
نُقدم إليك عزيزي القارئ عبر مقالنا اليوم من موسوعة قصص قصيرة مُعبرة عن الحياة ، فن القصة القصيرة من الفنون الأدبية العظيمة التي تأخذنا معها إلى مكان أخر مع تخيل الأحداث والمشاهد، والقصة لابد وأن يكون لها بداية، وسط، نهاية، مع إضافة الصراع والعقدة والحبكة الدرامية لكي تكون مكتملة الأركان، وقد تكون القصة اجتماعية، رومانسية، خيال علمي، رعب، فانتازيا، بوليسية ، أو غير ذلك، وربما تكون خيالية، أو مستوحاة من أحداث حقيقية.
 وبشكل عام القصص يكون بها عبرة وموعظة ودرس مُستفاد لابد من تطبيقه في حياتنا، ولذلك أخترنا لكم قصتين مختلفتين عن الحياة.
قصص قصيرة معبرة عن الحياة
قصة ذكاء طفل
في أحد الأيام ذهب شاب لمحل بقالة وأثناء شرائه لبعض المستلزمات، همس له صاحب المحل، بأن الولد القادم عليهم من بعيد هو أغبى طفل بالعالم، وأنه سيثبت صحة هذا الكلام، ووقف صاحب المحل، ووضع 20 فلس بيده، وباليد الأخرى وضع درهم واحد، فطلب من الولد أن يختار مبلغ منهم، وعلى الفور اختار العشرين فلساً، ثم رحل عنهم.
وهنا نظر صاحب المحل للشاب، وقال له أرأيت ما حدث ففي كل يوم اعرض عليه العشرين فلساً، والدرهم ولا يأخذ سوى الـ 20فلس، قولت لك أنه أغبى مخلوق على هذه الأرض، فذهب الشاب وراء الطفل بدافع الفضول، وسأله لماذا يفعل ذلك، فقال لأن ببساطة إذا أخذت منه الدرهم ستنتهي اللعبة، وأنا أريد أن تستمر بيننا، وهنا نتعلم درس هام للغاية وهو عدم الاستهانة بذكاء الآخرين، لأن من يفعل ذلك شخص غبي وأحمق.
قصة الرجل الكسلان
كان هناك رجل كسول للغاية، ولا يُحب العمل، وكثيراً ما كانت زوجته تحثه على العمل، ولكنه كان لا يستجيب، ويرحل عن المنزل، ولا يوفر الأموال والطعام لأبنائه وزوجته، وبإحدى الليالي قرر ترك المنزل وذهب لأطراف القرية، وجلس أسفل شجرة الصفصاف، وأخذ يتأملها من كل جانب، حتى أن بعض الناس اعتقدوا أنه يتحدث معها، من كثرة مكوثه أسفل منها.
وبإحدى الأيام أخذت الشجرة تتحدث مع الرجل وتوبخه بكلماتها لأنه لا يعمل كالرجال الآخرين، ولا يقوم بأي أعمال مُفيدة، فشعر الرجل بالخجل الشديد، وقرر باليوم التالي أن يذهب للبحث عن وظيفة، وقرر أن يذهب للحكيم ليُعالجه مما هو مُصاب به من كسل شديد، وهنا دعت الشجرة له بالتوفيق وصلاح الأحوال، وقالت له يُخبر الحكيم بأن لديها مُشكلة معينة تجعل المياه لا تصل للجذور، ولا تعرف ما حل هذه المشكلة.
مشكلة الذئب
وجاء الليل وبدأت الذئاب تعوي، والكلام تنبح، وهنا جاء ذئب أجرب، وجلس عند الشجرة وحكت له عن مشكلة الرجل الكسلان، وأنه سيذهب للحكيم، فذهب الذئب بسرعة للرجل ليلحق به، ويطلب منه أن يقول للحكيم بأنه يُعاني من حكة بجسمه وتجعله لا ينام.
مشكلة السمكة
أكمل الرجل سيره وحينما وصل للنهر جلس على ضفافه في انتظار وصول أي مركب، ورأى سمكة كبيرة تقفز من المياه للشاطئ، وما أن تمر دقائق معدودة حتى تعود مرة أخرى للنهر، واستمرت هكذا لوقت طويل، فحاول أن يتساءل الرجل عما بها فقالت أنها لا تحب المياه، أو البر، ومُصابة بهذا المرض منذ زمن، وعندما علمت بأن الرجل سيذهب للحكيم طلبت منه أن يسأله عن علاج ما بها.
ووصلت المركب، وركب الرجل، وظل يردد المشاكل التي سيتحدث عنها مع الحكيم.
عودة الرجل لقريته
وصل الرجل للقرية مرة أخرى بعد أن علم من الحكيم أن الأرزاق بيد الله، وأن كل شئ يسعى إليه الإنسان سيأتي لا محالة، وأنه لا يجب تأخير الأعمال للغد، ويبدأ في ترك كل ما فاته، ثم عرض مشكلات الشجرة، والذئب، والسمكة.
وفي طريقه للقرية مر على السمكة فقال لها أن تتقيأ بما تحويه ببطنها، وستعود لطبيعتها ، وبالفعل تقيأت السمكة بقوة فخرج من فمها جوهرة كبيرة ونفيسة، فقالت للرجل أنها له، ولكنه رفض وقال أن رزقه ينتظره.
ثم ذهب للشجرة فقال لها أن هناك صخور أسفل منها ولابد من إزالتها لأنها تمنع وصول المياه، وفرحت الشجرة بالفرحة لأنها وجدت حل لمشكلتها، وطلبت منه أن يحفر أسفلها لمساعدتها، وبدأ بالحفر بالمساء، ووجد أسفل الشجرة الكثير من الذهب، وهو من كان يمنع وصول المياه للجذور، فطلبت الشجرة من الرجل أن يأخذ هذا الكنز لأنه حقه، ولكنه رفض، وقال أن رزقه بانتظاره.
ثم سأله الذئب عن حل مشكلته فقال له أن علاجها سيكون بتناول كبد إنسان لا يستطيع أن يُميز الضار من النافع، ولا يعرف الفرق بين الخطأ والصواب، وهنا أنقض الذئب على هذا الرجل، وبدأ في نهش لحمه، ووصل لكبده واستطاع أن يأكله كاملاً، وبعد ذلك تركه وهو جثة هامدة، وهنا نتعلم أن الشخص الغبي يُسبب الضرر لنفسه وللمحيطين به.
