‘);
}

عدد أسماء الله الحسنى

أسماء الله الحسنى غير محصورة بعدد معيّن، وهناك العديد من النصوص الشرعية الدالّة على ذلك منها قوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (اللَّهُمَّ أعُوذُ برِضَاكَ مِن سَخَطِكَ، وبِمُعَافَاتِكَ مِن عُقُوبَتِكَ، وأَعُوذُ بكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أنْتَ كما أثْنَيْتَ علَى نَفْسِكَ)،[١] ولإحصاء الثناء على الله -تعالى- لا بدّ من إحصاء أسمائه لكنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أخبر أنّه لم يُحصي الثناء عليه، وفي هذا إشارة إلى عدم حصر أسماءه، وقد قسّم ابن القيّم أسماء الله الحسنى إلى ثلاثة أقسام مُستدلاً بقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أسأَلُكَ بكلِّ اسمٍ هو لكَ سمَّيْتَ به نفسَكَ أو أنزَلْتَه في كتابِكَ أو علَّمْتَه أحَدًا مِن خَلْقِكَ أوِ استأثَرْتَ به في عِلمِ الغيبِ عندَكَ أنْ تجعَلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي)،[٢] وهذه الأقسام هي:[٣]

  • قسم أنزله الله -تعالى- في القرآن الكريم وأطلع عباده عليه.
  • قسم لم يُنزله الله -تعالى- في القرآن الكريم، لكنّه أظهره وعلّمه لمَن يشاء من الملائكة وغيرهم.
  • قسم لم ينزله الله -تعالى- في القرآن الكريم، ولم يُظهره ويعلّمه لملائكته وإنّما اختصّ نفسه بالعلم به.

وقد روى البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا مِئَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ)،[٤] والمراد منه الإشارة إلى أهميّة هذه الأسماء البالغ عددها تسعة وتسعين اسماً؛ إذ إنّ المسلم ينال بإحصاءها دخول الجنّة،[٥] وقد اختصّت بذلك دون غيرها من الأسماء،[٦] لِكونها من حيث اللفظ كانت الأشهر، ومن حيث المعنى كانت الأكثر وضوحاً،[٧] ولم يكن مراد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث حصر عدد أسماء الله الحسنى.[٥]