‘);
}
قصص عن الإيمان باليوم الآخر
إن يكن في الجنة أصبر
يروي سيدنا أنس -رضي الله عنه- أن عمته أم حارثة، أتت النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما استشهد ابنها حارثة -رضي الله عنه- يوم بدر بسهم لم يعرف مصدره، فقالت أمه -رضي الله عنها-: “يا رسول الله، قد علمت موقع حارثة في قلبي”؛ بيانًا لشدة حبها لحارثة، “فإن كان في الجنة لم أبك، بل أفرح ويواسيني أنه في الجنة، وإن لم يكن في الجنة فسوف أحزن عليه وأبكي كثيراً”.[١]
هنا قال لها النبي -صلى الله عليه وسلم- مستنكراً سؤالها، وقد لبى حارثة داعي الجهاد وقام يدافع عن دين الله: (ويْحَكِ، أوَهَبِلْتِ، أوَجَنَّةٌ واحِدَةٌ هي، إنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَةٌ، وإنَّه في جَنَّةِ الفِرْدَوْسِ)،[٢]أي هل فقدت عقلك؟، ليست جنة واحدة؟ بل جنان كثيرة، وقد أصاب حارثة أعلى درجات الجنة وأفضلها.[١]
وهذه القصة تدل على عظم إيمان الصحابة -رضوان الله عليهم- باليوم الآخر، حتى وهم في أشد ساعات الألم والحسرة يتذكرون الجنة؛ وأنهم سيلقون أحبتهم، وفيها يعوضهم الله عن كل الألم في الدنيا.
‘);
}
يخوض في الجنة بعرجته
وهذا الصحابي عمرو بن الجموح وقد كان من أصحاب الأعذار؛ فهو معذور بعرجته تلك عن الجهاد، لكنه سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ قُتِلَ اليوم دَخَلَ الْجَنَّةَ!؛ فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: نعم)،[٣]فاشتاق للجنة وطلبتها روحه؛ لأنه كنا مؤمنًا بها أشد الإيمان.[٤]
وراح يستأذن من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يسمح له بالجهاد، وكأنه علم بدنو أجله فقال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي حَتَّى أَدْخُلَ الْجَنَّةَ)، فَقَالَ لَهُ سيدنا عمر بن الْخَطَّابِ ناصحًا: (يَا عَمْرُو لا تَأَّلَ عَلَى اللهِ).[٣][٤]
ويقصد أنه لا علم له بالغيب، فكيف يقسم على الله أن يموت اليوم ويدخله الجنة، فقال رسول اللهِ -صلّى الله عليه وسلم-: (مَهْلاً يَا عُمَرَ، فَإِنَّ مِنْهُمْ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبرَّهُ، مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ، يَخُوضُ فِي الْجَنَّةِ بِعَرْجَتِهِ)،[٣] وتوفي عمرو بن الجموح -رضي الله عنه- في غزوة أحد.[٤]
أشهدك أنهم أحرار
ومن إيمان الصحابة العجيب أنهم قد يتخلون عن الدنيا بأموالها وخدمها من أجل الآخرة، وهذه القصة مثالٌ على ذلك؛ فقد جاء رجل من الصحابة وقعد بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأخبره أن لديه عبدين لا يطيعانه ويخونانه ويعصيانه؛ فيضربهم ويشتمهم، ويريد أن يعرف الحكم في ذلك.[٥]
وأخبره الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن الله -عز وجل- يضع الموازين يوم القيامة، فيتم جمع ما آذوه وما آذاهم، فإن كان هو الظالم بأن كان عقابه لهم فوق ذنوبهم اقتص منه، وإن كان عقابه لهم دون ذنوبهم كان فضلًا له، وإن كانا متكافئين كان كفافاً لا له ولا عليه، فانتفض الرجل وجعل يبكي.[٥]
ويقول: (واللَّهِ يا رسولَ اللَّهِ ما أجدُ لي ولَهُم شيئًا خيرًا من مفارقتِهِم، أشهدُكَ أنَّهم أحرارٌ كلُّهم)،[٦] ثم جعل عبيده أحراراً لوجه الله -تعالى-.[٥]
المراجع
- ^أب“شرح حديث، أجنة واحدة؟”، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 30/1/2022. بتصرّف.
- ↑رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3982 ، صحيح.
- ^أبترواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:7024 ، أخرجه في صحيحه.
- ^أبتصالح المنجد، دروس الشيخ صالح المنجد، صفحة 20. بتصرّف.
- ^أبتمجدي الهلالي، نظرات في التربية الإيمانية، صفحة 13. بتصرّف.
- ↑رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3165 ، إسناده صحيح.