قيس سعيّد يؤكد للسرّاج تمسّك تونس بدعم «الشرعية» في ليبيا وسياسيون يدعون لضبط الخطاب الرسمي

تونس -« القدس العربي»: حسم الرئيس التونسي قيس سعيد الجدل الذي أُثير حول الاتصال الهاتفي الأخير مع ولي عهد أبوظبي والتصريحات الصادرة أخيراً عن وزير الدفاع حول

Share your love

قيس سعيّد يؤكد للسرّاج تمسّك تونس بدعم «الشرعية» في ليبيا وسياسيون يدعون لضبط الخطاب الرسمي

[wpcc-script type=”70ff117167ac1c795c3832fd-text/javascript”]

تونس -« القدس العربي»: حسم الرئيس التونسي قيس سعيد الجدل الذي أُثير حول الاتصال الهاتفي الأخير مع ولي عهد أبوظبي والتصريحات الصادرة أخيراً عن وزير الدفاع حول ليبيا، حيث أكد لرئيس حكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، دعم تونس لـ”الشرعية” في ليبيا، في إشارة إلى حكومة الوفاق المعترف بها دولياً، فيما دعا سياسيون ونشطاء تونسيون إلى ضبط الخطاب الرسمي في البلاد.
وكان ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، أكد -في اتصال هاتفي مع سعيّد- استعداد بلاده لمساعدة تونس في حربها ضد وباء كورونا المستجد، فضلاً عن استعدادها لإقامة مشاريع اقتصادية جديدة في تونس. وجاء “العرض الإمارات” بعد الخسائر الكبيرة لقوات الجنرال خليفة حفتر (المدعوم من الإمارات) في ليبيا، كما تزامن مع وصف وزير الدفاع التونسي عماد الحزقي لقوات حكومة الوفاق الوطني بـ”الميليشيات”، وهو ما أثار جدلاً كبيراً في تونس، حيث دعا سياسيون ونشطاء، الدولة التونسية إلى عدم الاصطفاف مع الإمارات ضد حكومة الوفاق، الطرف الوحيد في ليبيا المعترف به دولياً.
إلا أن الرئيس قيس سعيد حسم هذا الجدل عبر اتصال هاتفي مع السراج جدد فيه موقف تونس الثابت من الوضع الليبي، مؤكداً أن “تونس تتمسك وستبقى متمسكة بالشرعية، فالقانون هو المرجع وهو الأساس. وبيّن أن التصريحات التي قد تصدر غير متسقة مع هذا الموقف إما أن قد أُسيء فهمها أو رُوّج لها بهدف الإيحاء بتغير الموقف الرسمي التونسي”، وفق بيان أصدرته الرئاسة التونسية.
كما أكد سعيد، خلال الاتصال، أن الحل “لا يمكن أن يكون إلا ليبياً – ليبياً، ويعبر عن إرادة الشعب الليبي وحده، فهو صاحب السيادة، وهو الذي يقرر مصيره بنفسه بمنأى عن كل التدخلات الخارجية”. وشدد على أن “تونس وليبيا شعب واحد ومستقبلهما لا يمكن أن يكون إلا واحداً في ظل الأمن والاستقرار، كالبنيان المرصوص بشد بعضه بعضاً”.
فيما أكد السراج عمق العلاقة بين تونس وليبيا، مبيناً أن “هذه العلاقة المتينة لا يمكن أن يشوبها أي لبس”. كما أكد أن المؤسسات القائمة على الحدود الليبية هي مؤسسات حكومة الوفاق الوطني، وهي تسهر على ضمان أمن التونسيين (في إشارة إلى تصريح وزير الدفاع التونسي)، مشيراً إلى أن “حكومة الوفاق تضع كل إمكانياتها على ذمة تونس، خاصة في ظل جائحة كورونا التي انتشرت في كامل أنحاء العالم”.
وكان سعيّد استقبل، قبل اتصاله بالسراج، وزير الدفاع عماد الحزقي، حيث أكدت الرئاسة أن اللقاء تناول “الجهود التي تبذلها المؤسسة العسكرية من أجل دعم السلطات المدنية وخاصة وزارة الصحة، في جهودها الرامية إلى التصدي لتفشي فيروس كورونا في تونس”. واعتبر بعض السياسيين أنه ربما خُصص لمناقشة تصريحات الحزقي، التي أثارت جدلاً كبيراً في البلاد.
وعلّق المحلل السياسي بولبابة سالم على الاتصال الأخير بين سعيد والسراج بقوله: “قيس سعيد يتصل بفايز السراج رئيس الحكومة الشرعية، ويصلح ما أفسده وزير الدفاع .
وعلق أحد النشطاء، ويدعى بشير، بقوله: “هذا هو التخبط بعينه. لا توجد سياسة خارجية واضحة. من المفروض أن وزير الدفاع يعبر عن مواقف رئيس الجمهورية في توصيف الوضع الليبي وفي تصنيف الفاعلين الليبين. ويبدو أن وزير الدفاع لم يفهم ميزان القوى بين الأطراف المتنازعة، حيث إن سيطرة حفتر على مدينة العجيلات منذ أسبوعين جعله يعتقد بأن المنطقة الحدودية على وشك السقوط، ما عجل بذلك الموقف المتسرع وغير المدروس الذي يهدد مصالح الدولة التونسية”.
ودوّن النائب ماهر زيد: “الرئيس قيس سعيد يتصل هاتفياً بفائز السراج ويجدد له ثبات الموقف الرسمي التونسي من حكومة الوفاق الشرعية ممثلاً وحيداً للشعب الليبي، في تناغم مع الموقف الدولي. معاً نفرض إرادة شعوبنا”.
وكتب عصام الشابي، الأمين العام للحزب الجمهوري: “بعد أن اعتبر وزير الدفاع التونسي حكومة السراج غير شرعية واتهمها، في تصريح على قناة حنبعل، بدعم ميليشيات مسلحة، يضطر اليوم الرئيس قيس سعيد للاتصال بفائز السراج ليؤكد له موقف تونس الثابت من الأزمة الليبية ودعمها للشرعية في هذا البلد، ودعمها للحل السلمي، ويؤكد أن التصريحات خارج هذا السياق لا تعتبر تغييراً في الموقف التونسي. إلى متى هذه الفوضى في قيادة البلاد؟ الأمر لم يعد يحتمل التورية، ويستدعي ضبط الإيقاع قبل أن تنهار الأوضاع لا قدر الله. إنه أمننا القومي يا سادة”.
ودوّن العربي القاسمي، عضو مجلس شورى حركة النهضة: “كلّ الدّعم لموقف الرّئيس قيس سعيّد المعبّر عن موقف البلاد التّونسية. استمر على هذا النّهج وما تلقى من أحرار البلاد كان الدّعم والمساندة”.
وأضاف الباحث والمحلل السياسي د. طارق الكحلاوي: “رئيس الجمهورية يستقبل اليوم على التوالي وزيري الدفاع والخارجية، ويؤكد للأخير ضرورة التمسك “بثوابت تونس في الملف الليبي”. ثم يهاتف رئيس حكومة الوفاق السراج للتأكيد على عدم تغير الموقف الرسمي التونسي ودعم حكومة الوفاق. من الواضح أنه تصحيح للتصريحات التي قام بها وزير الدفاع التي انتقدها كثير منا. أرجو أن لا يحاول البعض استعمال هذا الأمر في تصفية حساباته مع قيس سعيد. الرجل أثبت أنه عندما يكون هناك خطأ، يحاول إصلاحه”.
وقبل أشهر، نفت الرئاسة التونسية توقيع اتفاق مع تركيا يقضي بالسماح للطيران التركي باستخدام الأجواء التونسية لاستهداف قوات حفتر، مشيرة إلى أنها لم تعقد تحالفاً مع أي من أطراف النزاع في ليبيا.

كلمات مفتاحية

Source: alghad.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!