كلمة إذاعة مدرسية عن الأم
١١:٤٦ ، ١١ مارس ٢٠٢١
‘);
}
كلمة إذاعة مدرسية عن الأم
الأم هي ذلك المخلوق الأسطوريّ الذي نسمع عنه في القصص الخيالية ثمّ نجده في الواقع أمامنا متجسّدًا بكلّ طهره وأمانته وحبّه الفيّاض ومشاعره الصافية النقيّة، الأم هي التي نكتب عنها كثيرًا وكثيرًا ولكنّنا لا نفيها أدنى جزء من حقّها علينا، وهي التي حملتنا وهنًا على وهنٍ في بطنها تسعة أشهر لا تنام فيها ليلة واحدة هانئة، بينما كنّا ننام ونتغذّى منها وننهكها ثمّ إذا كبرنا بذلنا لها الخطب الطويلة لنفيها حقّها العظيم علينا، وهي التي قد وصّى بها النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ثلاثًا حين جاءه مَن يسأله عن أحقّ الناس بالإحسان والبر والصلة.
‘);
}
فقد روي أنّ رجلًا جاء إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- وقال له: “يا رَسولَ اللهِ، مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أبُوكَ”[١]، هنا يجب أن نسال أنفسنا لماذا كان نصيب الأم ثلاث وصايا نبويّة وكان نصيب الأب واحدة؟ الجواب هو لأنّ الأمّ -ربّما- أنثى رقيقة المشاعر مرهفة الحسّ، لا تحتمل ما يحتمله الأب الذي هو رجلٌ يُعاني قسوة الحياة باستمرار فصار مُعتادًا على احتمال هذه المعاناة، ومهما يحدث له فهو يبقى في الأصل رجلٌ مجبول على الاستعداد للشدائد وتحملها.
أو ربّما لنقل إنّ تلك الوصيّة كانت بسبب ما تبذله المرأة من جهد وطاقة ووقت في حمل الجنين في بطنها، ثمّ رعايته وهو طفل والسهر على راحته وما تلقاه من تعب وضنى في الجسد والنفس وهي ترضعه وتربيه إلى أن يبلغ أشدّه، فمن هنا كان الكلام لا يفيها حقّها ولا الفعل كذلك، مهما اجتهد الإنسان وحاول فإنّه لن يفيها شيئًا من حقوقها مهما كان صغيرًا، فمن هنا كان واجبًا على الابن ألّا يؤذي والدته ولا بأقلّ كلمة كانت، وقد اختار الله سبحانه أصغر كلمة قد تُقال للأم أو الأب ونهى الناس عن قولها وهي كلمة “أُف”، كلمة من حرفين قد نهى الله تعالى عن قولها لأحد من الوالدين لأنّ أفضالهما على الابن أكبر ممّا يمكن له أن يتخيل.
وقد جاء ذات يوم رجل يسأل عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- عن معروف قد صنعه مع أمّه ليرى هل وفّاها حقّها أم لا، فقال الرجل: “حَمَلْتُ أُمِّي عَلَى رَقَبَتِي مِنْ خُرَاسَانَ، حَتَّى قَضَيْتُ بِهَا الْمَنَاسِكَ، أَتُرَانِي جَزَيْتُهَا؟ قَالَ: لَا، وَلَا طَلْقَةً وَاحِدَةً”[٢]، فالرجل يسأل عن فعله هذا وقد حمل أمّه أفغانستان الحالية أو نواحيها حتى وصل بها إلى مكة المكرمة وقضى مناسك الحج وهي على رقبته، فكان يسأل هل وفى أمّه حقّها بهذه الحال؟ فقال الصحابي الجليل: لا، ولا حتى طلقة واحدة كانت قد تألّمتها وهي تلد ذلك الرجل.
لذلك كانت الأم مقدسة عند الناس وحتى في الشعر كان من الشعراء من ينادونها “يا قدّيسة” كما يقول نزار قباني في قصيدته “خمس رسائل إلى أمّي”:[٣]
- صباح الخير يا حلوة
- صباح الخير يا قديستي الحلوة
- مضى عامان يا أمي
- على الولد الذي أبحر
- برحلته الخرافية
- وخبأ في حقائبه
- صباح بلاده الأخضر
- وأنجمها، وأنهرها، وكل شقيقها الأحمر
- وخبأ في ملابسه
- طرابينًا من النعناع والزعتر
- وليلكةً دمشقية
لقراءة المزيد من الموضوعات، انظر هنا: نص أدبي عن الأم.
المراجع[+]
- ↑رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5971، حديث صحيح.
- ↑ابن الجوزي، البر والصلة، صفحة 41. بتصرّف.
- ↑“خمس رسائل إلى أمي”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 07/03/2021م.