قصص مثيرة للإلهام تحكي نجاح 7 روَّاد أعمال

يحلم كلّ الناس بأن يغادروا مكاتبهم، وأن يقضوا أيامهم عوضاً عن ذلك في مكانٍ ما على شاطئ البحر، إذ سواءً كنت تعمل مع مديرٍ كثير التذمُّر، أم تشكو من ثقافة عملٍ تحطِّم المعنويات؛ تُعَدُّ فكرة التخلُّص من ذلك كلِّه وتقرير مصيرك بيديك، فكرةً مغريةً جدَّاً؛ لكن من الغريب أنَّ العديد من الناس ما زالوا يعتقدون بأنَّك تحتاج إلى شهادةٍ في التسويق وإدارة الأعمال حتَّى تَشُقَّ طريقك وحدك. اقرأ معنا هذه القصص المثيرة للإلهام التي تحكي نجاح سبعةٍ من روَّاد الأعمال شقوا طريقهم بأنفسهم.

Share your love

ثبَّطَت فكرة أنَّ النجاح في العمل لا يمكن إلَّا من خلال امتلاك المال ومجموعةٍ من المؤهِّلات. ملايين الأشخاص الذي يسعون إلى دخول عالم ريادة الأعمال، حتَّى في السنوات الأخيرة التي صار بإمكان أيِّ شخصٍ فيها أن يجني المال عن طريق الإنترنت.

يُعَدُّ هذا كلاماً فارغاً بكلِّ تأكيد، وبإمكاننا أن نثبت ذلك، إذ ثمَّة ما لا يُعَدُّ ولا يُحصَى من الأمثلة عن رجالٍ ونساء شبَّانٍ وكبار تغلَّبوا على الفقر وضعف التعليم والافتقار التامِّ للخبرة في العمل، وحقَّقوا النجاح؛ فإذا كنتَ مستعدَّاً لاتِّخاذ خطواتٍ جريئةٍ وتريد البدء، فتوقَّف عن البحث، واقرأ معنا هذه القصص المثيرة للإلهام التي تحكي نجاح سبعةٍ من روَّاد الأعمال:

1. قصة نجاح صوفيا أموروسو (Sophia Amoruso):

قصة نجاح صوفيا أموروسو (Sophia Amoruso)

عملَت أموروسو -التي أُصيبَت باضطراب فرط النشاط وقلَّة التركيز (ADHD) في سنٍّ مبكرة، وتركَت المدرسة نتيجةً لذلك- خلال أولى سنوات حياتها في وظائف غريبة، مثل: عاملة مطعم؛ وانتقلَت بعد طلاق والديها إلى ساكرمنتو في ولاية كاليفورنيا، حيث ذكرَت أنَّها كانت تعتمد على التنقُّل مجاناً برفقة السيارات العابرة والسرقة.

لكنَّ الفتاة التي تعود أصولها إلى مدينة سان دييغو تمكَّنَت في عام 2006 من الحصول على فرصةٍ للنجاح حينما بدأت بيع الثياب وأغراضٍ أخرى عن طريق حسابها على موقع (eBay)، مُستخدمةً اسم (Nasty Gal Vintage)، وقد ارتفعَت المبيعات لاحقاً من 223 ألف دولارٍ في عام 2008، إلى حوالي 23 مليون دولارٍ في عام 2011؛ ممَّا جعل صحيفة نيويورك تايمز تُطلِق عليها لاحقاً لقب “سندريلا التكنولوجيا”.

ألَّفَت أموروسو كتاباً يحكي تجاربها (حوَّلتُه نيتفليكس لاحقاً إلى مسلسل)، وعلى الرغم من أنَّها تركَت لاحقاً منصب المدير التنفيذي في (Nasty Gal)، إلَّا أنَّ الشركة جنَت 20 مليون دولارٍ من خلال بيعها إلى شركة (Boohoo) العملاقة؛ وأسَّسَت أموروسو في عام 2017 شركة (Girlboss Media)، وهو موقعٌ إلكترونيٌّ موجَّه إلى النساء اللواتي يبلغن من العمر 16-30 عاماً.

