‘);
}

القمل

القمل حشرة غير مُجنَّحة لها ستَّة أرجلٍ تنتهي كلٌّ منها بمخلبٍ ملتو يُساعدها على التشبّث بقوَّة شديدة بشعر الإنسان والحيوان، تعيشُ متطفّلة ليسَ لها غذاء سوى دماء الكائنات الحيَّة الأخرى، فتُولَد عليه ومن ثمَّ تتكاثر وتضع بيضها بين منابت الشّعر، وبذلك تُؤمِّن لنفسها الغذاء والملجأ بصُورةٍ دائمة، ممَّا يحميها من تأثير عوامل الطّقس، وارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة، وشُحّ الغذاء. ويُوجد من القمل ما يصلُ إلى 200 نوع مُختلف، ومُعظم هذه الأنواع هي سلالات من القمل تكيَّفت لتعيشَ على نوع مُحدَّدٍ من الثّدييات أو الطّيور، فثمَّة نوعٌ من القمل للشمبانزيّ، وآخر للقطط، وواحدٌ للجرذان، وتُوجد ثلاثة أنواعٍ مُتخصِّصة بالعيش على جسم الإنسان، هي قمل الرّأس (المُتخصِّص بالعيش على فروة الرأس)، وقملُ الجسم (يُصيب في الغالب شعر الصّدر والإبط)، وقمل العانة. ومتى أصابَ داء القمل جُزءاً من الجسم يُصبح التخلُّص منه عسيراً؛ لأنَّه يتكاثر بسُرعة، ويختبئ بحجمه الصغير بين ثنايا الشّعر، ويتشبَّث بفروة الرّأس بإحكامٍ تام، فيُصبح من المستحيل زحزحتُه بحكحكة الأصابع أو بالرّياح القويّة أو الهزّ الشّديد.[١]

عدوى القمل

يُواجه الكثير من الأطفال مُشكلة القمل خصوصاً في المراحل العُمرية المتراوحة ما بين أربع سنوات إلى سبع سنوات، والسَّببُ في ذلك أن القمل داءٌ ينتقلُ بين النّاس بسهُولة، فعند مشاركة الأغراض الشخصيَّة (مثل مشط الشَّعر، أو مِقصِّ الشّعر، أو القُبَّعات) يُصبح من السَّهل انتقالُ القمل من شخصٍ إلى آخر، كما أنَّه قد ينتقلُ على الفور بمُجرَّد التّلامس مع الأشخاص الآخرين، وخُصوصاً مع شعر رأسهم، لأنَّه يجذبُ أنواعاً مُحدَّدة من هذه الحشرات، والأطفال في المراحل المُبكِّرة يُكثرون من الاقتراب والتّلامس مع الآخرين أثناء اللّعب والحركة، كما قد يستهترون بتبادلِ الأغراض الشخصيّة، ولذلك يُصبح انتقال العدوى بينهم كثيراً جداً، وقد تصلُ العدوى منهم إلى منزلهم فتنتقلُ إلى البالغين بذلك وتنتشر، وتزدادُ مُعدَّلات الإصابة بالقمل في المناطق السكنيّة غير النَّظيفة وغير المُعتَنى بها.[٢]