كم هو وزنك و كم هو ثمنك؟!!

 

كل يوم نسمع العبارات التالية في الاسواق او في أي مكان اخر :
” تلك السعلة غالية , بغضرش اشتريها ” , ” اسمع يا صاحب المحل اذا بشتري قطعتين من هذا النوع بتخفضلي من السعر ” وعبارات كثيرة غيرها تتداول بين الزبائن والتجار كل يوم . وماذا عنك أيها المؤمن بالله ما هو ثمنك ( الرجاء انا لا أخاطبكم كأنكم سلع أو بضائع معاذ الله ) هل فكرت يوما ما هو وزنك , انظر وتأمل هذه الآية التي تبين مدى حب الله للمؤمنين , تأمل بكل حرف وكلمة منها :
( ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم)
والآن أيها الإخوة والأخوات هل عرفتم ما هو الثمن , لعلكم الى الان لم تتيقنوا به جيدا اليكم نصا قاله السيد قطب رحمه الله في تفسير الظلال حول هذه المبايعة : يقول سيد قطب رحمه الله في الظلال: “إنه نص رهيب! إنه يكشف عن حقيقة العلاقة التي تربط المؤمنين بالله، وعن حقيقة البيعة التي أعطوها – بإسلامهم – طوال الحياة، فمن بايع هذه البيعة ووفّى بها فهو المؤمن الحق الذي ينطبق عليه وصف (المؤمن) وتتمثل فيه حقيقة الإيمان، وإلا فهي دعوى تحتاج إلى التصديق والتحقيق!! حقيقة هذه البيعة -أو هذه المبايعة كما سماها الله كرمًا منه وفضلاً وسماحة- أن الله سبحانه قد استخلص لنفسه أنفس المؤمنين وأموالهم، فلم يَعُد لهم منها شيء.. لم يَعُد لهم أن يستبقوا منها بقية لا ينفقونها في سبيله.. لم يَعُد لهم خيار في أن يبذلوا أو يمسكوا.. كلا.. إنها صفقة مشتراة، لشاريها أن يتصرف بها كما يشاء، وفق ما يفرض ووفق ما يحدد، وليس للبائع فيها من شيء سوى أن يمضي في الطريق المرسوم، لا يتلفت ولا يتخير، ولا يناقش ولا يجادل ولا يقول إلا الطاعة إلا الطاعة والعمل والاستسلام.. والثمن: هو الجنة”.
ولكي تستشعر معنى هذه البيعة حقًّا اقرأ فيمن نزلت آية البيعة “إن الله اشترى..”. نزلت في بيعة العقبة الكبرى في العام الثالث عشر من البعثة، وهو العام الذي أتى فيه الأنصار -يربو عددهم على السبعين- يبايعون
الرسول صلى الله عليه وسلم بيعة التضحية والفداء، فقام منهم عبد الله بن رواحة رضي الله عنه قائلاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم: اشترط لربك ولنفسك ما شئت. قال: أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم. قالوا: فإذا فعلنا ذلك فما لنا؟ قال: الجنة. قال: ربح البيع.. لا نقيل ولا نستقيل.
الان لنقارن الوضع قليلا , انت ايها الاخ وايتها الاخت وانا ايضا عندما نذهب الى امكنة التبضع نقول للتجار , هل تخفض لي اذا اشتريت قطعتين من هذا النوع او اكثر , فعلى الغالب لكي يكسب زبونا دائما عنده يقوم بالتخفيض لنا واحيانا نأخذ هدية ايضا منه , ولكن انظر اذا قمت بتنفيذ اوامر العلي العظيم وفرائضه التي هي بضاعة ثمينة فسوف يزيدك ويعطيك اكثر ما تتصور , ولكن لماذا نطلب التخفيض مع اننا بمعظم الاحيان عندما نذهب الى السوق يكون معنى مبلغ من المال ويكون كافيا على الغالب لماذا ؟؟
هل تعلمون لماذا , لأنه اذا خفض التاجر لنا سوف نشتري بضائع اكثر بالمبلغ الذي معنى , أي القضية قضية حب الزيادة من الشيء الفاني . ولكن اذا قمت بتنفيذ الأوامر الربانية أي اشتريتها فسوف يعطيك الجنة وما ادراكم ما الجنة واي مناظر في الجنة , انظر فقط الى هذا المثال :
عندما اتصدق على مسلم فقير محتاج كمية معينة من المال , ماذا يحدث ؟؟ هذا المسلم عنده اولاد
عندما يشتري لهم طعام ويطعم اولاده السته او الخمسة فسوف تؤجر عنهم جميعا باذن الله ناهيك عن دعاءهم لك وحبهم لك , امر اخر اذا قمت برد تارك صلاة الى الصلاة سوف يكون لك اجر ما يعمله باذن الله استمع بارك الله فيك الى هذا الحديث النبوي :
وعن أبي مسعود – رضي الله عنه – قال , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من دل على خير فله مثل اجر فاعله ) أخرجه مسلم .
بالضبط كمثل ان نزرع حب قمح فتخرج لنا نبتة قمح ذات عدة سنابل في كل سنبلة مئة حبة .
هذا هو الثمن يا اخوتي واخواتي ان اردت اخذه فعليك بتطبيق اوامر الله عز وجل وفرائضه وسوف تنعم بالجنة باذن الله حتى وانت في الارض لان الايمان هو جنة بحد ذاته.

المصدر: مكتوب

Source: Annajah.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *