أشعر بضيق في صدري، أحس كأن بركانًا يكاد ينفجر داخلي، أريد أن أصرخ، لا أريد أن أتكلم مع أحد .. عبارات كثيرة ترددها بعض الزوجات أحيانًا بصوت عال أمام الآخرين، وأحيانًا أخري بينها وبين نفسها فالمرأة تتكلم .. وتتكلم وتكبت مشاعرها، ويظل البركان ثائرًا بداخلها وهي محرومة من حق التعبير سواء لأسباب تربوية أو نفسية ويتراكم الكبت لتكون المحصلة .. أمراضًا نفسية وعضوية تجعل التصريح بالمشاعرضرورة.
أخطاء في التعبير عن المشاعرsize=3>
الدكتور هشام أحمد رامي -استشاري ومدرس الطب النفسي بكلية الطب جامعة عين شمس عرَّف المشاعر بأنها عبارة عن تغيرات فسيولوجية تحدث في الجسم، ولابد لها من الخروج، ومن التعبير عنها، وللأسف هناك من يقول: إن الشعوب الشرقية شعوب متوسطية وكثيرة المشاعر، وهذا غير حقيقي فالبشر جميعًا لديهم مشاعر .
والأبحاث التي أجريت علي المصريين والعرب أكدت أننا لانعبر عن مشاعرنا وغير مسموح لنا بالتعبير عن مشاعرنا سواء رجل أو امرأة ، لذلك فإن تعبير المرأة المصرية عن مشاعرها يأتي في صورة خاطئة مثل الصراخ والعويل والإغماء أوفي صورة أعراض جسمانية، وإذا لم تخرج هذه المشاعر سوف يعاني الشخص من مرض نفسي نتيجة استعداده للمرض أو يتحول إلي حرص جسدي نتيجة استعداد له، وأشهر الأمراض التي تنشأ عن عدم القدرة علي التعبير مرض الاكتئاب، ومرض القلق، وأمراض ارتفاع ضغط الدم.
وفي أحد الأبحاث وجد أن من أسباب حدوث الإدمان عدم القدرة علي التعبير عن المشاعر، ويشير الدكتور هشام: إلي أن التعبير عن المشاعر يأتي من خلال تغيير سياسة التعليم والتربية وتشجيع الأطفال منذ الصغر علي التعبير عن ذاتهم كلاميًا، وشرح مابداخلهم من غضب، أو فرح، أو كره، أو حب، ويوضح الدكتور هشام أن الزوج هو أقرب الأشخاص إلي الزوجة حيث تستطيع أن تعبر عن مشاعرها معه دون خوف، ولكن الواقع عكس ذلك فهذا لايحدث حيث إنه في مجتمعنا يتم التعبير عن المشاعر للأصدقاء والأخوة أكثر من الزوج، فلابد للمرأة أن تتحدث مع الوالدين أو الزوج بطريقة صحيحة وتعبر عن مشاعرها دون خوف، ويؤكد الدكتور رامي: أنه لابد من النضج في التعبير عن المشاعر فالتعبير الناضج هو الإحساس بالمشاعر والتعبير عنها كلاميًا، وبأقل المؤثرات الجسدية، وإذا كان ذلك غير مسموح به يلجأ الفرد إلي التعبير بطرق مختلفة وغير صحيحة.
وسائل التعبيرsize=3>
لكن الدكتور أحمد محمد كمال مطاوع -أستاذ الأوعية الدموية والقلب-: يري أنه إذا كان كبت المشاعر مقترنًا بقناعة وإيمان فهو كفيل بالحفاظ علي وحدة الأسرة، أما كبت المشاعر بصورة إجبارية وعن غير رضا فهو يحدث الصراع النفسي آخر، ويتولَّد عنه نوع من زيادة ضربات القلب، وليس بالضرورة أن يكون كبت المشاعر تجاه الزوج فربما يكون اتجاه ابن، أوأخ متسلط، وعن وسائل التعبير يقول الدكتور أحمد: يمكن أن تكون علي شكل النكتة أو تفويت الموقف، والتنفيس عما بداخل الإنسان ليس بشكل كلمات فقط، ولكن يمكن أن يكون بشكل سلوك، ويمكن أن يكون الكبت للمشاعر عند الأم من خلال تقصيرها في واجبات الأمومة خاصة إذا كانت أمًا عاملة.