كيفية معاملة الحماة في الإسلام
١٦:٢٧ ، ١١ مارس ٢٠٢١
‘);
}
احترامها
كيف يمكن للزوجة أن تعامل حماتها باحترام؟
إنَّ فكرة الاحترام من زوجة الابن تجاه الحماة يجب أن تبنى في البداية بشكلٍ متبادل ما بين الزَّوجة ووالدة زوجها، كما أنَّه على الزَّوج أن يعين الزَّوجة على احترام ذويه وأمِّه وذلك بأن يحفظ لها حقوقها واحترامها في بداية الأمر وعدم ظلمها للحصول على رضا أهله وأمِّه، ويأتي هنا دور الزَّوجة بأن تحترم حماتها باتِّباع الخطوات الآتية:[١]
‘);
}
- عدم الحديث عنها بسوء أو محاولة الانتقاص من شأنها أمام ابنها أو جميع الأقرباء.
- تربية أولادها على احترام جدَّتهم وكسب رضاها والعمل على نيل ودِّها، وهذا الأمر يزرع الرِّضا والسَّعادة في قلب الجدة.
- تحيُّن الفرص لإظهار احترام الحماة وذلك بتقديم الهدايا لها، والتَّعبير لها عن امتنانها لأنَّها كانت السَّبب في إنجاب وتربية الزُّوج الذي هو سندها الآن.
- احترام مشاعر والدي الزَّوج بشكل عام، والأم بشكل خاص وذلك بألَّا تتصرَّف الزَّوجة بشكل يثير غيرة الأمِّ، أو تظهرأنَّها استطاعت أن تأخذ ابنها منها أو أنَّه يحبُّ زوجته أكثر منها.
- احترام الزوجة حديث والدَي الزَّوج، فعلى الزَّوجة الاستماع إلى حديث حماتها والإنصات إليه وعدم مقاطعتها أو إظهار التَّململ من كلامها.
- لجوء الزَّوجة إلى الدُّعاء لله -سبحانه وتعالى- بأن يرزقها القدرة على إظهار الاحترام للحماة وعدم التَّقليل من شأنها.
الإحسان إليها
ما هي طرق الإحسان للحماة؟
إنَّ خُلق الإحسان من الأخلاق العظيمة التي حضَّ الإسلام عليها فكيف إذا كان هذا الخلق مع والدة الزَّوج والذي يمكن أن يعدَّ من أحد أبواب الإحسان إلى الزَّوج وإعانته على رضا والديه، وقد يصدر عن الحماة بعض التَّصرفات التي قد تؤذي زوجة ابنها أو قد تظلمها في أحد المواقف، فهنا على الزَّوج أن يمنع هذا الظُّلم من أن يقع على الزَّوجة، وعلى الزَّوجة أن تبادر حماتها بالمعاملة الحسنة وذلك باتِّباع الخطوات الآتية:[٢]
- عدم رد الإساءة للحماة وإنَّما مسامحتها على ما بدر منها من تصرفات وقد قال تعالى في سورة فصِّلت: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}.[٣]
- عمل الزَّوجة على برِّ والدة الزَّوج وزيارتها في منزلها وإظهار المودة والمحبة لها، ولها أسوةٌ حسنةٌ بسيد المرسلين عندما نصح الصَّحابي الذي يبادره أهله بالقطيعة والأذى بأن يتغاضى عن أعمالهم ويكون منه الإحسان والصلة، وقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال للصَّحابي: “لَئِنْ كُنْتَ كما قُلْتَ، فَكَأنَّما تُسِفُّهُمُ المَلَّ وَلَا يَزَالُ معكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عليهم ما دُمْتَ علَى ذلكَ”.[٤]
- عدم الاستماع إلى كلام الذين يسعون بالنَّميمة بينهما ويحاولون زرع الخلاف والشِّقاق.
- وضع زوجة الابن نصب عينيها النَّصيحة التي تقول بأنَّ الإحسان والمعاملة بهذا الخلق كافٍ بأن يجعلها تملك قلب حماتها، فالإحسان يستعبد القلوب.
معاملتها كالأم
ما ضوابط معاملة الحماة كالأم؟
عندما تنظر زوجة الابن إلى والدة زوجها نظرة الودِّ والحبِّ التي تنظرها لأمِّها ستتلاشى تلك العلاقة التَّقليديَّة والقائمة على العداوة ما بين الكنة والحماة، وبنفس الوقت ستنظر الحماة إلى زوجة ابنها نظرة الوالدة لابنتها والتي ستكون بحاجة لتلك المشاعر بعد أن فارقت بيت ذويها وجاءت إليهم زوجةً لابنهم،[٥] ومن الخطوات التي يمكن للزَّوجة اتِّباعها كي تعامل حماتها كما تعامل أمَّها ما يأتي:[٦]
- مناداتها بأحبِّ الأسماء إلى قلبها وألَّا تؤذيها ببعض الألقاب التي تكرهها.
