‘);
}

المعاصي

لمّا خلق الله آدم وزوجه حواء وأدخلهما الجنة، أمرهما بأوامر، ونهاهما عن أمور؛ فأغوى إبليس آدم وزوجه فعصيا الله ووقعا فيما نُهيا عنه من المعصية، ويدلُّ ذلك على أنّ طبيعة البشر جُبلت على حبّ الشهوات والملذات؛ حيث إنّ مَعصية آدم بيّنت حبّه للخلود التي هي من الفِطرة التي جُبل عليها الإنسان، وقد أغواه إبليس عليه لعنة الله وأوهمه بذلك حتى عصى الله، قال تعالى: (وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ* فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ* وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ* فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ)،[١]

أدرك آدم عليه السلام أنّ إبليس قد أغواه، وأنه قد أخطأ واقترف معصيةً فاستغفر عن خطأه وندم على ذلك فغفر الله له، وأنزله إلى الأرض هو وزوجه، ومن هنا نَشأت البشريّة، وكانت الطبيعية البشرية التي أصلها آدم تقوم على العصيان، ولكن العبد المؤمن إذا ما أذنب أو ارتكب خطأً فإنه يبادر بالتوبة وترك ذلك الذنب أو المعصية.