2. قصة نجاح كيفن بلانك (Kevin Plank):

قصة نجاح كيفن بلانك (Kevin Plank)

نجح بلانك -المتخرِّج حديثاً من الجامعة- بابتكار نموذجٍ أوَّليٍّ لفانيلة تمتصُّ العرق، وذلك باستخدام الأموال التي جناها من بيع الزهور في الكلية، إضافةً إلى مجموعةٍ من قروض العمل، والبطاقات الائتمانية، ومدَّخراتٍ أخرى؛ وقد كان يدير مشروعه الفَتيَّ من منزل جدَّته في مدينة جورجتاون، وبعد أن قرَّر أن يسمِّيه (Under Armour)، استثمرَّ الشاب الذي تعود أصوله إلى ميريلاند علاقاته مع فريق كرة القدم في الكلية لجذب الانتباه إلى منتجه. لكنَّ بلانك لم يستخدم أموال الشركة كلِّها لنشر إعلانٍ في مجلة (ESPN) إلَّا في عام 1999، وهذا جعل مصيره يتغيَّر حقَّاً، فبفضل الإعلان بدأت فِرَق الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية والرياضيُّون يشترون منتَج (Under Armour) بكمِّيَّاتٍ كبيرة؛ ممَّا جعل قيمة المبيعات تتجاوز المليون دولار.

استمرَّت الشركة في النمو منذ ذلك الحين، وانتقلَت إلى عديدٍ من الأسواق، وأثبتت أنَّها شركةٌ بارزةٌ في مجال بيع الألبسة الرياضية؛ ولازال بلانك المدير التنفيذي، وهو يشرف حاليَّاً على 20 ألف موظَّف، إضافةً إلى أنَّ قيمة العائدات السنوية تبلغ 5 مليار دولار.

3. قصة نجاح جان كوم (Jan Koum) مؤسس واتساب:

قصة نجاح مؤسس واتساب جان كوم (Jan Koum)

انتقل جان كوم الذي وُلِد في الاتحاد السوفييتي مع والدته وجدَّتِه إلى كاليفورنيا في عام 1992، حيث أتاح برنامج دعمٍ اجتماعيٍّ أطلقته الولاية للعائلة الحصول على منزلٍ صغير.

عمل رائد الأعمال الشاب في التنظيف في متجر بقالةٍ حينما كان يبلغ من العمر 16 عاماً حتَّى يساعد والدته، وبعد أن تعلَّم البرمجة بنفسه، عمل مهندس بُنيةٍ تحتيةٍ لمدة 9 سنواتٍ مع شركة ياهو؛ لكنَّ ساعة السَّعد بالنسبة إلى كوم كانت في عام 2009، حينما أدرك الإمكانات التي يتمتَّع بها متجر التطبيقات الخاص بـ “آبل”، والذي كان جديداً في ذلك الحين.

صمَّم الشاب المُبدع تطبيق واتساب بعد أسبوع، مستثمراً القدرة على ترويج التطبيقات عبر هواتف الآيفون، وجاعلاً التطبيق بديلاً عن الرسائل النَصِّيَّة القصيرة التقليدية؛ وقد لفتَ التطبيق اهتمام مارك زوكربيرغ في عام 2014، واستحوذَت فيسبوك على واتساب مقابل 19 مليار دولار، وعُيِّن كوم في مجلس إدارتها. وعلى الرغم من أنَّ كوم تخلَّى عن دوره في نيسان عام 2018، فاقداً بذلك أسهماً تُقدَّر قيمتها بمليار دولار؛ إلا أنَّ قيمة الأموال التي جمعها شخصيَّاً من خلال أعماله تُقدَّر بأكثر من 9 مليار دولار.

