تتكون القدم والكاحلك من 26 عظمة و 33 مفاصل وأكثر من 100 وتر، ويعد الكعب هو أكبر عظم في القدم، وألم الكعب هو مشكلة القدم الشائعة، ويحدث الألم عادة تحت الكعب أو خلفه مباشرة، حيث يتصل الوتر العقبي بعظم الكعب، كما أنه يمكن أن يؤثر في بعض الأحيان على جانب الكعب، ويعرف الألم الذي يحدث تحت الكعب باسم التهاب اللفافة الأخمصية، وهذا هو السبب الأكثر شيوعاً لآلام الكعب.

في معظم الحالات لا يكون سبب ألم الكعب ناتجاً عن الإصابة، وعادة ما يكون في البداية خفيفاً، لكنه قد يصبح شديداً تدريجياً لدرجة أنه قد يعيق الحركة في بعض الأحيان، وعادة ما يختفي الألم من دون العلاج في بعض الحالات، كما قد يستمر في حالات أخرى ويصبح مزمناً.

عوامل خطر الإصابة بآلام الكعب

من عوامل زيادة خطر الإصابة بآلام الكعب ما يلي:

  • العمر، حيث يزداد خطر الإصابة بألم الكعب عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 إلى 60 عاماً.
  • البدانة، حيث يمكن أن يسبب الوزن الزتئد ضغطاً على اللفافة الأخمصية للكعب.
  • الوقوف لفترات طويلة، حيث يؤدي الوقوف على الأسطح الصلبة لعدة ساعات إلى تلف الأنسجة.

أسباب الإصابة بآلام الكعب

لا ينتج ألم الكعب عادة عن إصابة واحدة مثل الالتواء أو السقوط، ولكنه يحدث بسبب الإجهاد المتكرر للكعب، وغالباً ما يكون ناتجاً عن النشاط البدني، حيث يتراوح الألم من بسيط إلى شديد.

تشمل أسباب الألم في الكعب التهاب المفاصل، أو الإصابة بالعدوى، أو وجود مشكلة في المناعة الذاتية، أو حدوث صدمة، أو مشكلة عصبية، ومن الأسباب الأخرى الشائعة لآلام الكعب ما يلي:

