إصابة طفل صغير بالحروق أمر وارد ومحتمل في كثير من المنازل، فهو معرض لسقوط المشروبات الساخنة التي يتناولها على جسمه، أو نتيجة تعثره أثناء الجري بإناء من الماء الساخن، إضافة إلى اختيار الكثير من الأطفال للمطبخ لممارسة بعض الألعاب، وهو ما يجعلهم أكثر عرضة للحروق.

وقد تكون بعض الحروق طفيفة يمكن التعامل معها في البيت بسهولة من خلال بعض الوصفات الطبيعية والمواد المنزلية، أما في حالة إصابة الطفل بحروق عميقة فلا بد من اللجوء إلى الطبيب فوراً.

وتصيب الحروق طبقات الجلد والبشرة الخارجية أو يمكن أن تصل إلى نسيج العضلات، نتيجة الحروق الشديدة، وكل حالة لها طرق علاج مختلفة، ومن ثم يجب على الأم التعرف على أنواع هذه الحروق، للتصرف بالطريقة المناسبة.

اقرأ أيضاً: الحروق و اسعافاتها الأولية

أنواع حروق الأطفال

تقسم الحروق إلى ثلاثة أنواع حسب خطورتها، فحروق الدرجة الأولى هي الأقل ضررا، وتصيب الطبقة الأولى أو الخارجية أو السطحية للجلد والبشرة، ويسهل تعامل الأم معها ببعض المواد الطبيعية والطرق السهلة.

أما جروح الطبقة الثانية فهي أشد خطورة من الأولى وتصل إلى طبقات أعمق من الجلد، ثم تأتي جروح الدرجة الثالثة، وهي التي تصل للعمق وتخترق كل طبقات الجلد وتصيب الأنسجة الداخلية، والنوع الثاني والثالث يحتاجان إلى الطبيب والعناية المركزة.

أسباب حروق الأطفال

يتوفر بعض العوامل والمسببات التي يمكن أن تسبب هذه الحروق للأطفال، ومنها اللعب بجانب المكواة أو وضع الأصابع في مصادر الكهرباء، وكذلك عضعضة الأسلاك المكهربة، أو وضع شيء صلب في مصدر الكهرباء.

ويمكن أن يتسبب اللعب في المطبخ بالحروق، حيث يسهل للطفل لمس الفرن الساخن أو وضع يده على موقد الطبخ، أو سقوط المياه الساخنة على جسمه وهو يلهو بجانبها، وكذلك سقوط المشروبات الساخنة، وخصوصاً أن بعض الصغار يصر على حمل كوب الشاي أو الأعشاب، فيسقط على جسمه بشكل عفوي.

ويحترق بعض الصغار نتيجة التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة، مثلما يحدث في أوقات الصيف، فنجد جلد الطفل يحترق بصورة كبيرة بعد استمراره أياماً في أوقات الشمس الحامية.

كما يوجد أسباب أخرى للحروق، ومنها تعرض الطفل لأنواع من المنظفات الكاوية المتوفرة بشكل طبيعي في المنازل، وأيضا بعض المواد الكيماوية والبطاريات والمبيضات.

للمزيد: فوائد ومخاطر تعريض الطفل للشمس


علاج حروق الأطفال

تصنف حروق الدرجة الأولى على أنها أبسط أنواع الحروق، والتي يمكن للأم سرعة التعامل معها، وتشفى من تلقاء نفسها ولا تترك أثراً على طبقة الجلد، وفيها تصيب الحروق الطبقة الأولى من الجلد فقط، ومن أعراضها الواضحة حدوث احمرار في موضع الحرق، مع ظهور تورم وانبعاث ألم يصرخ منه الطفل، كما يظهر الجلد في حالة جفاف من دون حبوب أو تقرح.

ويوجد عدة طرق لتعامل الأم مع حروق طفلها من الدرجة الأولى، وهي في المنزل دون اللجوء إلى الطبيب، منها إعطاء الطفل مسكناً إذا كان الألم شديداً ولا يحتمله الصغير، ثم تسارع لتبريد مكان الحرق بماء الصنبور (الحنفية) أو المياه الباردة، ويمكن عمل كمادات مياه باردة ووضعها مباشرة على مكان الحروق، لفترة تصل إلى نحو ربع ساعة، أو أقل حسب تحسن الحالة.

وبعد التبريد تغطي الأم الحروق بلطف ويفضل الشاش، وتتجنب الشد والضغط على المكان المصاب، ثم يترك لفترة تصل من أربعة إلى سبعة أيام ليتعافى ويتم الشفاء التام، وهي الفترة التي تحتاجها طبقة الجلد السطحية لتعود لطبيعتها، بعد مرورها بعملية التقشير التي تستغرق يومين.

ويجب الذهاب للطبيب إذا كانت حروق الدرجة الأولى في أماكن ممتدة ومساحات كبيرة، أو أصابت أحد المفاصل الأساسية من الجسم، لأن الألم سوف يكون شديدا للغاية ويمكن أن يؤثر في وعي الطفل.

وتحدث حروق الدرجة الثانية عند وصول الحرق لأكثر من طبقة من الجلد، وهو من الإصابات التي تعتبر متوسطة، ولكنه أكثر خطورة من الدرجة الأولى، ومن علاماته ظهور التقرح والبثور والفقاقيع، وتزيد درجة التورم والاحمرار.

