قم بهذه الأمورِ الخمسة لتحظى بحياةٍ عاديّة غير استثنائية

إنَّ عيشَ حياةٍ استثنائيةٍ أمرٌ صعبٌ بالتأكيد، ويجب أن نعي أنَّ الحظ لا يحالِفُ الجميع في ذلك؛ فإذا كُنت ترغبُ في التخلّي عن ذلك والاستمتاع بالحياة فقط، فعليكَ التوقُّف عن خوض أعنف المعارك للوصول إلى مُبتغاك. إليكَ بعض الطرائق المؤكَّدة للنجاح في تجنُّب تحديات الحياة المُزعجة وعيش حياةٍ اعتيادية.

Share your love

غرقت سفينةُ أوديسيوس ووقعَ في الأسر قبلَ أن يُرسَلَ إلى السجن، وحاول مجموعةٌ من خصومه اختطافَ زوجته وسلبَ ثروته، ثمَّ حاكوا مؤامرةً لقتل ابنه. حصلت كلُّ هذه الأحداث في الفصول الأولى من الملحمة فقط.

لكن، ما الدرس الذي يجب أن نتعلَّمه من هذه الملحمة؟

إنَّ عيشَ حياةٍ استثنائيةٍ أمرٌ صعبٌ بالتأكيد، ويجب أن نعي أنَّ الحظ لا يحالِفُ الجميع في ذلك؛ فإذا كُنت ترغبُ في التخلّي عن ذلك والاستمتاع بالحياة فقط، فعليكَ التوقُّف عن خوض أعنف المعارك للوصول إلى مُبتغاك.

إليكَ بعض الطرائق المؤكَّدة للنجاح في تجنُّب تحديات الحياة المُزعجة وعيش حياةٍ اعتيادية:

1. توقَّف عن التحدُّث إلى أشخاصٍ جدد:

يمتلك الأشخاص وفرةً من الأفكار الجديدة والمُثيرةِ لإلهائكَ عن حياتك وأعمالكَ؛ ورغم أنَّ العمل بناءً على أفكارك السابقة نفسها قد لا يساعدك على التقدُّم سريعاً، لكنَّ إقامةَ علاقاتٍ جديدةٍ يعدُّ مَضيعةً للوقت، وأنت شخصٌ مشغولٌ في الوقت الحالي.

يجبُ أن تكونَ على يقينٍ أنَّكَ إذا أردتَ أن تُحقِّقَ تقدُّماً مُذهِلاً، فعليكَ الالتزام بخوضِ ثلاث محادثاتٍ كلَّ أسبوعٍ مع أناسٍ جدد؛ لذا استخدم مواقع مثل: “لينكد إن” (Linkedin)، و(Meetup.com)، و(TenThousandCoffees.com)؛ لإيجاد حلفاءَ أو شُركاءَ ومُرشدين في مجال عملك.

يَعْتَقِدُ “كيث فيرازي” (Keith Ferrazzi) -مؤلِّف كتاب الأعمال الكلاسيكي “لا تأكل بمفردك أبداً” (Never Eat Alone)- أنَّ التواصل مع الناس أحد أهمِّ مهارات الحياة، ويقول: “يُؤسِّس الناس غالباً أعمالاً تجاريةً مع الأشخاص الذين يحبِّونهم ويعرفونهم”.

لذا ابدأ التحدُّث مع الغرباء، واطرح عليهم أفكارك وتحدِّياتك، واسألهم عن أفكارهم وتحدِّياتهم؛ حيثُ يمكن أن تساعدك وجهات النظر الجديدة على تخطِّي أكبر العوائق، والتعرُّف على شخصٍ يختصرُ عليك سنواتٍ من الوقتِ والجهد لتصل إلى مُبتغاك.

كما يقول “ألبرت أينشتاين” (Albert Einstein): “الجنون هو أن تقوم بالأمر ذاته مراراً و تكراراً، متوقِّعاً نتائج مُختلفةً في كلِّ مرَّة”.

2. لا تُضِع وقتك في القراءة:

إنَّ الأفكار أقلُّ كفاءةً مقارنةً بالأفعال، حيثُ سيؤدِّي ازدحام رأسك بالأفكار إلى إثقال دماغك ومعنك من القيام بالعمل؛ لذا من الأفضل مواصلة الفعل لا اجترار الأفكار.