  • التهاب اللفافة الأخمصية (بالإنجليزية: Plantar fasciitis)، وتعرف اللفافة الأخمصية بأنها رباط قوي يشبه الوتر يمتد من عظم العقب (بالإنجليزية: Calcaneum) إلى طرف القدم عند الأصابع، ويكون الألم تحت الكعب.
  • التهاب التجويف الكيسي أو التهاب الجراب (بالإنجليزية: Bursitis)، حيث يحدث التهاب في الجزء الخلفي من الكعب في منطقة الجراب، وهو كيس ليفي مليء بالسوائل، وينتج هذا الألم عن الهبوط بشكل مفاجئ وقوي على الكعب، أو نتيجة الضغط الناجم عن الأحذية، ويكون الألم في هذه الحالة عميقاً داخل الكعب أو في مؤخرته، وفي بعض الأحيان ينتفخ وتر العرقوب، ويزداد الألم سوءاً.
  • نتوء الكعب (بالإنجليزية: Heel bumps)، وهي حالة شائعة عند المراهقين بسبب عدم نضوج الكعب بشكل كامل بعد، حيث تؤدي حركة المراهقين الكثيرة إلى حدوث احتكاك زائد على الكعب، مما يؤدي إلى تكوين نتوءات عظمية زائدة، وغالباً ما يحدث ذلك بسبب الإصابة بالقدم المسطحة، أو ارتداء الكعب العالي عند الإناث.
  • متلازمة النفق الرسغي للقدم (بالإنجليزية: Tarsal tunnel syndrome)، ويحدث هذا بسبب الضغط المتزايد على العصب الكبير الموجود في الجزء الخلفي من القدم، وهو نوع من الانضغاط العصبي الذي يمكن أن يحدث إما في الكاحل أو القدم.
  • التهاب مزمن في وسادة الكعب (بالإنجليزية: Chronic inflammation of the heel pad)، حيث تصبح وسادة الكعب رفيعة جداً، نتيجة الخطوات الثقيلة.
  • كسر الإجهاد (بالإنجليزية Stress fracture)، وهذا مرتبط بالإجهاد المتكرر أو التمارين الشاقة أو الرياضة أو الأعمال اليدوية الثقيلة، حيث يكون العدائون عرضة بشكل خاص لكسر الإجهاد في عظام مشط القدم، كما يمكن أيضاً أن يحدث ذلك بسبب الإصابة بهشاشة العظام.
  • داء سيفر (بالإنجليزية: Sever’s disease)، وهو السبب الأكثر شيوعاً لألم الكعب عند الأطفال والمراهقين الرياضيين، والذي يسببه الإفراط في استخدام الكعب، والصدمة الدقيقة المتكررة لألواح النمو (بالإنجليزية: Growth plates) في عظام الكعب، حيث يصيب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 7 إلى 15 عاماً.
  • التهاب وتر أخيل (بالإنجليزية: Achilles tendinitis)، والمعروف أيضاً باسم اعتلال الأوتار التنكسية، أو التهاب الأوتار ، أو اعتلال الأوتار، وهي حالة مزمنة مرتبطة بالتدهور التدريجي لوتر أخيل، ففي بعض الأحيان، لا يعمل وتر أخليل بشكل صحيح بسبب تمزق الوتر المجهري البسيط المتعدد، والذي يؤدي إلى فقدان إمكانيته في إصلاح وعلاج نفسه بنفسه.
  • تمزق وتر أخيل (بالإنجليزية: Achilles tendon rupture).
  • تمزق اللفافة الأخمصية (بالإنجليزية: Plantar fascia tear).
  • ورم النسيج اللين (بالإنجليزية: Soft tissue mass).
  • التهاب المفاصل الجهازية (بالإنجليزية: Systemic arthritis)، مثل الذئبة الحمامية، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والتهاب المفاصل الصدفي.
  • التعرض للكسر في العظم، وتعتبر هذه الحالة حالة طوارئ طبية، وقد تكون هناك حاجة الرعاية العاجلة.
  • التهاب الفقار اللاصق (بالإنجليزية: Ankylosing spondylitis)، يؤثر هذا النوع من التهاب المفاصل بشكل أساسي على العمود الفقري، ويسبب التهاب شديد في الفقرات قد يؤدي في النهاية إلى ألم مزمن وإعاقة في الحركة.
  • مشاكل في الدورة الدموية.
  • الوقوف بشكل خاطئ عند المشي أو الجري.
  • وجود كيس مملوء بالسوائل في العظم (بالإنجليزية: Bone cyst).
  • النقرس (بالإنجليزية: Gout)، الذي يحدث عندما ترتفع مستويات حمض اليوريك في الدم حتى تبدأ بلورات اليوريت في التراكم حول المفاصل، مسببة الالتهاب وألم شديد.
  • الورم العصبي (بالإنجليزية: Neuroma) أو التهاب أعصاب مورتون (بالإنجليزية : Morton’s neuroma)، ويحدث ذلك عندما يتورم العصب الواقع بين قاعدة أصابع القدم الثاني والثالث.
  • التهاب العظم والنقي (بالإنجليزية: Osteomyelitis)، وهو التهاب يحدث في العظم أو النخاع العظمي، قد ينتج عن إصابة أو عملية جراحية، أو قد تدخل العدوى في نسيج العظم من مجرى الدم، وتشمل الأعراض ألماً عميقاً وتشنجات عضلية في منطقة الالتهاب بالإضافة إلى الحمى.
  • الاعتلال العصبي المحيطي (بالإنجليزية: Peripheral neuropathy)، الذي ينطوي على تلف الأعصاب، ويمكن أن يؤدي إلى ألم وتنميل في اليدين والقدمين، ويمكن أن ينتج ذلك عن الإصابات المؤلمة، والالتهابات، واضطرابات التمثيل الغذائي، والتعرض للسموم، بالإضافة إلى الإصابة بمرض السكري.
  • التهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis)، وهو حالة مناعية ذاتية تقدمية تسبب الالتهاب والألم في المفاصل والأنسجة حول المفاصل والأعضاء الأخرى في جسم الإنسان، حيث يصيب عادة المفاصل في اليدين والقدمين أولاً، ولكن قد يتأثر به أي مفصل آخر في الجسم.

ألم جانب القدم

يؤثر ألم جانب القدم على الجزء الخارجي من الكعب أو القدم، ومن أسبابه ما يلي:

  • كسر الإجهاد.
  • التواء.
  • متلازمة العظم المكعب (بالإنجليزية: Cuboid syndrome).
  • التهاب الأوتار العظمي.
  • مشاكل القدم الخلقية.

