قصص عن الإيجابية في الإسلام

‘);
}

(قالَ: لا وَاللَّهِ يا رَسولَ اللهِ، إلَّا رَجَاءَةَ أَنْ أَكُونَ مِن أَهْلِهَا، قالَ: فإنَّكَ مِن أَهْلِهَا، فأخْرَجَ تَمَرَاتٍ مِن قَرَنِهِ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ منهنَّ، ثُمَّ قالَ: لَئِنْ أَنَا حَيِيتُ حتَّى آكُلَ تَمَرَاتي هذِه إنَّهَا لَحَيَاةٌ طَوِيلَةٌ، قالَ: فَرَمَى بما كانَ معهُ مِنَ التَّمْرِ، ثُمَّ قَاتَلَهُمْ حتَّى قُتِلَ).^[٢]

• ما صح عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال: (أمرَنا رسولُ اللهِ أنْ نتصدقَ، فوافقَ ذلك عندي مالًا فقلتُ: اليومَ أسبقُ أبا بكرٍ إن سبقتُهُ يومًا قال: فجئتُ بنصفِ مالي، فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: ما أبقيتَ لأهلِكَ؟ قلتُ مثلهُ، وأتى أبو بكرٍ بكُلِّ ما عنده، فقال يا أبا بكرٍ: ما أبقيتَ لأهلِكَ؟ فقال: أبقيتُ لهمُ اللهَ ورسولَهُ، قلتُ: لا أسبِقُهُ إلى شيءٍ أبدًا).^[٣]
• حينما نزل قوله -تبارك وتعالى-: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)،^[٤]جاء أبو طلحة إلى الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول له: (وإنَّ أحَبَّ أمْوالِي إلَيَّ بَيْرُحاءَ، وإنَّها صَدَقَةٌ لِلَّهِ أرْجُو برَّها وذُخْرَها عِنْدَ اللَّهِ، فَضَعْها حَيْثُ أراكَ اللَّهُ).^[٥]

(فقالَ النبي: بَخْ، ذلكَ مالٌ رابِحٌ أوْ رايِحٌ -شَكَّ ابنُ مَسْلَمَةَ- وقدْ سَمِعْتُ ما قُلْتَ، وإنِّي أرَى أنْ تَجْعَلَها في الأقْرَبِينَ، قالَ أبو طَلْحَةَ: أفْعَلُ ذلكَ يا رَسولَ اللَّهِ، فَقَسَمَها أبو طَلْحَةَ في أقارِبِهِ، وفي بَنِي عَمِّهِ).^[٥]

إيجابية التغيير في الإسلام

عندما نمعن النظر في مبادئ الإسلام؛ مثلاً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نرى فيه ‏تجلي قمة الإيجابية؛ لأنها يجعل الإنسان من مستقبل الأوامر إلى مالك زمام الأمور، والمبادر الأول بإصلاح نفسه ومن حوله؛ فالذي يقرأ ‏وصايا لقمان التي تضمنت مبدأ الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر يستنتج عدة فوائد منها:^[٦]

• ‏أن العبد قد يستقيم في نفسه

ولا يكون ذلك كافياً بل عليه أن يقيم على الحق غيره؛ بأن يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر مثل ما فعل لقمان.

• ‏تجنب سخط الله- عز وجل- ولعنه

فإذا وقع ‏الهلاك على العاصين نجاة أهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

• الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على مراتب

فمن رحمة الله بهذه الأمة أن جعل الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر على مراتب؛ حسب قدرة المرء واستطاعته.

• ‏أن المرء يهلك إذا رضي بالمنكر وسكت عنه.
• ‏في زمن الفتن يقسم الناس إلى ‏صنفين:
  • الأول: الذين يتمسكون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويتحملون عزوف الناس عنهم؛ هؤلاء المثل الإيجابي للمسلم.
  • الثاني: من يختار الصمت والانعزال عن المنكر، ‏وهذا هو الصنف السلبي الذي يؤدي بالمجتمع إلى عدم تطوره.

المراجع

1. ^^أب[إسحاق السعدي]، دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه، صفحة 690.
2. ^^أبرواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1901، صحيح.
3. ↑رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:3675، حسن صحيح.
4. ↑سورة آل عمران، آية:92
5. ^^أبرواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2769 ، صحيح.
6. ↑الشقاوي، أمين بن عبدالله (25/8/2021)، “من وصايا لقمان الحكيم لابنه (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) “، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2022. بتصرّف.