‘);
}

كوكب الأرض

لقد شَغَل علم الفلك العُلماء منذ الأزمة القديمة، وأدركَ الإنسان أنّ للشَّمس والكواكب حركةً ظاهريّةً عبر السّماء مُنذ القدم، وأدرك أنَّ الشّمس تحتاج اثني عشر شهراً تقريباً لتُتمَّ كلَّ دورة من حركتها هذه، إلا أنَّ مُعظم النّجوم الأُخرى في السَّماء كانت تبدُو ثابتةً تقريباً، ما عدا شيء واحد؛ فهي تظهرُ كل يومٍ من جهة من الأفق، والتي أصبحت تُسمَّى الشّرق، ومن ثمَّ تختفي في الجهة المُقابلة لها، والتي تُسمَّى الغرب، وتأخذُ كل النّجوم والكواكب والشّمس والقمر يوماً واحداً بالضَّبط لتُعاود الظّهور في نفس المكان.[١]

كان التّفسير البديهي لهذه الظَّاهرة أنَّ الأرض هي مركز الكون، وأنَّ كل ما في العالم من كواكبَ ونجومٍ وأجرامٍ سماويَّةٍ تدورُ حولها بصُورة لا نهائيّة، ومع أنّ بعضَ الفلاسفة شكَّكُوا في هذه الفكرة مُنذ زمن الإغريق القدماء، إلا أنَّ تبنِّي الفيلسوف الشهير بطليموس لفكرة أنَّ الأرضَ ثابتةٌ وأنّها مركزُ الكون (في القرن الثّاني الميلادي) كان سبباً بأنَّ هذه الفكرة سادت العُلوم الإنسانيّة لأكثر من أربعة عشر قرناً. ولم يتمَّ الطَّعنُ بمركزيَّة الأرض حتّى عام 1444م عندما اقترح الفلكيّ الألماني نيكولوس كوبرنيكوس أنَّ الأرض تدورُ في الحقيقة حول نفسها، وأنّ هذا هو سببُ تعاقب اللّيل والنّهار، ونجح العالم الإيطالي غاليليو غاليلي في إثبات تلك النّظرية سنة 1543م، فأصبحت حقيقةً علميَّةً مُؤكَّدةً.[١]