أبغض الحلال هو الطلاق، والانفصال بين الزوجين لا يأتي مفاجأة ولكن يأتي عبر المزيد من التراكمات التي يصبح معها الاستمرار في الحياة استحالة، لذلك في هذا المقال سنتحدث عن تفادي الطلاق وقد وصلت للمرحلة الأخيرة من مراحل استحالة المعيشة مع انعدام التفاهم والخلافات التي تحدث، ولكن قبل ذلك سنتحدث عن المراحل التي تسبق الانهيار وكيف تصل الأمور إلى هذه المرحلة غير المتوقعة من انهيار الحياة الزوجية وتلاشي كل الروابط الزوجية بين الزوجين حتى وإن مرت سنوات عدة على الزواج فإنها تتفكك كما لو أنها لم تكن من البداية.
مراحل الطريق إلى الطلاق
هناك عدة مراحل تمر بها الحياة الزوجية وفي كل مرحلة تمر يصبح تفادي الطلاق أصعب من المرحلة السابقة فما هي مراحل الوصول للطلاق؟
مرحلة التغاضي
مرحلة التغاضي في الحياة الزوجية هي مرحلة التغافل عن الأخطاء الصغيرة أو حتى الكبيرة ويكون في هذه المرحلة هناك رصيد للزوجين يسمح لهما بارتكاب الأخطاء أو ممارسة الأمور السلبية دون توقف أمامها اللهم إلا لفت النظر أو الخلاف البسيط الذي يمر مرور الكرام ولا يبقى سريعًا وهذه المرحلة يكون تفادي الطلاق فيها سهلا وحل المشكلات بسيطا لأنه كما قلنا يكون هناك استناد للرصيد الذي نكوّنه.
مرحلة التراكمات
هي المرحلة التي تلي مرحلة التغاضي والتي تصبح فيها مسألة تفادي الطلاق شاقة نوعا ما وهي المرحلة التي يبلغ فيها التجاوز والتغاضي في المرحلة السابقة مداه وتصبح الأمور متوترة نوعا ما وكل ما في الحياة الزوجية متوتر وعلى المحك حيث تؤول كل كلمة وكل تصرف على محمل سيئ وتتلاشى النية الحسنة بين الزوجين ويشيع الخلاف والصراخ والصياح وتتضاءل مساحة الألفة والمحبة بين الزوجين.
مرحلة الانهيار
المرحلة الأخيرة من مراحل الوصول للطلاق وهي المرحلة التي تلي مرحلة التراكمات والتي تصبح التراكمات فيها كفيلة بإشعال النيران وتفجير براكين الغضب وتنعدم الألفة والمحبة ويكثر تبادل الاتهامات وتحميل كل شخص للآخر مسئولية فشل الزيجة وهنا يبرز الطلاق كحلا ضروريا لإنهاء هذه الحرب الشعواء وإطفاء هذه النار المشتعلة والتي توشك أن تأكل البيت بأكمله وهذه المرحلة هي جوهر هذا المقال وهي التي سنركز عليها بشكل كامل.
كيف يمكننا تفادي الطلاق؟
الآن نتحدث عن كيفية تفادي الطلاق، كيف يمكننا تفادي الطلاق في مراحله المختلفة ولا ريب أننا سوف نتحدث عن المراحل السابقة لمراحل الانهيار بإيجاز بينما سنفصل القول نوعا ما في مرحلة الانهيار وكيفية تفادي الطلاق فيها.
في مرحلة التغاضي
يمكن عدم اللجوء حتى إلى مصطلح تفادي الطلاق في مرحلة التغاضي ولكن يجب أن لا نتغاضى في مرحلة التغاضي لأن التغاضي هو ما يؤدي للتراكمات، والحل في هذه اللحظة هو لفت النظر “إذا سمحت هذا يضايقني” أو “هل تعدني ألا تكرر هذا الأمر ثانية”، “أشعر عندما تقدم على هذا أنك لا تحبني” الحوار والنقاش عمومًا في الأمور حتى وإن كانت صغيرة في مرحلة التغاضي مهم جدا ولا يخلق تراكمات لأنه حتى المواقف الصغيرة تحل أول بأول وما من فرصة تترك لخلق تراكمات مما ينتج عنه أنه لا وصول للطلاق أصلا.
في مرحلة التراكمات
هل يمكن تفادي الطلاق في مرحلة التراكمات؟ بالطبع يمكن وهي مهمة أصعب بالطبع من مرحلة التغاضي وتحتاج إلى مجهود أكثر ولكن في مرحلة التراكمات يصبح تفادي الطلاق أسهل ومتاحا واحتمالية تفاديه أكثر بكثير من المرحلة التي تليه والحل في هذه المرحلة من أجل تفادي الطلاق أن تبحث حول جذور المشاكل وتحلها من جذورها وتعقد جلسات كبيرة لتصفية الأمور وتمنع أي حديث سابق عن التغاضي وتتعهد أن تحلان المشاكل أولا بأول حتى لا تصلا مرة أخرى إلى هذه التراكمات التي توشك أن تقلب حياتكما إلى جحيم.
