
عمان- الغد- تقول مؤسّسة شركة “بتر بزنس” لتطوير السلوك المؤسسي، عبير قمصية، إن علينا تكرار المحاولات لجعل الناس يتقبلون أفكارنا، فأي فكرة تحتاج للإعادة أمام الآخرين 6 مرات بطرق مختلفة، حتى يتم قبولها.
وبينت قمصية للطلاب، خلال جلسة لحملة قادة الأعمال التي تنفذها مؤسسة “إنجاز”، عبر الانترنت بسبب ظروف جائحة كورونا، إن عليهم الاجتهاد في الدراسة وتغيير المهارات، سعيًا لتحسين المستقبل، فهي خريجة مدرسة حكومية، وبات الآن لديها شركتان، إضافة إلى “بتر بزنس”، التي أسستها العام 2003 والتي تعنى بتطوير السلوك المؤسسي والتدريب، وأصبحت موردًا رئيسيًا لبرامج تطوير المؤسسات والشركات الكبرى في الشرق الأوسط؛ إذ تقدم اليوم خدمات كبيرة ومهمة في تطوير الشركات في الأردن والعالم.
وتؤكد قمصية أهمية الفريق لبناء عمل أفضل، فالإنسان لا يستطيع النجاح وحده، فهناك من هم أفضل منه في مهارات مختلفة، مشيرة إلى أن مشكلة المجتمعات العربية بالتوظيف السريع والطرد البطيء.
وتحدثت قمصية للطالبات، عن 5 مفاتيح للنجاح، والتي تنجح في مختلف مفاصل الحياة، وهي أولا، التركيز على المكان الذي تستطيعين السيطرة عليه (دائرة التأثير الخاصة بك) مثل الدراسة، أو مساعدة الآخرين، وثانيًا، التعلم من تجارب الآخرين، والاستفادة من التكنولوجيا والإنترنت، وثالثًا، الابتعاد عن السلبيين والسلبية، فهي على سبيل المثال “كان حولها محبطون، لكن لم تستمع لهم”، أما المفتاح الرابع للنجاح، فهو وضع الأهداف، “منذ عمر صغير كنت ألعب شركات، وحلمي وهدفي أن أكون مديرة شركة، وأخيرًا، تطوير النفس باستمرار، التعلم عبارة عن حياة، فنحن نتعلم كل يوم في حياتنا”.
وتقول قمصية “إن الإنسان يستطيع صنع مستقبله، وعليه أن يتنافس مع نفسه”، مشيرة إلى أن الهدف إذا لم يكن مكتوبًا فهو مجرد حلم، وهي تؤمن بقدرة السيدات، مشيرة إلى أهمية الدعم ممن حول الشخص، “أبي وأمي وزوجي دعموني”، في ظل أن هناك عددًا كبيرًا من الناس حتى بعد 3 شركات ما يزالون محبطين، خصوصًا من ناحية عدم القدرة على التوفيق بين العمل والبيت، علمًا أن الأولاد والعمل ليسا في الميزان نفسه، فكل منهما له واجباته واهتماماته، فهي لديها عمل وابنتان، وعضوية في مجالس إدارة شركات عدة.
وتشير إلى أهمية تقييم الذات، من خلال أدوات عدة بعيدًا عن جلد الذات، فهي واجهت صعوبات في تأسيس شركتها عندما لم يرغب شريكها الأول باستكمال خطوة التأسيس، فاستدانت مبلغ التأسيس، من ثم بدأت الشركة بالوقوف على قدميها والمضي قدما.
وتبين قمصية، أن الريادة صعبة، لكنها ممتعة وتعطي نتائج جميلة، في حين سألت الطالبات عن المستقبل، مشيرة “كلنا لدينا طموحات، لكن نسبة عمل المرأة في الأردن منخفضة جدًا، وعلينا البناء على نقاط القوة فينا، لمعرفة شغفنا، وما الأشياء التي نحبها والعكس صحيح، وعلى الإنسان اللحاق بشغفه”.
وتقول قمصية، إنها درست إدارة الأعمال في الجامعة الأردنية، وفي بعض الأحيان، تتمنى لو درست الطب، على الرغم من حبها لعالم الأعمال، مبينة أن شركاءها في الشركة طبيبا أسنان، وهما الآن يقدمان استشارات للناس.
دخلت قمصية سوق العمل من بوابة أرامكس؛ حيث عملت خمسة أعوام، وهي الشركة التي تعملت منها ولها عليها فضل كبير، “بدأت بأقل الوظائف والأجور، ثم أصبحت مديرة التسويق الإقليمية للشرق الأوسط”.
هذه القفزات سببها أهمية الوقت بالنسبة لقمصية، لذا فهي تتعلم كل يوم شيئاً جديدًا يساعدها على إثبات ذاتها.
وتبين قمصية، أن جائحة كورونا أثرت على أعمالهم، بشكل كبير، فهم شركة تدريب، وتوقفت كل العقود في بداية الأزمة، ثم “شحذنا الهمة وأصبح كل عملنا أونلاين بالتعب والاجتهاد والتفاؤل والإيجابية، وعادت العقود بل وزادت”. ونصحت الطالبات: آمنّ بأنفسكن لتصلن للنجاح ولا تدعن أي شيء يقف عائقًا في طريقكن”.
يذكر أن حملة قادة الأعمال هي أحد برامج مؤسسة “إنجاز” التي أطلقتها العام 2008 تحت رعاية الملكة رانيا العبد الله، وتنفذها “إنجاز” للعام الثالثة عشر على التوالي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والقطاع الخاص الأردني، وتم إطلاق الحملة هذا العام بالتعاون مع مشروع دعم الفرص الاقتصادية للمرأة في الأردن LEAP التابع للحكومة الكندية، وبشراكة إعلامية مع صحيفة الغد وراديو هلا.