- استقبالها بالتَّرحاب والبشر كما تستقبل والدتها في حال زيارتها لها.
- عدم ذم الزَّوج أمام أمّه أو الحديث عنه بسوء بغية القدح فيه وليس الإصلاح.
محاولة فهمها
كيف تُشعر الزوجةُ حماتَها أنّها تشعر به؟
لن يعيش المسلم أو المسلمة حياةً هنيئةً في هذه الدُّنيا بل قد يتعرضون للعديد من الضُّغوطات النَّفسيَّة والمشكلات، ومن هذه الضُّغوطات التي تعيشها الفتاة واجب العيش مع أهل زوجها أو مع أمِّ زوجها فقط في نفس المنزل، فهنا على زوجة الابن أن تكون ذكيَّة بالتَّعامل مع حماتها ومحاولة فهم مشاعرها وتصرُّفاتها، ويمكن لزوجة الابن اتِّباع الخطوات الآتية:[٧]
- الجلوس مع الحماة جلسة ودٍّ وصفاء وإشعارها بأنّ زوجة الابن مقدِّرة لمشاعرها.
- طمأنة أمُّ الزَّوج بأنَّ زوجة ابنها لم تأتِ لأخذ ابنها منها أو إبعاده عنها بأي وسيلة، وأنَّها تفهم ما يحمل قلب الأمِّ من مشاعر الخوف والحزن والحب، بل هي ستكون عونًا لزوجها من أجل برِّ والدته ورضاها.
زيارتها
ما آداب زيارة الحماة؟
لقد جاء الإسلام ليحضَّ على غرس مكارم الأخلاق في النُّفوس من احترام الكبير وتفقد أحواله والسَّعي في تلبية حاجاته، فكيف إذا كان هذا الكبير هو والدة الزَّوج، فهنا يجب الانتباه إلى أنَّه ينبغي إكرام والدة الزَّوج لأنَّها امرأةٌ كبيرةٌ في العمر كما أنَّها السَّبب في تربية هذا الزَّوج، والمرأة الحكيمة تبتغي رضا زوجها وحبه بحب أمِّه وتفقد أحوالها،[٨] فيمكن للزَّوجة كسب حب حماتها ورضاها من هذا الباب بعددٍ من الخطوات هي كالآتي:[٥]
- العمل على زيارتها بشكلٍ منتظم وتفقد أحوالها وأمورها وتعهد ما تحتاج إليه.
- الابتعاد عن الحماة في حال أرادت الإسرار ببعض الأمور لابنها وعدم الإصرارعلى الزُّوج لإخبارها بما تحدَّثت به أمَّه سرًا أثناء الزِّيارة.
- عدم إزعاج الزوج بالحديث عن أمِّه بعد الزيَّارة لبيتها، فستبقى أمُّه غاليةً عليه وسيرفض الاستماع إلى كلامٍ يؤذيها.
عدم تقصّد جدالها
ماذا تورث المجادلة عادة؟
قد تضطر الزَّوجة للسَّكن في بيت أهل زوجها، بل في بعض الأحيان يرفض الأهل ابتعاد ابنهم عنهم والسَّكن وحده، وقد يزداد الأمر سوءًا في حال سفر الزَّوج وترك زوجته عند أهله، ففي هذه الحال يجب على الزَّوجة أن تكون ذكيَّة لكسب حب حماتها، أو لتقليل الأذى في بعض الأحيان الذي قد يلحقها منهم، ومن تلك الخطوات التي يمكنها اتِّباعها ما يأتي:[٧]
- الابتعاد عن مواطن النِّقاش والجدال مع أمِّ الزوج.
- التَّذكر أن الصَّبر على كلامها وعدم مناقشتها من أبواب الخير العظيمة التي سييسر الله بها الحياة.
- عدم الاحتكاك بها كثيرًا وتقليل الجلوس معها.
أخذ مشورتها
لماذا قد تأخذ زوجة الابن مشورة حماتها؟
إنَّ زوجة الابن العاقلة والحكيمة تعلم أنّ طريقة معاملة الحماة القائمة على الودِّ والحبِّ سيكون بابًا لزرع مشاعر المحبة بينها وبين زوجها، ومن طرق زرع هذه المشاعر هي مشاورة الحماة وأخذ رأيها ويكون ذلك باتَِّباع الخطوات الآتية:[٥]
- أن تقدم الزَّوجة الأولويَّة لحماتها وذلك بأخذ رأيها مثلًا أو الاستماع لمشورتها.
- أن تعلم أن حماتها امرأةٌ كبيرةٌ في السِّن ولديها العديد من التَّجارب التي قد تفيدها فتستمع إلى نصيحتها، وتشعرها بأنَّها استمعت إلى كلامها.
