يشكل كسر العمود الفقري وخلعه إصابات ذات أهمية بالغة لأنها تهدد النخاع الشوكي بالتلف وتسبب إحداث الشلل وربما الوفاة، وكما تحمي الجمجمة الدماغ ، يحمي العمود الفقري كذلك القناة الشوكية والنخاع الشوكي.

 ولا شك بأن تشخيص علامات الكسر والخلع في العمود الفقري هي من أهم واجبات المسعف، لأن النخاع الشوكي قد لا يكون متأثراً بالإصابة فوراً وإنما يطرأ التلف والتمزق نتيجة لسوء نقل المصاب حيث تتحرك منطقة الكسر في أثناء النقل بسبب عدم ثباتها واستقرارها، ولذا يجب التصرف على أساس أن العمود الفقري قد كسر أو خلع فعلا في حال وجود أي اشتباه لذلك.

عادة ينكسر أو ينخلع العمود الفقري لعدة أسباب كحوادث الغطس، أو السقوط من ارتفاع، أوحوادث السير ويجب أن تعامل جميعها كحالات كسر الفقارات وخلعها حتى وإن لم تكن كذلك.


أعراض كسر فقرات العمود الفقري

  • الألم: وهو أحد أهم العلامات المهمة لكسور الفقرات، ويجب على المسعف أن يلمس برفق المنطقة المشتبه بها الكسر، فإذا شعر المريض بألم في المنطقة الملموسة فيعتبر ذلك دليل كافي على وجود إصابة في الفقرات، وينتفي وجود إصابة كسر أو إصابة في الحالات التالية:
  • حالات فقدان الوعي.
  • حالات الراحة التامة للمريض في وضع مناسب.
  • صعوبة الحركة: إذا حاول المريض تحريك المنطقة المصابة فإن الألم يزداد بشكل كبير ولكن يجب عدم محاولة تحريك المريض لاكتشاف ذلك.
  • التشوه: ولا يلاحظ إلا في الحالات الشاذة جداً لأنه لا يلاحظ وجود تشويه (حدب مثلاُ) في الحالات العادية، ولا يعني عدم وجود تشوه سلامة العمود الفقاري ولكن عادة يلاحظ بروز عظمي في كل مكان الإصابة.
  • كدمات: وتشكل دلالات واضحة على الإصابة وفي كل حالات كسور فقرات العنق توجد دلالات كهذه على الرأس والوجه، وفي حالات كسور العمود الفقري في المناطق الأخرى غير العنق توجد كدمات وجروح في الكتفين، والجذع، والبطن ولكن عدم وجودها لا يعني عدم وجود كسر أو خلع في العمود الفقاري.
  • فقدان الإحساس بالأطراف والقدرة على تحركيها: إذا فقد مصاب واع القدرة على تحريك وفقد الإحساس بأطرافه فمن المرجح أن يكون مصاباً بتلف في النخاع الشوكي، ويجب أن يعامل كحالة كسر في العمود الفقاري العنقي حتى وإن لم يكن كذلك.


ويجب لمس كفي المريض، وقدميه، وساقيه، وذارعيه، وافحص القوة العضلية للكفين بأن تطلب من المريض الواعي أن يضغط على أصابعك بكفيه، ويجب الطلب من المريض أن يحرك ساقيه وقدميه ويمكن القيام بفحص المريض المشتبه بإصابته بخلع أو كسر العنق كما يلي:

  • السؤال عن الإصابة.
  • فحص جسم المريض.
  • الفحص الحسي بلمس المناطقة المشتبه بإصابتها.
  • الطلب من المريض تحريك أطرافه بالتدريج.

إذا كان المريض فاقداً للوعي فيجب أن يقتصر الفحص على ما يأتي:

  • فحص جسم المريض.
  • الفحص الحسي.
  • طلب معلومات من الآخرين حول الحادث.