4. بيير أميديار (Pierre Omidyar):

قصة نجاح بيير أميديار (Pierre Omidyar)

بعد أن قضى معظم العقد الثاني من عمره متنقِّلاً بين العديد من وظائف تطوير البرمجيات، بدأ أميديار المولود في باريس العمل على تصميم موقعٍ بسيطٍ للمزادات في عام 1995، وسمَّاه (Auction Web)، واستخدمه في البداية لبيع مقتنياته الشخصة التي لم يَعُد يرغب فيها؛ لكن حينما أدرك الطلب الذي من المُحتمَل أن تلقاه منتجاتٌ يبدو أنَّها عديمة النفع، بدأ الموقع بالنمو، وبدأ عدد التعاملات التي تُعقَد عبر الموقع خلال بضع سنوات يزداد ازدياداً خارجاً عن السيطرة، فحوَّل أميديار مشروعه إلى شركةٍ سمَّاها لاحقاً (eBay).

عُرضَت الشركة في عام 1998 علناً للاكتتاب؛ ممَّا جعل أميديار مليارديراً بين ليلةٍ وضحاها، وقُدِّرَت ثروته الشخصية في عام 2018 بأكثر من 11 مليار دولار، لا تزال (eBay) شركةً ناجحةً تجني كمَّاً كبيراً من الأرباح، على الرغم من أنَّ أميديار أسَّس منذ ذلك الحين عدداً من المشاريع المختلفة.

من المعروف أيضاً أنَّ أميديار يُحبُّ عمل الخير، وقد عمل مُنتِجاً مُنفِّذاً لعدة أفلامٍ أنتجتها هوليوود.

5. ريتشارد برانسون (Richard Branson):

قصى نجاح ريتشارد برانسون (Richard Branson)

لا تكتمل أيُّ قائمةٍ من قوائم قصص الشركات الناشئة المثيرة للإلهام إذا لم تضمَّ اسم ريتشارد برانسون. أُصيب برانسون -الذي يبدو أنَّه جرَّب خلال الـ 40 سنة الماضية حظَّه في كلّ طريقٍ ممكن من طرق الاستثمار (ونجح فيها)، وهذا إنجازٌ لا بأس به بالنسبة إلى شخصٍ قدَّم أداءً ضعيفاً في المدرسة- بـ “عُسر القراءة”، وأسَّس بعد ذلك أول مشاريعه الذي أُطلِق عليه اسم (Virgin).

لحسن الحظ، حقَّق مشروعه الأوَّل هذا أرباحاً طائلةً في ستينيات القرن الماضي من خلال إنتاج التسجيلات الموسيقية وإعادة بيعها؛ وقد تمكَّن برانسون في عام 1971 إلى جانب إدارة مجلة (Student) المعروفة من افتتاح متجر تسجيلاتٍ في لندن، واستخدم بعد ذلك الأرباح التي جناها من المشروع لتأسيس شركة (Virgin Records)، حيث عمل مع العديد من الفنانين الذين أجرى معهم سابقاً مقابلاتٍ في مجلة (Student)، مثل: فرقة ذا رولينج ستونز.

صنع برانسون منذ ذلك الحين منتجاتٍ وقدَّم خدماتٍ رائدةً في السوق في مجالات الطيران والإعلام والمشروبات والنقل بالسكك الحديدية، إلى جانب العديد من المجالات الأخرى؛ وتُقدَّر قيمة ثروته الشخصية بنحو 4.9 مليار دولار، وهو يحاول دائماً استثمار الأرباح التي يجنيها في مشروعٍ ما في مشاريع أخرى.

6. جاي-زي (شون كارتر Shawn Carter):

قصة نجاح جاي-زي (شون كارتر Shawn Carter)

على الرغم من أنَّ جاي زي -اسمه الحقيقي شون كارتر- يشتهر أكثر بأعماله الموسيقية، إلَّا أنَّ الشاب الذي تعود أصوله إلى نيويورك أبدى خلال مشواره المهني تمتُّعه بمجموعةٍ واسعةٍ من الصفات التي تميِّز روَّاد الأعمال.

حينما لم يتمكَّن كارتر من إبرام صفقةٍ هامَّةٍ لبيع تسجيلاته، باع في البداية نُسَخاً منها عبر سيارته قبل أن يشارك في تأسيس شركة تسجيلاتٍ خاصةٍ في عام 1995؛ وقد أتاح له النجاح الذي حقَّقه لاحقاً في مجال الموسيقى استثمار المال في مجموعةٍ متنوِّعةٍ من المشاريع التجارية، منها: شركات ألبسة، وعقارات، ونوادٍ ليلية، وحتَّى وكالاتٌ لإدارة المشاريع الرياضية، حيث مَثَّلَ عدة رياضيين بارزين.