الصبر عليها
ما جزاء الصبر على الحماة؟
إنَّ الحماة هي امرأة كبيرة طاعنة بالسِّن، وفي كثير من الأحيان تشعر الحماة أنَّها مصدر الخبرة في البيت وعلى الجميع أن يتقيَّد بأوامرها واقتراحاتها، فهنا يجب على الزَّوجة الحكيمة أن تتحنَّب الشجار معها على هذا الأمر وتصبر على أوامرها، ويكون هذا الصَّبر باتِّباع الخطوات الآتية:[٥]
- أن تكون الزَّوجة هادئة أثناء سماع أيّ قرار من قبل حماتها، ولا تقابله بالصُّراخ والعنف لأنَّ العنف سيولد العنف من قبل الحماة والإصرار على رأيها.
- أن تكون الزَّوجة على يقين بأنَّها ستصبح حماة في يوم من الأيام، وهذا الأمر سيغرس في روحها القوة على الصَّبر، وتحمُّل الأمر، قال تعالى في سورة المزمل: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللهِ}.[٩]
- أن تتذكر الزَّوجة أنّ جزاء صبرها على حماتها سيكون بلوغ الجنات والمراتب العليا قال تعالى في سورة آل عمران: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.[١٠]
ولكن هنا يجب على الحماة أيضًا أن تحترم أنَّ لزوجة ابنها حياتها ووجودها وتعاملها كابنة لها، فلا تسعى لإرغامها على تقبل كل أوامرها حتَّى فيما يزعجها، بل يجب على الحماة وزوجة الابن أن تعلم كل واحدة منهما حقها فتقف عنده ولا تظلم الأخرى.[٥]
التودد إليها
ما أبرز صور تودد الزوجة إلى حماتها؟
عندما تفارق الفتاة بيت والديها وتنطلق لتكمل حياتها في بيت زوجها قد تكون والدته تعيش معها في هذا البيت وعليها أن تضع في نصب عينيها أن التودد للحماة والتَّقرب منها هو بابٌ للتَّقرب من زوجها، كما وأنَّ كسب حب الحماة أفضل من كسب عداوتها، ومن طرق التَّودد للحماة ما يأتي:[٥]
- مقابلة والدة الزَّوج بالابتسامة والوجوه البشوش فهذا سيزرع الحب والود بينهما، ويقضي على البغض وأسبابه.
- استخدام زوجة الابن الألفاظ التي تحمل الود والحب أثناء الحديث مع حماتها، فتلك الكلمات ستكون طريقًا لزرع الود بينهما كما أنَّ هذا الأمر سيكون سببًا لكسب حب الحماة وودها.
- عدم التَّقليل من شأن الحماة والحديث عنها بسوء؛ لأنَّ الكلام سيجد طريقه إليها مهما طال الزَّمن، ويمكن عكس هذا الأمر والحديث عنها بخير وحب في غيابها والذي سيورث الثِّقة والمحبة بينهما ويزرع الود في قلب والدة الزَّوج اتجاه كنتها.
هل من واجب زوجة الابن خدمة حماتها شرعًا؟
إنَّ عقد الزَّواج فُرض من أجل استباحة الرَّجل للمرأة والتَّمتع بها، ولكن هذا العقد لا يُلزم المرأة أن تخدم حماتها أو أن يكون هذا الأمر واجبًا عليها، وقد أفتى بهذا الأمر علماء اللجنة الدَّائمة في المملكة العربية السعودية كابن باز وغيره، وقد سُئل الشيخ ابن عثيمين مرَّةً هل خدمة أمّ الزَّوج هي واجبٌ شرعيٌّ على زوجة ابنها؟ فنفى هذا الأمر وقال إنّ خدمتها هي أمرٌ تطوُّعيٌّ من الزَّوجة، والمعاشرة الحسنة في الزَّواج إنَّما تكون ما بين الزَّوج والزَّوجة فقط.[١١]
المراجع[+]
- ↑محمد بن إبراهيم الحمد، عقوق الوالدين أسبابه مظاهره طرق علاجه، صفحة 50-42. بتصرّف.
- ↑مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 77. بتصرّف.
- ↑سورة فصلت، آية:34
- ↑رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2558، حديث صحيح.
- ^أبتثجحمجموعة من المؤلفين، أرشيف منتدى الألوكة، صفحة 1. بتصرّف.
- ↑ملتقى أهل الحديث، أرشيف ملتقى أهل الحديث، صفحة 17. بتصرّف.
- ^أبمجموعة من المؤلفين، فتاوى واستشارات الإسلام اليوم، صفحة 161-162. بتصرّف.
- ↑مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 81. بتصرّف.
- ↑سورة المزمل، آية:20
- ↑سورة آل عمران، آية:200
- ↑محمد صالح المنجد، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 99. بتصرّف.