كيف يمكننا تفادي الطلاق والزواج على حافة الانهيار؟
أما الآن فنصل إلى المرحلة التي نخصص لها في مقالنا المساحة الأكبر وهي مرحلة الانهيار والتي يصبح تفادي الطلاق فيها يحتاج إلى الكثير من الأمور وبذل المجهود الأكبر والأعظم، فما هي الأمور التي تحتاجها هذه المرحلة من أجل تفادي الطلاق وإنقاذ حياتك الزوجية؟
التحمل والصبر
أهم ما يجب أن تتحلى به من أجل تفادي الطلاق في هذه المرحلة هو التحمل والصبر، لابد أن تصبح عبارة عن جبال من الصبر لا تهتز لأي عواصف، والحقيقة أنك ستشهد عواصف من الغضب ستنفجر في وجهك عليك أن تتفاداها، أو تتلقاها بصدر رحب ودون أن تنفعل بها أو تتفاعل معها، لأنك إن تفاعلت معها ستغضب أنت أيضًا وستنفجر وسيصبح هناك انفجارات مضادة وستتداعى الحياة الزوجية سريعًا، لذلك استرخي وأرِح أعصابك تمامًا، ولا تركز في كل ما يقال لك ودع الطرف الآخر.
التفاهم والحوار
طبعًا في حالة مقابلة الغضب بغضب والعصبية بعصبية فأنت لا تعمل على تفادي الطلاق بل تستدعيه وتتعجله، لكن إن كنت حقًا تبغي تفادي الطلاق وإنقاذ حياتك الزوجية في اللحظات الأخيرة عليك أن تتمسك بالتفاهم والحوار، ولا تتنازل عنهما وتحاول قدر الإمكان أن تستدرج الأمور لذلك وحذار والعصبية والصياح والدخول في سباق تبادل الاتهامات وتحميل كل طرف مسئولية المشكلة بأكملها، التفاهم والحوار هما سلاحك الأهم لحل أي مشكلة، لا العصبية ولا إطلاق العنان لمشاعرك الغاضبة وانفعالاتك.
الاعتذار عن الأخطاء
قد يبدو التفاهم والحوار من تلقاء أنفسهما هما الحل ولكن الحقيقة أن التفاهم سيبحث في جذور المشكلة مثلما قلنا وسيحاول إلقاء الضوء على كل التراكمات وبالتالي سيتبين أن هناك أخطاء بالفعل، لا يمكن أن تصل حياة زوجية لمرحلة حافة الهاوية دون أن يكون هناك أخطاء ومشكلات ويكاد يكون سلسلة من الأخطاء بالفعل، لذلك لا تتردد في الاعتراف بخطئك والاعتذار عنه، والاعتراف بالخطأ بداية المشكلة، ولا تحاول أن تبالغ في العتاب واللوم، حتى لا تتحول لجلسة تبادل اتهام مثلما قلنا من قبل، لذلك من أجل تفادي الطلاق يجب أن تكون مستعدا تماما للاعتراف بأخطائك والاعتذار عنها.
تلطيف الأجواء
هذه النقطة نوعا ما تحتاج رجل حكيم، تلطيف الأجواء يمكن أن يحدث في المراحل السابقة ويؤتي أكله بأسرع مما تتخيل وبشكل أكثر فاعلية وينتج عنه النتيجة المرجوة وزيادة، أما الآن فممكن أن يراها الطرف الآخر عبارة عن استخفاف أو استهتار أو طريقة من طرق التلاعب، لذلك يجب أن يكون تلطيف الأجواء بحكمة وروية، واللفتات الرومانسية التي ستقوم بها في مكانها وفي سياقها الصحيح حتى لا يساء فهمها، ويتحول تفادي الطلاق الذي تنشده إلى طلاق فعلي عاجل.
إغلاق الباب أمام التدخل الخارجي
من أجل أن تصل بالفعل إلى تفادي الطلاق عليك أن تغلق الباب لأي تدخل خارجي لحل الأزمة أو التعامل معها، عفوًا ولكن إن لم ينبع الحل من بينكما ومن رغبتكما المشتركة في إنقاذ الحياة الزوجية مهما كانت الكارثة التي حلت بالمنزل فإن هذا كله يصبح منعدم القيمة لذلك مشكلاتكما التي تخصكما إنما دون أي تدخل من الخارج حتى إن كان أقرب الأقربين.
خاتمة
هناك مراحل عدة للوصول للطلاق مهما بدت لك الحياة الزوجية مستقرة وسعيدة ولكن في لحظة معينة تدرك أنك تعيش حياة على المحك تماما مثل البالون الذي قد ينفجر بأقل احتكاك، لذلك تفادي الطلاق والوصول لهذه المرحلة يأتي عبر الوعي بالحياة الزوجية ورؤية الأمور على حقيقتها بدلا من الهروب من المشاكل وإنكار وجودها.