قصص جديدة

دحرجة صديقي دحروج موظف بسيط في دائرة حكومية مهمة، هو ذكي ونشيط، يده نظيفة ولم يسرق لكن مع مرور الأعوام كبر أولاده وتضاعفت عليه المسؤولية والضغوط . بداية قصته كانت في صباح أحد الأيام مع الرشوة، في الليل أمسك النقود بيده وسأل نفسه: حلال هذا أم حرام؟ همس له صوت خفي: أنت سرقت لأنه لا […]

قصص جديدة

[wpcc-script type=”4e242c414b259ead9dd82ea1-text/javascript”]

دحرجة

صديقي دحروج موظف بسيط في دائرة حكومية مهمة، هو ذكي ونشيط، يده نظيفة ولم يسرق لكن مع مرور الأعوام كبر أولاده وتضاعفت عليه المسؤولية والضغوط . بداية قصته كانت في صباح أحد الأيام مع الرشوة، في الليل أمسك النقود بيده وسأل نفسه: حلال هذا أم حرام؟ همس له صوت خفي: أنت سرقت لأنه لا عدالة. الفاسدون سرقوا الوطن، جعلوك فقيراً يجيب: لكن أنا أيضا أصبحت لصاً. لا لا أنت لك العذر، الكبار هم اللصوص، هم السبب، أنت تريد أن تعيش تطورت سرقات دحروج بالحلال وتدحرج بسرعة… بعد خمسة أعوام أصبح ثرياً ورأساً كبيراً من رؤوس الفساد. ليلة أمس اعترف لي جاري الموظف البسيط أنه قبل الرشوة حتى يلبي متطلبات العائلة وصرخ في وجهـــــي: كبار اللصوص لم يتركوا لنا شيئاً ثم أخذ يلعن دحروج وكبار رموز الفساد في الوطن.

أحبة

لا يحب المجاملة ولا يخشى قول كلمة الحق حتى عندما تسأله زوجته عن رأيه بشعرها الطويل ووجهها الذي يتغير بمرور الزمن، يؤمن بأن التعبير عن الرأي بحرية شيء مقدس، ذات يوم قيل إنه مات حملوه إلى القبر لكنه ما زال يسمع أصواتهم ويشعر بأنه يرى وجوههم. الأخ الذي لم يشاهده منذ أشهر
القريب المشغول دائماً بالسياسة بحثاً عن كرسي… الجار المبتسم علانية والمؤذي سراً، الصديق الذي يصدق بكلمة ويكذب بعشرة الشيخ بقناع التقوى وهو يدعو له أصوات كثيرة، كلهم يدعون له بالرحمة و… حاول أن يحرك يديه وقدميه بدون جدوى أن يفتح فمه ويعبر عن رأيه كما يفعل بالحوارات الوطنية أو على الأقل، أن يلفت نظرهم أنه ما زال حيا يرزق، وضعوه في القبر بقي إهالة التراب عليه، شعر بالأمل، أحس بأنه يستطيع فتح عينيه وفمه
اقترب من رأسه وجه وهمس في أذنه، أتظن أننا لا نعرف أنك على قيد الحياة.
****
مواطن

ولدت في قرية الفقراء وسمّاني أبي سعيد، ربما تفاؤلاً، لم أكمل تعليمي ولم تكن هناك فرص للنجاح في أسرة كبيرة تكافح لتأكل. سافرت إلى المدينة بحثاً عن فرصة ولم أجد عملاً سوى بائع ملابس مستعملة على بسطة تعود لتاجر، وأجرتي البسيطة آخذ منها ما يكفي لطعامي والباقي أرسله إلى أهلي. مرت الأعوام ولم يحدث معي كما في القصص والأفلام، حيث يتحول الفقير بعد تعب ومعاناة أو استغلال للفرص أو بالصدفة إلى غني، لم أجد فرصة واحدة في مدينة فيها الآف مثلي. الآن كبرت ومنذ أشهر وأنا أراقب الدنيا، رأيت المال مع بعض الناس، الأنثى مع بعض الناس، البنون مع بعض الناس حتى الوطن وجدته مع بعض الناس.
ترى كيف يشعر من عنده مال وملابس أنيقة وبيت وامرأة جميلة وسيارة وأولاد؟ أريد أن أعيش هذه الحياة ولو ليوم واحد، ألا يحق لي ذلك؟ بعد أسبوع واحد خرج الناس في مظاهرات غاضبة إلى بيتي، أقصد إلى الشارع هتفوا يطالبون بالحرية والعدالة و… فرحت كثيراً وهتفت معهم، لكن ما حدث بعد ذلك أنني وجدت نفسي في ملعب يغص بالجمهور أتلقى الركلات، أنا الكرة التي يرغب البعض بركلها ليسجل هدفاً
وبعد أيام كنت معتقلاً في السجن أقسمت لهم تحت التعذيب أنني لا أريد بيتاً ولا امرأة ولا أولاداً ولا أي شيء، وأنني لن أتكلم مع الغرباء أبداً، ولن أسمع الشائعات بل حتى لن أحلم إلا بالدفاع عن الوطن… وخرجت بعد ثلاثة أشهر
أنا الآن جالس على درجات مهشمة، لن أقول شيئاً نعم توقفت عن الكلام والتزمت الصمت، لكن تفكيري وأسئلتي يملأن الكون صراخاً.
صمت صمت
هل تسمعون صراخي الصامت؟

٭ كاتب أردني

كلمات مفتاحية

Source: alghad.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *