كافر مغربي يعرض مذكراته بمعرض الدار البيضاء

إن صدور هذا الكتاب، وبيعه وتداوله، في دولة مسلمة، توصف من قبل هؤلاء بالقمعية المتخلفة التي تطبق عليهم أحكام الشريعة البربرية الهمجية، وتمنعهم من نشر أفكارهم الإنسانية الوردية البراقة، أكبر دليل على اتجار هؤلاء واسترزاقهم بهذه الشعارات، التي لاوجود لها في الواقع.

كافر مغربي يعرض مذكراته بمعرض الدار البيضاء

كافر مغربي يعرض مذكراته بمعرض الدار البيضاء
مصطفى الحسناوي – هوية بريس

مذكرات كافر مغربي، لهشام نوستكيك، تقديم سعيد ناشيد، وطبع دار الوطن، تباع في المعرض الدولي بالدار البيضاء، وإقبال كبير عليها في أول يوم، قيل أن الكتاب نفذ، لكنه لايزال يعرض اليوم.
أود تسجيل بعض الملاحظات حول الموضوع:

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏أشخاص يجلسون‏‏

قد يرى البعض في الكتاب دعوة للكفر والإلحاد، وتشجيعا له، وتطبيعا معه، لكنني لا أمانع في طبع مثل هذه الكتب وقرائتها، للوقوف على مثل هذه التجارب وتقييمها، والغوص في نفسيات أصحابها والدوافع والمبررات التي يسوقونها لتحولاتهم، ومعرفة نظرتهم للكثير من القضايا، فمثل هذه الكتب للباحث والدارس، خلاصة تجربة، تساعد في تثبيت أو نفي الكثير من الأفكار المسبقة والنظريات والفرضيات، وهي مفيدة أيضا للقارئ العادي.
طبع مثل هذا الكتاب وعرضه بمعرض كبير، بدولة يترأسها أمير المؤمنين، وترفع شعارات المالكية والأشعرية….، يفند دعاوى الاضطهاد التي يرفعها الذين يتخلون عن إسلامهم، ومنهم هشام نوستيك والأخ رشيد وسعيد بنجبلي والمئات من الملاحدة واللاأدريين والربوبيين، الذين أصبح تزايدهم يشكل ظاهرة حقيقية، تستحق الدراسة. والمتابع لهؤلاء على مواقع التواصل، سيجدهم يتعمدون رسم صورة سوداوية عن الإسلام والمسلمين عموما وعن المغرب بشكل خاص لسببين:

لا يتوفر وصف للصورة.
الأول أن دعوتهم لاتقوم إلا على إسقاط الآخر وتشويهه، ففي اعتقادهم لا إلحاد ولا ربوبية، إلا بالاشتغال على تيمة تشويه الإسلام والمسلمين، والحديث عن الاضطهاد والقمع وقتل المرتد وجلده وسحله، وكتم الأنفاس ومصادرة الرأي، وعنف مجتمع “الصلاعمة” المتخلف المريض المنفصم…. إلى غيرها من التصنيفات التي تقطر حقدا وكراهية وعنفا رمزيا خطيرا.
الثاني توظيف تلك الصورة السوداوية ومهاجمة بلادهم ومجتمعهم، لاستجداء لجوء سياسي أو إنساني، أو للحصول على شهرة وحظوة ومكانة.
إن صدور هذا الكتاب، وبيعه وتداوله، في دولة مسلمة، توصف من قبل هؤلاء بالقمعية المتخلفة التي تطبق عليهم أحكام الشريعة البربرية الهمجية، وتمنعهم من نشر أفكارهم الإنسانية الوردية البراقة، أكبر دليل على اتجار هؤلاء واسترزاقهم بهذه الشعارات، التي لاوجود لها في الواقع.
أيضا صدور هذا الكتاب، هو إشارة لمتابعيهم وأتباعهم والمتأثرين بهم، أنهم مجرد أرقام في حسابات هؤلاء، وأنهم مجرد سوق، يروجون من خلالهم بضاعتهم، فهذا البطل الملحد أو الربوبي أو اللاديني أو اللاأدري…، يبحث عن أصل تجاري، وعن جمهور يصعد على أكتافه ويروج من خلاله بضاعته، بحيث لايعود الإلحاد مسألة شخصية، أو رحلة بحثية، بل يصبح موضة وعلامة تجارية ووسيلة للكسب والشهرة، لهذا يتفنن صناع الإلحاد، في التسويق له على أنه نقيض الجهل وأن الإلحاد هو العلم وأنه رمز للانفتاح والتنوير، وأنه طريق التقدم، ويصبح حركة استقطابية تتحول إلى جماعة أو دين جديد، له قواعده وضوابطه وأتباعه ورموزه وأنصاره وخصومه وأعداؤه، رغم أنه في النهاية لايقدم أي حلول لمشاكل المجتمع ولقضاياه المصيرية، لايقدم أي نظريات علمية أو أجوبة على أسئلة المجتمع المقلقة، لايتحول الملحد بمجرد إلحاده وتحوله عن الإسلام، إلا مخترع أو مبتكر أو عالم، بل يتحول إلى أسطوانة لاجترار الكلام وبيع الأوهام واستقطاب الأتباع، والبحث عن المصلحة الشخصية، وهو يكرر كل ماينقمه على الزعيم الديني، بل يتقمص دوره وشخصيته، في الوعظ والإرشاد والإنشاء والإخبار، وامتلاك الحقيقة وادعاء الخلاص، وجلب الأتباع.

Source: howiyapress.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *