‘);
}

قصص السلف عن الشكر

الشكر هو الثناء على المحسن بذكر إحسانه،[١] وقد يكون الشكر باللسان وقد يكون بالعمل، وقد ضرب السلف الصالح أروع الأمثلة على الشكر؛ فكانوا شاكرين لله على نعمه، وشاكرين الخَلق على المعروف، وقد قرن النبي -صلى الله عليه وسلم- بين شكر الله وشكر الناس فقال: (لا يشكر اللهَ من لا يشكر الناس)،[٢] وهذه بعض قصصهم في ذلك.

سيد الشاكرين مع ربه عز وجل

نبدأ بسيد الشاكرين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي ضرب أروع الأمثلة في شكر الله تعالى على ما أنعم عليه من نعم عظيمة، ومن هذه النعم أن الله تعالى غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ولما علم بعض الناس ذلك ظنوا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سيترك الاجتهاد في العبادة، ويقتصر على الضروري منها؛ فقد ضمن درجته العالية في الجنة.

لكنهم دهشوا لما رأوه يجتهد أكثر في العبادة، ويتحمل مشاقها راضيا محتسبا، ويتحرى البعد عن كل ما نهى الله عنه تحريا شديدا؛ تعبيرا عن شكره لله تعالى الذي تكفل بالعفو عنه ليس فقط عما مضى وإنما عما سيكون حتى وفاته، قال المغيرة بن شعبة – رضي الله عنه -: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي حتى ترم او تنتفخ قدماه، فيقال له، فيقول: ألا أكون عبدا شكورا؟).[٣]