لا يُمكن لخبراتِ الآخرين -التي حصلوا عليها بشقِّ الأنفس- منافسة قيمة تجربتكَ الخاصة مهما كانت ضحلةً؛ كما لا يُمكن للحكمة الرائجة بخصوصِ الأعمال في القرن الواحد والعشرين، والمتمثِّلة بأنَّ الفشلَ أمرٌ جيِّد؛ أن تكون خاطئة.

لكن في جميع الأحوال، فإنَّ الحقيقة نقيضُ ما سبق، وإذا أردتَ أن تختصر الطريق نحو الفشل، فيجب أن ترمي بحملك على الآخرين.

تؤثِّرُ القراءةُ على وقتكَ الاجتماعي؛ لكن ماذا لو احتوى الكتاب القادم على فكرةٍ تمكِّنكَ من جني ثروةٍ كبيرة؟

يجبُ أن تعرف أنَّ معظم القادة قُرَّاءٌ نهمون في واقع الأمر. يقول “جيم رون” (Jim Rohn): “تعدُّ القراءة أمراً حاسماً بالنسبة إلى من يسعون إلى الارتقاء والخروج عن المألوف”.

يُمضِي “وارين بافيت” (Warren Buffett) ثمانين في المئة من وقته كلَّ يومٍ في القراءة، ويقرأ “بيل غيتس” كتاباً كُلَّ أسبوع، وهؤلاء الأشخاص ليسوا استثناءاً؛ إذ أجرى “ستيف سيبولد” (Steve Siebold) مقابلاتٍ مع 1200 شخصاً من الأثرياء، وكان وجه التشابه بينهم جميعاً أنَّهم قُرَّاءٌ نهمون.

3. أخبِر نفسك أنَّك تستحق ساعةً أخرى لمشاهدة التلفاز:

إنَّ 24 ساعةً من الزمن وقتٌ طويلٌ كلَّ يوم، حيثُ نقضي ثمانيةَ ساعاتٍ من اليوم في النوم، وثمانية ساعاتٍ أخرى للقيام بالعمل الشاق؛ ثمَّ تقضي بقية الوقت في القيام بواجباتٍ مثل: التنقُّل، والطَّبخ، والاستحمام.

لكن ألا يجب أن تحظى ببعض الوقتِ لراحتك؟ إنَّ تلك الساعة التي تقضيها في مشاهدة نيتفلكس (Netflix) مع تناول البوشار، ساعةٌ مُقدَّسةٌ لا تُفوَّت؛ وإذا كُنتَ تجد أنَّ ساعةً من الوقت تشعرك بالارتياح، فتخيَّل كم ستكون سعيداً لو قضيت ساعتين أو ثلاثة في هذا النعيم.

عندما تعيد شحن طاقتك، تستطيع تأسيس عملك الإضافي؛ فأنتَ لا تستطيع القيام بعملٍ ذي جودةٍ عاليةٍ عندما تشعر بالتعب، فلمَ الاستعجال؟

لكن مع ذلك، هذا بالضبط ما يفعله الأشخاص الاستثنائيون، فهم يُثبتون وجودهم عندما يشعرون بالتعب والإجهاد، ويُبادرون إلى العمل عندما يتقاعس الجميع؛ لأنَّهم يعلمون أنَّ الألم الوحيد يكمن في الشعور بالرهبة قبل البداية.

عليكَ أن تبدأ وتتصف بالثباتِ والاستمرارية لتتحاشى التسويف؛ وكما يقول الكاتب “نيل فيوري” (Neil Fiore): “ركِّز على البداية، لتجدَ أنَّ النتائج تظهرُ بسلاسة”.

التزم بالحدِّ الأدنى، فمثلاً: اعمل لمدة خمس دقائق، أو اكتب جملةً واحدة، أو مارس تمريناً واحداً فقط كلَّ يوم.

