‘);
}

أهمية تعلّم الصلاة

ممّا يدلّ على عظم قدر الصلاة في الإسلام، أنّ الله -تعالى- لم يفرضها في الأرض كباقي الفرائض، بل فرضها في السماء يوم أُسري برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، بالإضافة إلى أنّ الصلاة عماد الدين، وقد أمر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بتعليم الأبناء الصلاة من عمر سبع سنين، حيث قال: (مرُوا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سِنِينَ، واضرِبوهم عليها وهم أبناءُ عشرِ سِنِينَ ،[١] فلا بُدّ من تعليم الأولاد على الصلاة، وفي البداية يجب تعليمهم كيفية الوضوء الصحيح، ومن طرق التعليم الجيدة القيام بالوضوء والصلاة أمامهم، وفيما يأتي بيان كيفيّة الوضوء الصحيح والصلاة الصحيحة.[٢]

الوضوء

يُعرّف الوضوء بالمسح والغسل على أعضاءٍ مخصوصةٍ، أو إيصال الماء للأعضاء الأربعة؛ وهي: الرأس، واليدين، والوجه، والرجلين،[٣] ولا بُدّ من الإشارة إلى كيفية الوضوء، ويكون ذلك بمعرفة ما فرضه الله تعالى من فرائضٍ للوضوء، وقد اتفق أهل العلم على أنّها مجموعةٌ في قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا)،[٤] وهي: غسل الوجه، وغسل اليدين إلى المرفقين، ومسح الرأس، وغسل الرجلين إلى الكعبين، بالإضافة إلى بعض الواجبات التي اختلف أهل العلم فيها؛ كالنية، واستدلّ الذين قالوا بفرض النية بقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (إنّما الأعمالُ بالنياتِ، وإنّما لكلِّ امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرتُه إلى دنيا يصيُبها، أو إلى امرأةٍ ينكحها، فهجرتُه إلى ما هاجر إليه)،[٥] وذهب فريق آخر إلى أنّ النية سنةً وليست واجبةً، ومن الأعمال المختلف في وجوبها: التسمية؛ إذ استدلّ الذين قالوا بوجوب التسمية بحديثٍ ضعيفٍ، وخالفوا بذلك رأي الجمهور القائل بأنّ التسمية سنةً وليست واجبةً، واستدلّوا بحديث رفاعة بن رافع عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إنَّها لا تتمُّ صلاةُ أحدِكم حتَّى يُسبِغَ الوضوءَ كما أمرَهُ اللَّهُ -عزَّ وجلَّ- فيغسلَ وجْهَهُ ويديْهِ إلى المرفقينِ ويمسحَ برأسِهِ ورجليْهِ إلى الْكعبينِ)،[٦] فلو كانت التسمية فرضاً لذكرها النبي -عليه الصلاة والسلام- في الحديث النبوي الشريف، ومن أعمال الوضوء المختلف في وجوبها: المضمضة والاستنشاق، حيث استدلّ الذين قالوا بوجوبها بحديث لقيط بن صبرة، حيث قال: (قلتُ يا رسولَ اللَّهِ أخبِرني عنِ الوُضوء، قالَ: أسبغِ الوضوءَ وخلِّل بينَ الأصابعِ وبالِغْ فى الاستنشاقِ إلَّا أن تَكونَ صائماً)،[٧] ولكنّهم خالفوا بذلك رأي الجمهور الذين قالوا بسنيّة المضمضة والاستنشاق، واستدلّوا على ذلك بحديث رفاعة بن رافع الذي سبق ذكره، وقالوا لو أنّ المضمضة والاستنشاق من الأمور الواجبة لذُكرت في الحديث، ومن الأعمال المختلف عليها: الترتيب؛ حيث يرى العلماء القائلين بالوجوب؛ وهم: الإمام أحمد بن حنبل، والإمام الشافعي بعدم جواز تقديم عضوٍ على عضوٍ، والدليل على ذلك الترتيب في ظاهر الآية الكريمة، بينما لا يرى الإمام أبو حنيفة والإمام مالك وجوب الترتيب، وقد استدلّوا بحديثٍ المقدام بن معد يكرب، حيث قال: (أتِي رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- بوَضوءٍ فتوضأ فغسلَ كفيه ثلاثاً ثمّ تمضمض واستنشق ثلاثاً وغسل وجهًه ثلاثاً ثمّ غسل ذراعيْه ثلاثاً ثلاثاً ثمّ مسح برأسِه وأذنيه ظاهرِهما وباطنِهما).[٨][٩]