‘);
}

الهجرة إلى الحبشة

بعد أن اشتدّ أذى المشركين وتعذيبهم لرسول الله عليه السلام، وبعد أن أصبح شغل أعداء الإسلام من قريشٍ وغيرها استئصال جذور الإسلام ودُعاته، عرف عليه الصلاة والسلام أنّ هذه الأمة تواجه خطر الفناء، وأنّ حماية هذا الدين العظيم مسؤوليةٌ تقع على عاتقه، وعاتق من والاه وانتصر له، وآمن معه، ولأنّ الله يريد لنا ولهذه الأمة أن تأخذ بأسباب النجاة، وأن تعتمد على سلوكها البشري، فقد ألهمه أن يوصي أصحابه وأتباعه بالهجرة، بالرغم من قدرة الله تعالى أن يحمي هذا الدين بمعجزة تظلّ لها أعناق أعدائه خاضعةً طائعةً، فكانت فكرة الهجرة إلى مملكة الحبشة هي ما خَلُصَ إليه رسولنا الكريم، ولأنّ هذه الهجرة لم تكن بالأمر الهيّن، والرحلة السهلة، فقد كانت تحتاج لنفوسٍ مؤمنة بالله، وطائعة لرسوله، لذا فقد كانت خير دليلٍ على قوّة إيمان صحابة رسول الله، ومدى طاعتهم له، وخوفهم على دين الله من الفناء، وفي هذا المقال سنذكر بعض الأمور المُتعلّقة بهذه الهجرة المباركة بما فيها عدد المهاجرين[١].