‘);
}
كيفية الاستدلال بالمعجزات على وجود الله
المعجزة هي الوسيلة التي ترافق دعوى النبوّة لإثباتها وإثبات صدق مدّعي النبوة، وهي التي تقود في النهاية إلى الإيمان بوجود من خلق المعجزة، والإيمان بمَن أرسل الرسل والأنبياء، وفيما يأتي مزيد بيان عن المعجزة وكيفية الاستدلال بها على وجود الله -تعالى-.
كيف تشير المعجزة إلى وجود الله
جوهر المعجزة يدل على أمر عجز البشر عن الإتيان بمثله، ممّا زاد في قناعتهم بأنّها من عند غير البشر، أي من عند قوة غيبية يجب أن يتوجّهوا لها بالحب، والخوف والرجاء، والعبادة، وهي من الله -تعالى-، فلا شك أنّ من أَوْجد المعجزة أكمل وأقوى من تلك المعجزة، لأنّ المعجزة تشير إلى صفات من أوجدها،[١] ومثال ذلك ما يأتي:
- معجزة سيدنا سليمان -عليه السلام-
‘);
}
حيث إنّ معجزته كانت متعلّقة في التحكّم في العوالم الغيبية؛ كالجن والشياطين، كما كان يتحكّم في عوامل الطبيعة، فدلّ ذلك على وجود إلهٍ له القدرة على التحكّم في العوالم الأخرى التي لا يعلمها البشر، بل ولا يقدر عليها البشر أصلاً، وصاحب هذه القدرة هو الله -تعالى-.
- معجزة إحياء الموتى على يد سيدنا عيسى -عليه السلام-
تشير المعجزة إلى وجود إلهٍ له قدرة على إحياء الموتى، وهي قدرة لا يملكها البشر أبداً، فدلّت المعجزة على صفة القدرة للإله، وصاحب هذه القدرة هو الله -تعالى-.
- معجزة سيدنا موسى -عليه السلام-
وهي العصا التي تنقلب إلى حية تتحرّك على قيد الحياة، فدلّت على وجود إلهٍ له قدرة حقيقية أقوى من قدرة السحر الموهومة، ودلّت على إلهٍ يملك أن يقلب حقيقة الأشياء من جماد إلى حياة حقيقة لا خداعاً، وهذا الإله هو الله -تعالى-.[٢]
وإذا ثبت عجز الخلق على أن يقدّموا معجزة مثل معجزة الأنبياء؛ فعندها وجب عليهم تصديق النبي فيما يقول من وجود إله، ويجب التوجه إليه وحده في العبادة، فغاية المعجزة الوصول إلى هذه النقطة. [٣]
معنى المعجزة
يدل الجذر اللّغوي عَجَزَ على الضعف،[٤] والمعجزة في الاصطلاح: أمر خارق للعادة يجريه الله -تعالى- على يد مدّعي النبوّة تصديقاً بدعواه وأنّه مرسل من عند الله -تعالى- بحق، ويتحدّى بها قومه،[٥] والمعجزة بهذا المعنى لا تكون إلّا للأنبياء والرسل -عليهم الصلاة والسلام-.[٦]
وهي تدل على أنّ صاحبها يقول الحق، وأنّ الكذب عليه لا يصح،[٧] فالمعجزة شهادة من الله -تعالى- على أنّ صاحبها صادق في دعواه، ولو كان كاذباً لأظهر الله -تعالى- كذبه.[٨]
وظيفة المعجزة
المعجزة أمر يتحدّى به صاحب دعوى النبوة كافة الناس بأن يأتوا بمثلها،[٩] فإن عجزوا عن ذلك ثبت أنّ صاحب المعجزة صادق في دعواه بأنّه نبي، وعلى الذين أُرسل إليهم أن يتّبعوه فيما جاء به من عند الله -تعالى-.
ووظيفة المعجزة: أن تُعجز الناس عن الإتيان بمثلها، فإذا عجزوا وجب عليهم أن يتبعوا مَن جاء بها؛ لأنّه لا يمكن له أن يأتي بها من عنده، لأنّها فوق قدرة البشر، فهي من عند قادر وهو الله -تعالى-.[١٠]
المراجع
- ↑عبد المجيد بن محمد الوعلان، الماتريدية، صفحة 44. بتصرّف.
- ↑ابن تيمية، درء تعارض العقل والنقل، صفحة 44. بتصرّف.
- ↑ابن تيمية، مجموع الفتاوى، صفحة 378. بتصرّف.
- ↑ابن فارس، مقاييس اللغة، صفحة 232. بتصرّف.
- ↑عبد القاهر البغدادي، الفرق بين الفرق، صفحة 333. بتصرّف.
- ↑أبو إبراهيم الفارابي، معجم ديوان الأدب، صفحة 295. بتصرّف.
- ↑الجصاص، أحكام القرآن، صفحة 242. بتصرّف.
- ↑الباقلاني، تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل، صفحة 33. بتصرّف.
- ↑الباقلاني، إعجاز القرآن، صفحة 24. بتصرّف.
- ↑خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير صحيح؛
لا نص تم توفيره للمراجع المسماة522187f2_9c81_4073_9ccd_e6a41597e3ec