‘);
}

تبقى الغربة صعبة مهما كانت مستور الرفاهية فيها فلا شيء يوازي الوطن الحقيقي لكل إنسان حيث أن الوطن ليس فقط مكان بل روح وأهل وأصدقاء، وهنا إليكم في مقالي هذا كلام جميل عن الغربة.

كلام جميل عن الغربة

  • عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال: إن أهل بيت يضعون على مائدتهم رغيفاً حلالاً: لأهل بيت غرباء.
  • عن حزم بن أبي حزم قال: مر بنا يونس على حمار، ونحن قعود على باب لا حق، فوقف؛ فقال: أصبح من إذا عرف السنة عرفها غريباً، وأغرب منه: الذي يعرفها.
  • عن فرقد السبخي قال: الغريب: من ليس له حبيب.
  • يا قلب إني قد أتيتك ناصحاً فاربأ بنفسك أن تقودك محنتي إن الغريب سقته أيام الأسى كأس المرارة في سنين الغربتي.
  • قد كان نومي هانئاً فوق الثرى من غير شكوى أو عذول شامتِ من غير هم بالزمان وكربه من غير تسهادٍ يشتت راحتي.
  • بك يا زمان أشكو غربتي إن كانت الشكوى تداوي مهجتي قلبي تساوره الهموم توجعاً ويزيد همي إن خلوت بظلمتي.
  • أنا في ابتساماتي عُرِفتُ ولم أزل حتى أتاني ما ينغص بسمتي إن أسعفتني دمعتي في فرحتي أنزلتها طرباً لأرسم بهجتي أو أسعفتني بالبكاء مرارة تتسابق العبرات تهجر مقلتي.
  • واليوم أفرغ دمع عيني بالبكاء ندماً على ما كان مني ويلتي جفت دموعي من فواجع ما أرى لكن صبري في الشدائد قوتي أتمنى أن أزرع الكلمات الحلوة في قلوب كل الناس وأن تسافر المحبة من قلبي إلى كل الشرفات البيوت كما تسافر المراكب إلى الجزر المنتشرة في كل مكان أنشودة جميلة وخفيفة فيها معاني مؤثرة عن الغربة جئت من شوقي أعاني في الهوى جور الزمان أرسل الأشعار لحناً صادقاً عذباً وحان فجأة من بعد عمري لن أرى أغلى مكان وأنكوى مني فؤادي كاليتيم إذا يعاني يا ربوعاً لن أراها عشت يوماً في رباها كانت النفس تغني وترى فيها صباها ورياضاً كم رتعنا وأنطلقنا في سماها سوف تبقى في خيالي كالجنان في بهاها إن رحلت الآن قلبي سوف أهديك وحبي ودموعي سوف تروي قصة الشوق بدربي وعلى الذكرى سأبقى أقسم الأن بربي لست أنساك فحبي بين أضلاعي يلبّي موطني يا عزّ ذاتي يا ربيع الأمنياتي أنت لو تهت ملاذي عندما تقسوا حياتي أنت في القلب شراع كان لي طوق النجاة سيظل العشق فيك ولهي حتى المماتي.
  • عن إبراهيم الحربي قال: من تعدون الغريب في زمانكم هذا.. فقال واحد منهم: الغريب من نأى عن وطنه، وقال آخر: الغريب من فارق أحبابه، وقال كل واحد منهم شيئاً، فقال إبراهيم: الغريب في زماننا رجل صالح عاش بين قوم صالحين إن أمر بالمعروف آزروه، وإن نهى عن المنكر أعانوه، وإن احتاج إلى سبب من الدنيا مانوه، ثم ماتوا وتركوه.
  • قال ذي النون المصري: بينا أنا في بعض مسيري إذ لقيتني امرأة فقالت لي: من أين.. قلت: رجل غريب، فقالت لي: ويحك، وهل يوجد مع الله إخوان الغربة.. وهو مؤنس الغرباء، ومعين الضعفاء، فبكيت فقالت لي: ما يبكيك.. قلت: وقع الدواء على داء قد قرح فأسرع في نجاحه قالت: إن كنت صادقاً، فلم بكيت.. قلت: والصادق لا يبكي.. قالت: لا قلت: ولِمَ.. قالت: لأن البكاء راحة القلب، وملجأ يلجأ إليه، وما كتم القلب شيئاً أحق من الشهيق والزفير، فإذا أسبلت الدمعة استراح القلب، وهذا ضعف عند الألباء يا بطال، فبقيت متعجباً من كلامها، فقالت: مالك.. قلت: تعجباً من هذا الكلام قالت: وقد أنسيت القرحة التي سألت عنها قلت: لا قلت: علميني شيئاً ينفعني الله به قالت: وما أفادك الحكيم في مقامك هذا من الفوائد ما تستغني به عن طلب الزوائد قلت: لا، ما أنا بمستغن عن طلب الزوائد قالت: صدقت أحب ربك واشتق إليه فإن له يوماً يتجلى فيه على كرسي كرامته لأوليائه وأحبائه فيذيقهم من محبته كأساً لا يظمئون بعدها أبداً قال: ثم أخذت في البكاء والزفير والشهيق، وهي تقول: سيدي: إلى كم تخلفني في دار لا أجد فيها أحداً يسعدني على البكاء أيام حياتي، ثم تركتني ومضت.