‘);
}

مكانة الأم والزوجة في الشريعة الإسلامية

حضّ الإسلام على برّ الوالدين وجعله في ميزان الله ثقيلاً، وخصّ الأمّ بالبرّ، لمكانتها وفضلها العظيم على أبنائها منذ أوّل يوم حملت فيهم، ولقد ذكر الله -تعالى- الأمّ في القرآن الكريم مراراً ولم يكتفِ ببرّ الوالدين بالعموم، ولذلك قال الله سبحانه: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)،[١] وقال الله سبحانه: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا)،[٢] وفي الحديث الشريف الوارد عن النبي -عليه السلام- أنّه أوصى بحسن صحابة الأمّ ثلاث مرات قبل أن يوصي بالأب مرّة واحدة. وليس كلّ ذلك وغيره إلا لعظيم دور الأمّ، ومكانتها في العائلة.[٣]

ولمّا كان الإسلام منبّهاً على دور وفضل الأمّ، ومكانتها العظيمة في التربية، فإنّه سبق ذلك بالتوصية على حسن اختيار الزوجة، حين يقبل الرجل على الزواج، حتى تكون الزوجة قادرة على إتقان المهمّات الموكلة إليها من تربية وتدبير للأسرة، إذ إنّ الأسرة في نظر المشرّع هي النواة الأولى للمجتمع الإسلامي كاملاً، فيجب أن تكون صالحة متماسكة قوية الأركان تجاه أيّ مفاسد أو فتن قد تعتريها. وبداية ذلك كلّه يكمن في حسن اختيار الرجل للمرأة الصالحة، وحسن اختيار المرأة للزوج الصالح. وفي هذا المقال ذكرٌ لصفات الزوجة الصالحة، وبعض النصائح للمقبلين على الزواج عموماً.[٣]