أحمد التميمي

إربد – تغيب جائحة فيروس كورونا المستجد عن شعارات المترشحين للانتخابات النيابية في محافظة اربد، رغم سيطرة تداعيات الجائحة على أحاديث المواطنين، اذ خلت الشعارات من اي حديث عن الجائحة، وما يمكن أن يقدم من خطط وتشريعات، لمواجهة استمرار تزايد الإصابات بالوباء.
ويقول رئيس اللجنة المالية في مجلس محافظة اربد، محمد عبابنة، ان “شعارات المترشحين مستهلكة تركز على الجانب الخدمي وتشغيل الشباب المتعطلين عن العمل”.
ويشير إلى أن “شعارات المترشحين خلت تماما من التطرق إلى جائحة كورونا، وما يمكن أن يفعله المترشحون في حال وصولهم إلى مجلس النواب في مناقشة هذه الجائحة ومدى تأثيرها على المواطنين”.
ويضيف عبابنة أنه “يجب على المترشحين ايلاء هذه الجائحة جزءا من برنامجهم الانتخابي في ظل تأثيرها على حياة المواطنين، وما خلفته من آثار اقتصادية واجتماعية”، موضحًا أنه كان الأجدى بالمترشحين طرح حلول وبرامج واقعية للتعامل مع هذا الوباء، من خلال التقدم بمشاريع للحكومة مستقبلا بإنشاء مستشفيات ومراكز متخصصة لعلاج مرضى كورونا.
ويلفت إلى أن جائحة كورونا وما رافقها من تداعيات خلال الأشهر الماضية من فقدان العديد من المواطنين لوظائفهم، تستدعي من المترشحين وضع خطط وبرامج للتعامل مع هذه المشكلة.
ويؤكد عبابنة، أن تأثير جائحة كورونا سيخفف من نسبة المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، في ظل تخوف المواطنين للذهاب إلى صناديق الاقتراع، خوفا من إصابتهم بالفيروس.
ويقول إنه كان الأجدى بالمترشحين الابتعاد عن الشعارات المستهلكة والتي تهدف إلى كسب ود الناخبين، مؤكدا أن الناخب بات واع لما يتم طرحه من شعارات وإمكانية تحقيقها على ارض الواقع.
المواطن احمد علوة، من جهته يستغرب “غياب كورونا عن شعارات المترشحين في محافظة اربد بالرغم من ان الازمة أصبحت الشغل الشاغل للمواطنين”، لافتًا إلى أن غياب الشعارات فيما يتعلق بالجائحة، تدل على أن المترشحين هدفهم من خلال شعاراتهم التي يطرحوها والمتعلقة بالخدمات الوصول إلى قبة البرلمان، دون تركزيهم على الظرف الاستثنائي التي تمر به الأردن.
الناشط الاجتماعي لؤي يونس، من جانبه يقول ان “غياب جائحة كورونا عن شعارات المترشحين يدل على قلة الوعي لديهم بخطورة هذا المرض، وعدم قدرتهم على التعامل مع الازمة في حال وصولهم لقبة البرلمان”.
ويضيف أن “جائحة كورونا يجب أن تتصدر الأولوية في شعارات المترشحين، ويكون هناك خطط وبرامج لدعم جهود الحكومة الرامية للقضاء على هذا الفيروس”.
ويشير يونس إلى أن “هذه الانتخابات تشهد حالة فتور جراء جائحة كورونا، ومدى الآثار الاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي خلفتها هذه الجائحة”، مؤكدًا غياب المترشحين المتخصصين في قضايا الصحة في محافظة اربد، والذين يسهم وصولهم لمجلس النواب باقتراح قوانين وتشريعات للتعامل مع هذه الجائحة.
المحامي حاتم بني حمد، بدوره يقول ان “معظم المترشحين في محافظة اربد طرحوا شعارات مستهلكة، إضافة إلى اكتفاء بعضهم بنشر صورهم بأحجام مختلفة”، مؤكدًا أن هذه المرحلة، “تتطلب من المترشحين برامج انتخابية حقيقة يمكن تحقيقها على ارض الواقع وخصوصا في برامج الرقابة والتشريع”.
ويضيف أن “غياب جائحة كورونا عن برامج المترشحين، يدل على أن هدفهم الفوز والوصول إلى مجلس النواب دون أي برامج يمكن تحقيقها”، لافتًا إلى ان “جائحة كورونا تسيطر على أحاديث المواطنين في كل مكان وتسببت بآثار اقتصادية واجتماعية ونفسية للمواطن، لما خلفتها من بطالة وفقر وحالة ركود اقتصادي”.
ويدعو بني حمد المترشحين من خلال قوائمهم الانتخابية “إلى تبني برنامج وطني يسهم في التخفيف من الآثار السلبية التي رتبتها جائحة كورونا خلال الأشهر الماضية”.