‘);
}

التيمم

ميّز الله الأمة الإسلامية بِكثيرٍ من الخصائص والفضائل؛ ومنها أنّه شرع لهم التيمم بديلاً عن الوضوء في حالاتٍ مُعينةٍ، لحديث النبي: (أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أحَدٌ قَبْلِي: نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وجُعِلَتْ لي الأرْضُ مَسْجِدًا وطَهُورًا، فأيُّما رَجُلٍ مِن أُمَّتي أدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ)،[١] ومن حكمة الله في الجمع بين عبادة التيمم والوضوء؛ أنّ التيمم يكون بالتراب إشارةً من الله للإنسان بأصلِ خِلقته، وبالوضوء الذي يكون بالماء إشارةً منه -سُبحانه- إلى أنّ الماء سبب وجود الحياة وبقائها،[٢] وقد ورد الأمر من الله بتشريع التيمم في السنة السادسة للهجرة، وبالتحديد في غزوة بني المُصطلق، وذلك حينما بعث النبي الصحابة للبحث عن العِقد الذي أضاعته السيدة عائشة، وعندما جاء وقت الصلاة، لم يكن مع الصحابة ماءً، فأنزل الله آية التيمم.[٣]

والتيمم في اللُغة بِمعنى قصد الشيء، فيُقال: يمَّمتُه وتَيَمَّمته؛ أي إذا قصدته، والأصل التعمّد والتوخّي، وقد ورد ذكر هذه المعاني في القُرآن، كقوله تعالى: (فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا)،[٤] أي اقصدوا الصعيد الطيب، وكَثُر استعمال العرب لهذه الكلمة حتى صار اسماً شرعياً لمسح الوجه واليدين بالتراب.[٥] أمّا في الاصطلاح الشرعي فهو: إيصال التراب إلى الوجه واليدين بشروطٍ مخصوصةٍ.[٦]