العناية بإصابات النخاع الشوكي

إن العناية البدائية والفورية لإصابات النخاع الشوكي تؤدي إلى توفير الكثير من الساعات من العمل التمريضي، وسنين طويلة من علاج المريض فيما بعد، وتتبع العناية والإسعاف الخاص بإصابات النخاع الشوكي مبادئ الإسعاف العام لأية إصابة، وهي:

  • تأمين مجرى الهواء
  • السيطرة على النزف بالضغط الموضعي والضماد.
  • تثبيت المريض قبل نقله، كيلا تؤدي حركة المنطقة المكسورة إلى أضرار إضافية ربما تؤدي إلى الوفاة، فيجب تثبيت العمود الفقري (حيث هو)؛ أي لا يجب تعديل وضع المريض قبل نقله لأن الحركة قد تكون قاتلة. 


 يجب على المسعف أن ينتبه إلى المضاعفات المميتة لكسور العنق، وهي:

  •  العجز عن التنفس:بسبب شلل عضلات التنفس ما عدا الحجاب الذي يسيطر عليه عصب يخرج من الجزء العلوي للنخاع العنقي فوق منطقة الإصابة، وتشخيص هذه الحالة يكون بمراقبة تنفس المريض حيث يكون الصدر ثابتاً بينما يتحرك البطن إلى الخارج والداخل، مما يدل على أن الحجاب الحاجز هو الذي يعمل بغير مساعدة مما يؤدي في النهاية إلى إصابته بالإنهاك وفشل التنفس والموت، وهنا يجب تزويد المريض بالأوكسجين لتسهيل التنفس.
  • الصدمة العصبية: تسيطر على كل الأوعية الدموية أعصاب تتمركز خلاياها في النخاع الشوكي خصوصاً في المنطقة العنقية مما يؤدي إلى شلل الأوعية التام وتمددها في إصابات النخاع العنقي، وهذا يؤدي إلى تجمع الدم في الأوعية الممتدة في الأطراف والبطن، مما يجعل هبوط الضغط تحصيل حاصل، وتعالج هذه الحالة بوضع المريض بحيث يكون رأسه مائلاً إلى أسفل وأطرافه السفلي إلى أعلى أو رفع ساقي السرير، أما في حالات إصابات النخاع تحت العنق قد تحصل أيضاً صدمة عصبية وشلل في الأطراف السفلي، ولكن شلل الأطراف العليا لا يلاحظ في هذه الحالات وكذلك لا يحدث شلل في عضلات التنفس. 

صنع دعامة للرأس

لصنع دعامة كافية للرأس يمكن استعمال منشفتين ملفوفتين، غوطائين أو كيسين من الرمل، وتوضع كل واحدة على كل جانب وتربط بواسطة ربطة عنق عريضة على مقدمة الرأس، جاعلة من الدعامة والرأس وحدة واحدة، وهناك استثناء واحد لهذا الشرط وهو وجود ضيق في المجاري التنفسية نتيجة لوضع العنق، في هذه الحال يجب تعديل وضع العنق مع شد الرأس من الفك إلى أعلى لمنع سحق بقايا النخاع الشوكي، في عملية التثبيت لا يجب مراعاة عملية منع انثناء العنق فقط أو انبساطه، بل عملية التواء العنق أيضاً هنا تستعمل أية واسطة لتثبيت جانبي الرأس مثل البطانيات المرتبة، أو أكياس الرمل مع حزام ويثبت كل ذلك الرأس إلى لوح صلب يوضع عليه المريض.  

الإصابات الناجمة عن الغطس

عند اصطدام الرأس بأرض المسبح تحدث أضرار في العمود الفقري العنقي مع أو بدون إصابة النخاع الشوكي، ومن أشد الأمور إيلاماً أن يتم رفع الغريق من الماء قبل وصول المسعف الأمر الذي يؤدي إلى إلحاق الضرر بالنخاع الشوكي وإلى الوفاة أو الشلل الدائم بسبب ذلك، ولهذا يجب رفع المصاب من الماء بحضور المسعف والبدء بعملية التنفس الاصطناعي فور نقله على نقالة قد تكون طوافة أو لوحاً حديدياً أو خشبياً (باب مثلاً)، ويستثنى من ذلك حالة واحدة هي وجود عدد كبير من المساعدين الذين يمكنهم المساهمة بنقل المصاب بدون إحداث عطل جديد أو طارئ لعنق المصاب في أثناء إسعاف ونقله.