يجبُ أن تعرفَ أنَّ الجميع يستطيعُ تخطِّي حاجزٍ مُنخفض، حتَّى لو كان مُجْهِداً بشكلٍ كبير؛ فالبداية هي المفتاح، حيثُ ستجد فيما بعد أنَّ تلك الدقائق الخمسة ربَّما تحوَّلت إلى خمسين دقيقة، وأنَّ العمل لم يكن مثيراً للاشمئزاز كما ظننته قبل أن تبدأ.

4. لا تذهب إلى النادي الرياضي؛ فأنت تحتاجُ إلى الراحة:

إنَّ التمرينات الرياضية مُرهقةٌ جداً، حيثُ يسبِّبُ رفع الأثقال تمزقاتٍ مجهريةً تسبِّبُ لك الألم لمدَّةِ ثلاثة أيّامٍ متتالية؛ كما أنَّ الجري مسافةَ خمسة أميالٍ كفيلٌ بأن يشعرك بالألم. لا يهمُّ إن ساعد هذا الألم عضلاتك على أن تصبح أقوى، فالألم يبقى ألماً، وإنَّه أمرٌ ترغب في تَجَنُّبه مهما كلَّف الثمن.

عليكَ أن تعلمَ أيضاً أنَّ التمرينات الجسدية أفضل من القهوة لتعزيز الطاقة؛ لأنَّها تمدُّ الخلايا بالأوكسجين والمواد الغذائية، وكما يقول المدرِّب الشخصي “جون خواكيم” (Jon Joachim): “تساعدك التمرينات الرياضية على ضبط مستويات الكورتيزول، بالإضافة إلى تعزيز الطاقة، والذي يقلِّلُ بدوره من حدَّةِ التَّوتُّر؛ كما تُساعد الدماغ على التركيز وتجنُّب الإجهاد”.

5. لا تُحفِّز نفسك:

يقود الكبرياءُ إلى السقوط، ويمكن أن تؤدِّي الثقة المفرطة إلى اختيار أسوأ الخيارات؛ لذا لا تغترَّ بنفسك.

لا يستطيع معظم الناس تقبُّلَ رؤية عناق الناجحين، وإذا أردتَ الانسجام والتفاهمَ معهم؛ فلا تحاول أن تكون بارزاً، ولا تطارد طموحاتك. وعلى كل حال، فمن المُحال أن تكون أنت أحد العظماء الذين سيُغيّرون العالم.

إنَّ الكذبة الكبرى هي حين نخبر أنفسنا أنَّنا غير مُؤهلين. سأل “توني روبنز” (Tony Robbins) الجمهورَ في إحدى مُحاضراته: “من يعتقد أنَّه ليس كفؤاً بما فيه الكفاية؟”، وفي تلك القاعةِ التي تحتوي على عشرة آلاف شخصٍ من القيادييِّن، رفع 95% منهم يده.

يُمكن أن يتفوَّقَ التعاملَ بقسوةٍ مع أنفسنا على حبِّ الذَّات بكونه الطريق المباشر نحو الأداء الأفضل. تقولُ “لويز فرانكل” (Lois Frankel)، مؤلِّفة كتاب “لا تُعطَى الفتيات الجميلات مكتباً محشوراً في الزاوية” (Nice Girls Don’t Get the Corner Office): “ليس للتَّقدير العالي للذَّات علاقةٌ إيجابيَّةٌ مع النجاح فحسب؛ بل ومع القناعة والرضا أيضاً”، ويساعدنا هذا بدوره لأن “نصبح أكثر مرونةً وإيجابيِّة”، فقد حان الوقت للبدء بحبِّ أنفسنا.

أوديسا قصةٌ خياليَّة، لكنَّ الدروس التي تُستخلَص من هذه الملحمة خالدةٌ مع الزمن، فقد يحميك البقاء في المنزل من الشعور بالضيق؛ لكنَّكَ لن تصلَ إلى العظمة دون اختبار الألم.

لقد صمدت هذه القصة ثلاثة آلاف سنةٍ تقريباً؛ لأنَّ التجربة الإنسانية تتمحورُ حول التغلُّب على الصعاب، فقد عانى أوديسيوس، لكنَّهُ انتصر في النهاية.

لذا، إن كُنتَ ترغب في حياةٍ استثنائية، فعليكَ الاستمرار في تحدِّي ذاتك مهما كلَّف الأمر.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!