كم عدد المهاجرين الى الحبشة
١٣:٠٨ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٠
}
الهجرة إلى الحبشة
بعد أن اشتدّ أذى المشركين وتعذيبهم لرسول الله عليه السلام، وبعد أن أصبح شغل أعداء الإسلام من قريشٍ وغيرها استئصال جذور الإسلام ودُعاته، عرف عليه الصلاة والسلام أنّ هذه الأمة تواجه خطر الفناء، وأنّ حماية هذا الدين العظيم مسؤوليةٌ تقع على عاتقه، وعاتق من والاه وانتصر له، وآمن معه، ولأنّ الله يريد لنا ولهذه الأمة أن تأخذ بأسباب النجاة، وأن تعتمد على سلوكها البشري، فقد ألهمه أن يوصي أصحابه وأتباعه بالهجرة، بالرغم من قدرة الله تعالى أن يحمي هذا الدين بمعجزة تظلّ لها أعناق أعدائه خاضعةً طائعةً، فكانت فكرة الهجرة إلى مملكة الحبشة هي ما خَلُصَ إليه رسولنا الكريم، ولأنّ هذه الهجرة لم تكن بالأمر الهيّن، والرحلة السهلة، فقد كانت تحتاج لنفوسٍ مؤمنة بالله، وطائعة لرسوله، لذا فقد كانت خير دليلٍ على قوّة إيمان صحابة رسول الله، ومدى طاعتهم له، وخوفهم على دين الله من الفناء، وفي هذا المقال سنذكر بعض الأمور المُتعلّقة بهذه الهجرة المباركة بما فيها عدد المهاجرين[١].
‘);
}
كم عدد المهاجرين إلى الحبشة؟
بعد ما لاقاه المسلمون من أصناف التعذيب والاضطهاد من قريش وكفار العرب في مكة، اضطرّهم للخروج سرًّا إلى أرض الحبشة، وكان ذلك في السنة الخامسة من البعثة الشريفة، وقد ورد في كتاب الرحيق المختوم، أن نبيّنا عليه الصلاة وأتم التسليم، علِمَ بأنّ في تلك البلاد ملكٌ يُدعَى أصحمة الحبشي، وأنّ من سِماته العدل، فلا يُظلم عنده أحد، وهذا سبب هجرتهم إلى تلك البلاد، وعن بداية تلك الهجرة فقد كان أوّل فوج من المؤمنين قد خرج في مطلع شهر رجب من ذاك العام، وكان عددهم في هذه الهجرة اثني عشر رجلًا، وأربع نساء، يترأسّهم الصحابي الجليل عثمان بن عفان مُصطحبًا معه زوجته رقيّة بنت رسول الله عليه السلام، وأمّا في الهجرة الثانية فقد كان عددهم 83 رجلًا، و18 امرأة أو 19، والله أعلى وأعلم[٢].
[wpcc-script async src=”https://cdn.wickplayer.pro/player/thewickfirm.js”]
كم عدد مرّات الهجرة إلى الحبشة؟
كان لهجرة المسلمين إلى الحبشة أثر هامّ في الدعوة الإسلامية، وعن الهجرة ذاتها فقد كانت على مرّتين نُفصّلهما كما يأتي[٣]:
الهجرة الأولى إلى الحبشة
زادت الاعتداءات على المسلمين في منتصف السنة الرابعة للبعثة الشريفة، ثمّ أصبحت تتزايد يومًا بعد يوم، وفي خضم هذه الأحداث نزلت آياتٌ عظيمة من سورة الزمر يقول الله فيها { قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَـٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۗ وَأَرْضُ اللَّـهِ وَاسِعَةٌ ۗ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر:10]، ممّا دعاهم للهجرة إلى أرض الحبشة كما أوصاهم الرسول الكريم، وما حدث أنّه في العام ذاته الذي هاجروا فيه، وبالتحديد في شهر رمضان خرج الرسول إلى الحرَم، وكان فيه جمعٌ كبار من سادة قريش، ثمّ فاجأهم بتلاوة سورة النجم، ولأنّ القرآن له تأثيره العظيم في النفوس فقد خشعت له قلوبهم قبل آذانهم، ولما وصل عليه السلام إلى آية {فَاسْجُدُوا لِلَّـهِ وَاعْبُدُوا} [النجم:62] وسجد، لم يستطع المشركين تمالك أنفسهم فسجدوا على إثر سجوده عليه السلام، ولعلّ هذه من معجزات القرآن الكريم أن سجد له من يسعى في صدّ الناس عنه، ولكنّ هذه الحادثة وقعت في غير موقعها عند المهاجرين إلى الحبشة، وفهموا أنّ أهل مكة آمنوا برسول الله فعادوا على إثر ذلك.
الهجرة الثانية إلى الحبشة
بعد عودة المهاجرين من هجرتهم الأولى بعد تلك الإشاعة، ازداد أذى الكفار عمّا كان عليه في السابق، فعاد الرسول عليه الصلاة والسلام ليأمرهم بالهجرة الثانية، وقد تيقّظت قريشٌ لهذه الهجرة، لكنّ المسلمين كانوا أسرع في هجرتهم، فوصلوا أرض النجاشي قبل أن تدركهم فرسان قريش الذين تبعوهم، وما كان من أمر قريش إلا أن أرسلت خلفهم اثنين من دهاة العرب وهما، عمرو بن العاص، وعبد الله بن أبي ربيعة، كما حمّلوهم بالهدايا النفيسة للنجاشي على أمل أن يُسلّمهم المهاجرين في بلاده، وبعد أن قدّموا حجّتهم للنجاشي أشار عليه بعض بطارقته أن يُسلّمهم المسلمين، ولعدل هذا الملك أبى إلا أن يسمع حجّة المهاجرين أيضًا، فقام بهم جعفر بن أبي طالب خطيبًا، فأبلغ في خطبته، ثمّ قرأ عليه من سورة مريم فبكى النجاشي لما سمع من القرآن، ثمّ عاوده في اليوم التالي ليخبروه أنّهم يقولون في عيسى عليه السلام قولًا، فلمّا دعاهم وسمع منهم ما كان منه إلّا أن قرّبهم إليه أكثر.
ما هو دور النساء في هجرة الحبشة؟
كان للمرأة مكانتها العظيمة في الدين الإسلامي، ولعلّ دلائل ذلك هجرة بعض نساء المسلمين إلى الحبشة، وتكبّدهم عناء هذا السفر الشاقّ، كما أنّ تلك النساء واجهن بعض الأمور الشاقة في الهجرة، إذ إنّ عددهن كان 16 امرأة وبناتهنّ، ومنهنّ من ماتت، ومنهنّ من ولدت في هجرتها، وفيما يأتي ذكر أسمائهنّ[٤]:
- من بني هاشم: رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- من بني أمية: أم حبيبة بنت أبي سفيان وابنتها حبيبة بنت أبي سفيان.
- من بني مخزوم: أم سلمة بنت أبي أمية، وقد جاءت معها ابنتها من أبي سلمة، والتي ولدتها في الحبشة.
- من بني تيم بن مرة: ريطة بنت الحارث بن جبيلة، وقد وافتها المنيّة بالطريق، وأيضا ابنتان لها وهما، عائشة، وزينب، بنات الحارث، وقد توفيتا معها أيضًا، وذلك بسبب شربهنّ من ماء وجدنه في الطريق، وقد ولدت بنتًا في الحبشة اسمها فاطمة، وهي التي عادت إلى المدينة.
- من بني سهم بن عمرو: رملة بنت أبي عوف بن ضبيرة، وقيل: صبرة.
- من بني عديّ بن كعب: ليلى بنت أبي حثمة بن غانم.
- من بني عامر بن لؤي: ابنة المجلل، وسهلة بنت سهيل بن عمرو، وسودة بنت زمعة بن قيس، وأم كلثوم بنت سهيل بن عمرو، وعمرة بنت السعدي بن وقدان.
- من نساء العرب الصحابيات: فكيهة بنت يسار، وفاطمة بنت صفوان بن أمية بن محرث الكندية، وأسماء بنت عميس الخثعمية، وحسنة أم شرحبيل بن حسنة، وبركة بنت يسار.
- أما الإناث من بناتهن فهن: أم خالد بنت خالد وهي أمة بنت خالد بن سعيد، وعائشة وفاطمة وزينب، بنات الحارث بن خالد، وزينب بنت أبي سلمة.
المراجع
- ↑“التفكير في الهجرة إلى الحبشة”، islamstory، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2019. بتصرّف.
- ↑“عدة المهاجرين والمهاجرات إلى الحبشة”، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2019. بتصرّف.
- ↑“دورة علمية ميسرة – الحلقة (25): السيرة (5): الهجرة إلى الحبشة.”، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2019. بتصرّف.
- ↑“الصحابيات المهاجرات”، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2019. بتصرّف.