علاج آلام الكعب

تتعافى معظم الحالات من دون علاج في غضون عدة أشهر، وتشمل خيارات العلاج ما يلي:

  • الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (بالإنجليزية: Non-steroidal anti-inflammatory drugs)، حيث يمكن لهذه الأدوية أن تقلل من الألم والتورم، كما قد يتم حقن مضادات الالتهاب الستيرويدية عندما تكون مضادات الالتهاب غير الستيرويدية غير فعالة، ولكن يجب استخدامها بحذر، لأن الاستخدام طويل الأمد يمكن أن يكون له آثار ضارة.
  • يمكن للعلاج الطبيعي أن يعمل على تمدد الرباط الأخمصي ووتر أخيل، ويقوي عضلات الساق السفلية، مما يؤدي إلى تثبيت أفضل للكاحل والكعب.
  • استخدام الأشرطة الرياضية المطاطية اللاصقة (بالإنجليزية: Athletic taping)، حيث يمكن أن تعطي الجزء السفلي من القدم دعما أفضل.
  • استخدام التركيبات التقويمية (بالإنجليزية: Orthotics devices) أو الأجهزة المساعدة في تصحيح مشاكل القدم أثناء عملية الشفاء.
  • العلاج بالموجات التصادمية من خارج الجسم (بالإنجليزية: Extracorporeal shock wave therapy)، حيث يهدف هذا العلاج إلى توجيه موجات صوتية في المنطقة المصابة لتشجيع الشفاء وتنشيطه، وينصح بهذا العلاج فقط للحالات طويلة الأجل التي لم تستجب للعلاج.

اقرأ أيضاً: ما هو العلاج الطبيعي ؟

الجراحة لعلاج آلأم الكعب

في حال لم تنجح العلاجات الأخرى، يمكن اللجوء للجراحة لعلاج آلام الكعب، حيث يقوم الجراح بفصل اللفافة الأخمصية عن عظام الكعب، وقد ينتج عن هذا خطر إضعاف قوس القدم.

الجبائر الليلية لعلاج آلام الكعب

قد يتم تركيب جبيرة ليلية للقدم للحفاظ عليها أثناء النوم، حيث يعمل ذلك على حمل اللفافة الأخمصية ووتر أخيل في وضع طولي أثناء الليل مما يساعد على تمددها.

الحالات التي تستدعي الذهاب للطبيب

يمكن للشخص الذي يعاني من آلام الكعب تجربة بعض العلاجات المنزلية أولاً، مثل الراحة لتخفيف الأعراض، وفي حال لم يشعر بالتحسن خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، فيجب عليه تحديد موعد مع الطبيب، كما يجب عليه الاتصال بالطبيب على الفور إذا واجه ما يلي:

  • الألم الشديد.
  • الألم المفاجئ.
  • احمرار الكعب.
  • تورم الكعب.
  • عدم القدرة على المشي بسبب الألم.

الطرق المنزلية المستخدمة في العلاج

يمكن تجربة هذه الطرق في المنزل لتخفيف الألم والانزعاج:

  • الحصول على قسط من الراحة قدر الإمكان.
  • ضع الثلج على الكعب لمدة 10 إلى 15 دقيقة مرتين في اليوم.
  • استخدام مسكنات الألم التي تصرف بدون وصفة طبية.
  • ارتداء الأحذية المناسبة.
  • ارتداء جبيرة الليل.

في حال لم يحصل المصاب على الاستفادة من خلال استراتيجيات الرعاية المنزلية السابقة في تخفيف آلامه، فعليه مراجعة الطبيب، حيث سيقوم الطبيب بإجراء فحص بدني ويسأله عن الأعراض التي تطرأ عليه ومتى بدأت، كما قد يأخذ الطبيب أيضاً قراراً بإجراء أشعة إكس لتحديد سبب ألم الكعب، وبمجرد أن يعرف الطبيب ما الذي يسبب الألم، سيكون بإمكانه تزويده بالعلاج المناسب.

مضاعفات آلام الكعب

قد يكون ألم الكعب عائقاً ويؤثر على تحركات الشخص اليومية، كما قد يغير أيضاً الطريقة التي يمشي بها، وإذا حدث هذا، فقد يكون أكثر عرضة لفقدان توازنه وسقوطه، مما يجعله أكثر عرضة للإصابات الأخرى.

منع الإصابة بآلام الكعب

قد لا يكون من الممكن منع جميع حالات آلام الكعب، ولكن هناك بعض الخطوات السهلة التي يمكن اتخاذها لتجنب إصابة الكعب ومنع الألم:

  • ارتداء الأحذية المناسبة التي تعمل على دعم القدم بشكل صحيح.
  • تحمية العضلات قبل التمرين.
  • الحفاظ على نظام غذائي صحي.
  • أخذ قسط من الراحة عند الشعور بالتعب أو آلام العضلات.
  • الحفاظ على وزن صحي.