كردستان العراق : من مات بكورونا شهيد

Share your love

كردستان العراق : من مات بكورونا شهيد

خبرني  – لا يغيب الشرع والإفتاء عن مجريات الحياة لدى المسلمين، باعتبار الدين هو المرشد الأساسي للأمة في عموم مقتضياتها حتى المستجدة منها والدارج في أعراف الناس، وتظهر أهمية المسائل الخلافية والفقهية على الأغلب في الأزمات وشدائد الأمور، ولربما ما يحدث اليوم من انتشار لفيروس كورونا أوجب تدخل علماء الدين بالنصح والتوجيه والإفتاء.

 

شهيد الكورونا

خطف فيروس كورونا أرواح كثيرين حول العالم بعد الصين مرورا بإيران وإيطاليا وغيرها، حتى سجل العراق أخيرا ما تناقلته وسائل الإعلام على لسان وزارة الصحة من حالات وفيات في بغداد والسليمانية (في إقليم كردستان) بسبب الفيروس.

وإثر تداول تلك الأخبار وخطورتها؛ برزت فتوى من مجلس الإفتاء بإقليم كردستان العراق تنص على اعتبار المتوفى جراء كورونا “شهيدا”.

وأوضح رئيس اتحاد علماء الدين بكردستان الدكتور عبد الله الويسي أن اعتبار وباء كورونا طاعونا هو الأساس لوصف المتوفى بالمرض “شهيدا”؛ استنادا للأحاديث الصحيحة بقول “من مات بالطاعون فهو شهيد”.

وأكد الويسي أن المتوفى بهذا يحصل على أجر شهيد الآخرة لا شهيد الدنيا والآخرة معا، موضحا أنه لا يعتبر مفارق الحياة بسبب كورونا شهيدا دون الأخذ بالأسباب المطلوبة لتجنب الإصابة كالوقاية الأولية والعلاجات اللازمة بعد ظهور الأعراض.

ولفت إلى أنه في حال الإهمال وعدم التزام مريض كورونا بالتدابير الطبية والوقائية لا يعد ضمن الشهداء، ولا ينطبق عليه الحديث، بل قد يعد قاتلا نفسه.

 

حظر الجمعة

وأوعزت حكومة الإقليم بحظر جميع التجمعات تحوطا من انتشار كورونا بعد حجر الآلاف في الإقليم، والتأكد من إصابات في السليمانية انتهت إحداها بالموت، ووصل الحظر إلى المدارس والجامعات حتى شمل عموم المساجد.

ورأى الويسي أن النظرة الشرعية تحث على منع إقامة صلاة الجمعة في حال عدم السيطرة على انتشار أي وباء يغزو البلاد.

وبهذا ربما تتقارب وجهة اتحاد علماء الدين مع قرار حكومة كردستان الصادر بغلق المساجد بعد مداولات مع الجهات المعنية عن مراقبة انتشار الوباء، بحسب المتحدث باسم وزارة الصحة في إقليم كردستان الدكتور محمد خوشناو.

وأوضح خوشناو أن الفتاوى الشرعية والقرارات المتخذة من قبل حكومة كردستان بمنع التجمعات، ومنها غلق المساجد، جاءت بعد مشاورات مع الجهات المعنية بعد التأكد من وجود عدد من الحالات في الإقليم.

وأعرب عن أمله ألا تطول مدة الحظر هذه، خاصة بعد إثبات عدد من البحوث أن الفيروس قد ينتهي قريبا مع بدء ارتفاع درجات الحرارة لتعود الحياة إلى طبيعتها.

 

مخالفة

بينما يؤيد كثيرون الإجراءات المتخذة من قبل حكومة إقليم كردستان بغلق المساجد، نجد بعض معارضي للقرار، ومنهم أستاذ الحديث الشيخ نريمان أبو يوسف، الذي اعتبر أن في الأمر غرابة، وأن غلق المساجد لم يرد أبدا في الشرع، نافيا أن تكون صلاة الجماعة في المسجد قد توقفت عندما انتشر مرض الطاعون في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.

ويواصل أبو يوسف حديثه بالقول، إن كانت العلة في التجمعات فالمولات والفنادق وكل أماكن تجلب التجمع البشري يكون غلقها واجبا أيضا.

من جهته، قال أحد مصلي جامع الصفار بأربيل -ويدعى أبو عمر- إن الأمر يخضع لطاعة ولي الأمر، وإن كان محزنا الحرمان من صلاة الجماعة في المسجد، معربا عن قناعته بأن مثل هذا القرار يأتي بعد استشارة جهات مختصة.

وتبنى الرأي نفسه تقريبا إمام وخطيب جامع الصفار الشيخ فائق، مشيرا إلى ضرورة الالتزام بالقرار في حال اقتنع المصلون أولا تجنبا للفوضى وشق صف المسلمين، خاصة أن الأمر شرعي بحت ويمس وحدة الصف.

تجدر الإشارة إلى أن السلطات في كردستان العراق وضعت آلافا من المواطنين في الحجر الصحي لإجراء الفحوص الطبية اللازمة عليهم، بعد عودتهم من إيران خلال الأسبوعين الأخيرين.

وأعلنت وزارة الصحة في حكومة الإقليم حالة وفاة أمس في السليمانية، وتسجيل ست إصابات بالفيروس خلال الأيام الماضية، وتخصيص العديد من الفنادق للحجر الصحي لمن يشتبه في إصابتهم بالفيروس.(الجزيرة)

Source: khaberni.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!