنتاج “جوجل القمر” (Google Moon) و”جوجل المريخ” (Google Mars)، حيث تسمح هذه الخدمة للمُستخدمين بالتنقل داخل القمر والمريخ من أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم؛ وفي ذلك العام أيضاً، أطلقت جوجل خدمات “خرائط جوجل” (Google Maps)، و(Blogger Mobile)، وخدمة “قارئ جوجل” (Google Reader)؛ وفي عام 2006 ميلادية امتلكت جوجل موقع اليوتيوب، وقدَّمت جوجل فيديو (Google Video).

الجوائز التي حصل عليها سيرغي برين:

  • في عام 2002 ميلادية عُدَّ سيرغي برين من أفضل 100 مُبتكرٍ دون سن الخامسة والثلاثين، وذلك وفق جائزة تي آر 100، والصادرة عن مجلة ماساتشوستس للتكنولوجيا.
  • في عام 2004 ميلادية، وإشادةً بدوره القيادي في تطوير الجدولة السريعة واسترجاع المعلومات ذات الصلة عبر شبكة الإنترنت الدولية، حصل سيرغي برين على شرف الانضمام إلى الأكاديمية الوطنية للهندسة؛ كما حصل في العام نفسه على جائزة مؤسسة ماركوني التي تُعدُّ أعلى جائزةٍ في الهندسة، ونال درجة الزمالة من مؤسسة ماركوني في جامعة كولومبيا.
  • في العام 2004 ميلادية أيضاً، حصل على جائزة الدرع الذهبي من الأكاديمية الأمريكية للإنجاز (American Academy of Achievement).
  • وإشادةً بتجسيد روح المُبادرة ودوره في تشجيع تأسيس الشركات الجديدة، حصل سيرغي برين على درجة ماجستيرٍ في إدارة الأعمال الفخرية من كلية إدارة الأعمال.
  • كما حصل على جائزة ويبي، وجائزة صوت الشعب، وجائزة أفضل مُحرِّك بحثٍ صديق لأصحاب المواقع، وجائزة أفضل مُحرِّك بحثٍ بالصور، وجائزة خدمة البحث المُميزة، وجائزة أفضل خاصية بحث، وجائزة أفضل تصميم.

الأعمال الأخرى لسيرغي برين:

افتتح سيرغي برين ولاري بيج فرع جوجل الخيري التابع لـ Google.org في عام 2004 ميلادية، وذلك من أجل المُساعدة في حلِّ مشاكل الطاقة والمناخ في العالم، والاستثمار في صناعة الطاقة البديلة، وذلك بهدف إيجاد مصادر أوسع للطاقة المُتجددة؛ بالإضافة إلى المُساعدة في مُعالجة العديد من المُشكلات على مستوى العالم مثل: القضاء على الجوع، و قضايا التعليم.

كما قدَّم كلٌّ من سيرغي ولاري سيارةً ذاتية القيادة باستخدام كاميرات فيديو وأجهزة استشعارٍ رادارية؛ وذلك بالاعتماد على الذكاء الصناعي، فأمكن بالتالي تصنيع سياراتٍ أخفَّ وزناً، وأكثر أماناً، وأقلَّ استهلاكاً للوقود.

كما أنَّ سيرغي برين مُستثمرٌ في شركة تيسلا موتورز، والتي طوَّرت في عام 2008 سيارة تيسلا رودستار، التي تعمل بواسطة بطاريةٍ كهربائية، وتقطع حوالي 393 كم؛ بالإضافة إلى تيسلا طراز إس ببطاريةٍ كهربائيةٍ تقطع حوالي 426 كم.

الحياة الشخصية لسيرغي برين:

في أيار من عام 2007 ميلادية، تزوج سيرغي برين من “آن وجيسكي” (Anne Wojcicki)، وهي تعمل في مجال التكنولوجيا الحيوية في الباهاما؛ وفي أواخر عام 2008 ميلادية رُزقا بابن، وفي أواخر عام 2008 ميلادية رُزقا بابنة. ولكن في أغسطس من عام 2013 ميلادية، أعلن سيرغي و”آن وجيسكي” انفصالهما؛ وفي يونيو من عام 2015 ميلادية، جرى إنهاء إجراءات الطلاق، وانفصل آن وبرين رسمياً، ورغم طلاقهما إلَّا أنَّهما ما زالا يديران المؤسسة الخيرية التي أسساها “The Brin Wojcicki Foundation”، والتي تقدِّم تبرعاتها المالية إلى مُختلف القضايا الاجتماعية. وفي عام 2008 ميلادية، وبعد إصابة والدته بمرض الشلل الرُعاشيِّ، تبرَّع سيرغي للقسم الطبي في جامعة ميريلاند حيث تُعالَج والدته.

يُعاني سيرغي من طفرةٍ في جين “LRRK2″، ممَّا يعني احتمال إصابته بالشلل الرُعاشيِّ في مراحل مُتقدِّمة من عمره، وبنسبة 20 إلى 80%.

في العام 2013 ميلادية احتلَّ سيرغي المرتبة الحادية والعشرين بين أصحاب المليارات، وذلك في إحصائيةٍ أجرتها مجلة الأعمال الشهيرة “فوربس”. وفي عام 2014 ميلادية، قُدِّرت ثروته بحوالي “30.3” مليار دولارٍ تقريباً.

من الأقوال الأكثر شُهرة لسيرغي برين: “نُريد أن تشكِّل جوجل ثُلثَ دماغك”.

 

المصادر: 1، 2

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!