على الرغم من أنَّه استمرَّ في إنتاج الموسيقى والتجوُّل بكثرة، إلَّا أنَّ استثمارات كارتر وشركاته تمثِّل جزءاً كبيراً من ثروته التي تُقدَّر قيمتها بحوالي 900 مليون دولار، بينما يُقال أنَّ قيمة المشاريع التي تمتلكها زوجته المغنية “بيونسيه” في عالم ريادة الأعمال تبلغ 350 مليون دولار.

7. جاك ما (Jack Ma) مؤسس مجموعة علي بابا الصينية:

قصة نجاح جاك ما (Jack Ma) مؤسس مجموعة علي بابا الصينية

حينما يتعلَّق الأمر بالإصرار، فلا يمكن لأحدٍ أن يُجاري “جاك ما”؛ إذ بعد أن تخرَّج في عام 1988 من الجامعة التي رُفِض من قبلها أربع مرَّاتٍ قبل ذلك، واجه الشاب الذي ترجع أصوله إلى مدينة هانجزو صعوبةً في العثور على عمل، ورفضته أكثر من 30 شركة، من ضمنها: شركة (KFC)؛ كما قوبلَت جميع طلباته الـ 10 التي تقدَّم بها لإكمال الدراسات العليا في كلية هارفارد للأعمال بالرفض.

لكن في رحلةٍ أجراها إلى الولايات المتحدة في عام 1995 لزيارة أحد أصدقائه، حالف الحظ أخيراً جاك ما، إذ بعد أن تعرَّف إلى الإنترنت، تمكَّن من جمع 20 ألف دولارٍ لتصميم دليلٍ إلكترونيٍّ خاصٍّ بالشركات الصينية، وتولَّى تنفيذ مشاريع إضافيةً لتطوير عدة مواقع إلكترونيةٍ تابعةٍ لشركاتٍ صينيةٍ ومنظماتٍ حكومية.

عاد جاك ما إلى الصين في عام 1999، وأسَّس سوق “علي بابا” الإلكتروني، الذي جمع لاحقاً 25 مليار دولارٍ مثلما يُظهر العرض الأولي للاكتتاب العام الذي أُجري في عام 2014، وهو أعلى رقمٍ تصل إليه شركةٌ طُرِحَت أسهمها للاكتتاب العام.

يُعَدُّ جاك ما الآن واحداً من أغنى الرجال في العالم، حيث تُقدَّر قيمة ثروته الشخصية بنحو 45 مليار دولار، في حين تُعَدُّ مجموعة علي بابا مسؤولةً عن 9 شركاتٍ فرعيَّةٍ كبيرة، من ضمنها: شركة علي إكسبرس ذائعة الصيت.

يستطيع أيُّ شخص أن يبني قصَّة نجاحه الخاصَّة من الصفر؛ لكنَّ جميع روَّاد الأعمال هؤلاء لديهم قاسمٌ مشترك: الإصرار. بغض النظر عن مستوياتهم التعليمية، أو الموارد المُتاحة لهم، أو مجالات العمل التي جمعوا من خلالها ثرواتهم؛ نال هؤلاء فرصهم من خلال العمل الجاد، والإيمان بالنفس، وقدرٍ غير ضئيلٍ من الموهبة التي تنطوي على الإبداع.

لذا، إذا كنت تؤمن أنَّ بإمكانك أن تفعل الشيء نفسه، فما الذي يمنعك من ذلك إذاً؟ يُعَدُّ البدء بعملٍ خاصٍّ أمراً بسيطاً، وقليل التكلفة مثلما كان في جميع الأوقات؛ لذلك لا وقت أفضل من الآن للسعي إلى ذلك، إذ يمكن مع قليلٍ من الحظ أن ترى اسمك مستقبلاً ضمن هذه القائمة.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!