وتستغرق فترات الشفاء من حروق الدرجة الثانية وقتاً أطول، نظراً لمدى درجة شدة الحرق والطبقات التي وصل إليها، وتصل مدة الشفاء من 20 إلى 30 يوما في غالبية الحالات، وتزيد قليلا في الأنواع الأكبر.

يعتبر حرق الدرجة الثالثة من أشد أنواع الحروق، لأنه يتغلغل إلى كل طبقات الجلد، ويصل إلى الأنسجة الأخرى، ويسبب ألما شديدا ويصل إلى درجة التنميل أو الخدران. ومن الأعراض كذلك إصابة الجلد بالجفاف التام، ويتحول في بعض الحالات إلى اللون الأبيض الشمعي.

ويتفحم الجلد أو يكون بشكل بني غامق. ويحتاج الطفل للرعاية الخاصة والمتابعة الدورية، ويكون الطبيب هو المعالج والمحدد لخطة الشفاء.

وتتوقف فترة الشفاء على درجة قوة وعمق الحروق واتساعها، بالإضافة إلى مهارة العلاج والأدوية والاستجابة، ويلجأ بعض الأطباء إلى إجراء عمليات تجميل وترقيع للجلد التالف والحروق، حيث يتم أخذ أجزاء من الجلد الطبيعي السليم، ثم توضع في أماكن الحروق بطريقة جمالية تساعد على سرعة التئام البشرة في هذا المكان المتضرر.

اقرأ أيضاً: الآلام الناجمة عن تعرض الجلد إلى الحروق وطرق تخفيفها


خطوات مهمة يجب على الأم اتباعها

ويوجد بعض الخطوات المهمة التي يجب على الأم اتباعها في حال تعرض طفلها للحروق من الدرجتين الثانية والثالثة، وهي إبعاد الطفل عن مكان الحرارة فورا كخطوة أولى ضرورية، ثم نزع الملابس المحترقة من على جسم الصغير، وبعد ذلك اتباع عملية التبريد.

ويحذر الخبراء من وضع الشحوم والزبد على مكان الحروق، وذلك لعدم إصابة الجرح بالتلوث والعدوى والجراثيم، كما ينبغي تعقيم مكان الحروق والمحافظة على نظافتها باستمرار.

وتطلب الأم أو الأب الإسعاف مع إبقاء الطفل في وضعه، وعدم الاجتهاد في وضع أية مواد على المنطقة المحروقة، ويمكن ترك الملابس الملتصقة على الجسم في حال صعوبة نزعها، ويفضل الأطباء إعطاء الطفل مسكن الباراسيتامول، من أجل تخفيف حدة الوجع.

التبريد والشاش المعقم

تشير دراسة حديثة إلى أنه يجب ألا تتجاهل الأم عملية تبريد موضع الحروق، لأنها تعمل على تقليل حرارة الجلد، ومنع تورم مكان الحروق، وهي من الخطوات الضرورية للغاية في حالة الحروق من الدرجة الأولى، وتساعد في الشفاء بدرجة 80 في المئة.

وتنصح الدراسة باستعمال الماء البارد فقط في تبريد موضع الحروق، وعدم استخدام الثلج في هذه العملية، لأنه يفاقم ويزيد من درجة خطورة الحروق، ويحدث أضراراً بالغة للجلد تشبه الحرق.

وكشفت الدراسة أن بعض الأشخاص يقومون باستخدام معجون الأسنان وبياض البيض في وضعه على مكان الحروق، وهذه الأساليب خاطئة ولا يوجد لها أساس علمي، ولكنها من الثقافات المتوارثة والشائعة في بعض المجتمعات.

كما يجب وضع الشاش المعقم في أماكن ومواضع الحروق، وعدم استخدام القطن أو اللاصق، لأنهما يلتصقان بشكل كبير في الجلد المحروق، ويسببان العديد من الألم والمشكلات، ويعيقان عملية التئام طبقات الجلد.

ودور الأم مهم في متابعة موضع الحروق، وتأمين عملية الالتئام الطبيعية، وعند ارتفاع درجة حرارة الطفل، وظهور تورم أو زيادة الألم والاحمرار يجب الرجوع للطبيب المختص، لمعرفة إذا كان هناك نوع من العدوى تسلل إلى الجلد.

متى على الأم استدعاء الإسعاف؟

تطلب الأم الرعاية الصحية والإسعاف فورا في بعض الحالات، والتي لا يجب التهاون فيها حفاظا على صحة وحياة الصغير، ومنها في حالة تعرض الطفل لحروق من النوعين الثاني والثالث، وكذلك إذا كانت الحروق ناتجة من المواد الكيماوية والكهرباء، والحرق المباشر بالنار. وكذلك إذا أصيب الطفل بالحروق في فروة الدماغ أو الوجه أو الأعضاء التناسلية، وأيضاً اليدين، وفي حالة مصاحبة الحروق للتقيح والانتفاخ وزيادة درجة الاحمرار.

وتستدعي الأم المسعفين أيضا في حال كانت الحروق تغطي أكثر من عشرة في المائة من مساحة الجلد، لأن الألم سوف يكون شديدا ولا يتحمله الطفل، ويمكن أن يصاب بصدمة عصبية يفقد على أثرها الحياة، حتى وإن كان الحرق من النوع البسيط أو الأول ولكن مساحته كبيرة.

للمزيد: تعرف على طرق إزالة الحروق من خلال التجميل